أحمد بجاوي لـ "المسـاء":

الأفلام المرمَّمة جزء من أرشيفنا الواجب عرضه للجمهور

الأفلام المرمَّمة جزء من أرشيفنا الواجب عرضه للجمهور
الناقد والمدير الفني لمهرجان الجزائر الدولي للسينما أحمد بجاوي
  • القراءات: 489
ن. مريم ن. مريم

تحدّث الناقد والمدير الفني لمهرجان الجزائر الدولي للسينما أحمد بجاوي، إلـى "المساء"، عن الأفلام المرممة التي عُرضت أول أمس بقاعة السينماتيك، وأهميتها بالنسبة للذاكرة السينمائية والأرشيف عموما.

ما مدى ارتباط "البناف" بالسينما؟

❊❊ "البناف" هو جزء من ذاكرة الجزائر في سنواتها الأولى للاستقلال، بعكس مكانتها الرائدة في القارة السمراء، والتفاف الشعوب التي عانت مثلها الاستعمار، حول مبادئها ونضالها. وفيلم "وي ويل كوم" للغوتي بن ددوش يُعتبر، في رأيي، وثيقة تاريخية وموسيقية وأنثروبولوجية واجتماعية بامتياز، لتلك الفترة، تعكس حضور الجزائر في قلب إفريقيا، وفي عمق فنها، كما يحكي الفيلم فترة مهمة من تاريخنا الوطني.

المفاجأة كانت "الأيادي الحرة"، فما تعليقك؟

❊❊ مفاجأة بامتياز، علما أنه أول فيلم وثائقي جزائري ملوّن بعد الاستقلال، من إنتاج "قصبة أفلام"، التي استدعت هذا المخرج السينمائي الإيطالي (التيار اليساري الإيطالي) الذي سبق له أن عمل في شبكة المناضل الكبير الطيب بولحروف بروما. وهو فيلم وثائقي، يرصد تاريخ ثورة الجزائر، وكذا سنواتها الأولى من التحرير، وكيف واجهت التركة الثقيلة التي خلّفها المستعمر؛ من بؤس، وفقر، وجهل، ومرض، وغيرها من مظاهر التخلف. هذا الفيلم بُث مرة واحدة فقط في سنة 1965 خلال تظاهرة خاصة بالأفلام التسجيلية، ثم اختفى، إلى أن عاد، اليوم، للظهور بعدما رُمم وأصبح في أجمل صورة.

عند متابعتنا العرض وجدنا في الفيلم بصمة الراحل الطاهر حناش، ما رأيك؟ 

❊❊ هذا صحيح؛ توجد هذه اللمسة، وذلك يعني أننا اليوم لا نستطيع الحديث عن السينما الجزائرية بدون الحديث عن هؤلاء الرواد الأوائل؛ منهم بن ددوش، مع التأكيد على أن هذا الفيلم هو وثيقة تاريخية هامة، ترصد حياة الجزائر، مباشرة، بعد الاستقلال.

كيف تم العثور على هذا الفيلم؟ وكيف رُمم؟

❊❊أشير، أولا، إلى أن أفلاما جزائرية مشهورة ومهمة وجدناها مهملة، واستعدنا نسخها ورممناها. وبالنسبة لهذا الفيلم الهام جدا والرائع، فقد وجدت نسخته (البوزيتيف) بإيطاليا، ليتم ترميمها بمخبر بولون، وبتقنيات متطورة جدا؛ ما يُظهر جودة الصورة، والألوان، والصوت وغيرها.

هل ننتظر عرض "الأيادي الحرة" على شاشات التلفزيون؟

❊❊ بالنسبة لنا كمهرجان، قمنا بواجبنا، وعرضنا الفيلم على الجمهور الحاضر؛ قصد تحسيسه بأهمية هذا الأرشيف السينمائي الذي لا يقدَّر بثمن. أما الباقي فعلى كل واحد وكل جهة أن تتخذ مسؤوليتها، وتقوم بما هو واجب تجاه الجمهور الجزائري.