تشهد معظم بلديات ولاية وهران، اختفاء كليا لحليب الأكياس المدعم، وذلك مباشرة بعد فرض القانون الخاص بأسعار الحليب؛ حيث يرفض جل التجار وأصحاب المحلات استقبال كميات الحليب وعرضها بسعر 25 دج، في وقت كانت نفس المحلات في وقت سابق، تعرضه بـ 60 دج قبل شن حرب على المضاربين، فيما يبقى المواطن في رحلة بحث شاقة عن هذه المادة الغذائية.

عاد سيناريو ندرة حليب الأكياس المدعم، بالمحلات التجارية، التي كانت، منذ أيام فقط، تعرضه بمبلغ 25 دج للكيس، إلى الظهور؛ إذ لم يجد المواطنون، منذ أيام، حليب الأكياس في المحلات رغم قرارات مديرية التجارة بتوفيره بـ 25 دج لدى نفس المحلات التجارية، التي تم إحصاؤها من قِبل المديرية.

ويوضح بعض المواطنين لـ "المساء"، أن عددا من المحلات توقفت كليا عن بيع حليب الأكياس بعد أيام من بيعه بسعر 25 دج؛ إذ استحسن المواطنون قرارات الدولة القاضية بتوفيره بسعره المقنَّن، لتعود الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أشهر. ويضيف المواطنون أن التجار همهم الربح السريع؛ بدليل أنهم يعرضون حليب البقر المعبأ في أكياس، بمبلغ 60 دج بدون عرض الحليب العادي المبستر والمدعم، مطالبين بتدخل السلطات لإجبار التجار على جلب حليب الأكياس، وعرضه للبيع أمام المواطن.

وفي جولة عبر بعض أحياء مدينة وهران، على غرار حي الحاسي وعين البيضاء اللذين يضمان كثافة سكانية كبيرة، صادفت "المساء" بعض التجمعات والطوابير لمواطنين اصطفوا في انتظار شراء الحليب، الذي يصل في حدود الساعة الثالثة زوالا، وفي بعض الأحيان يتوفر مساء.

وأكد المواطنون أن هذه المحلات تقوم بجلب حليب الأكياس مرتين في الأسبوع، وتعرضه بمبلغ 25 دج، وتقوم بمنح 3 أكياس فقط لكل شخص، غير أن ذلك يبقى غير كاف للعائلات التي تستهلك أكثر من لترين من الحليب يوميا.

وأكد صاحب المحل أنه رغم هامش الربح الضئيل والمنعدم، فإنه يقوم بعرض هذه المادة الغذائية للبيع رغم الصعوبات التي يتلقاها خلال عملية البيع، والمشاجرات والتي بلغت حدود الشتم في بعض المرات، موضحا أنه يبقى عرضة للضغط في كل مرة يقوم فيها ببيع حليب الأكياس للمواطنين، مؤكدا، بالمناسبة، ندرة كبيرة، ورفض جل التجار بيع الحليب بالسعر المقنَّن.

ومن جانبها، أعلنت مديرية التجارة لولاية وهران، عن فتح تحقيق حول سبب رفض أصحاب المحلات، عرض حليب الأكياس، لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، والعمل على توفير الحليب المدعم، حيث سبق لمدير التجارة لولاية وهران، أن قال إن ولاية وهران تبقى تعاني من مشكل الندرة؛ لعدم وجود كميات كافية منه محليا، لتغطية الاحتياجات اليومية المقدرة بـ 520 ألف لتر يوميا، حيث تستفيد الولاية من 220 ألف لتر يوميا من منتوح مصانع وهران وبعض الولايات المجاورة؛ ما يجعلها عاجزة بـ 300 ألف لتر يوميا.

وأوضح مدير التجارة بوهران، أن مصالحه قامت، وعبر الوالي، بمراسلة وزارة التجارة؛ للسماح للولاية بالاستفادة من كميات إضافية من منتوج الحليب من ولايات أخرى؛ لتغطية العجز المسجل.