مونودراما "الذات" و"ثيناكن" بمهرجان عنابة

أحلام صعبة التحقيق

أحلام صعبة التحقيق
  • القراءات: 593
مبعوثة "المساء" إلى عنابة: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى عنابة: دليلة مالك

عالج عرضان مسرحيان، في اليوم الثاني من المهرجان الوطني للإنتاج المسرحي النسوي الخامس، موضوع أحلام المرأة التي لم تجد طريقها

لتتحقق، ووقوفها أمام تحديات عديدة تحول دون بلوغ مبتغاها، وقد تناوله العملان المونودراميان "الذات" للمخرجة أسماء بن أحمد، و"ثيناكين" لسفيان مصباح، أول أمس، بالمسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" في عنابة.

عرضت الجمعية الثقافية "إثران تاقربوست" لولاية البويرة، أول أمس، عملها المونودرامي "ثيناكن" (تلك) للمخرج سفيان مصباح، من تأليف نصيرة بن يوسف وتمثيلها، وقد اقتبستها عن نص مسرحي للكاتبة السعودية ملحة عبد الله، عنوانه "العازفة".

تعالج المسرحية قصة امرأة تسعى وراء حلم أن تصبح عازفة بيانو، غير أنها تواجه مجموعة من العراقيل، أولها يتعلق بزوجها الذي يفضل أن تتواجد في مطبخها لإرضاء مطالبه، ولا يقبل أن تعمل شيئا آخر غير ذلك، والأمر نفسه بالنسبة لأمها التي ربتها على قبول جميع طلباته، ذلك أن الرجل في منظورها، بلغ مكانة مقدسة، فتضيع هذه المرأة بين المرجعية الأسرية التي نشأت عليها، فخلق عندها هاجسا من الخوف، كان سببا في عدم مضيها قدما نحو حلمها. إذ يعود المخرج إلى أسباب معاناة المرأة الحالمة، الذي مصدره المرأة، من خلال الوالدة، والرجل من خلال الزوج.

العمل الذي جاء ناطقا باللغة الأمازيغية، قدمته الممثلة بإيقاع سريع وسرد مسترسل، أعانتها شخصية صامتة جالسة على يسار الخشبة، دعمت البناء الدرامي ككل، وحتى البناء السينوغرافي.

وعن المسرحية، تقول الممثلة والمؤلفة نصيرة بن يوسف، إن المغزى من نصها هو رفع صفة الآلة عن المرأة، وأن الحياة ككل هي آلة، كل واحد كيف يعيشها، وشكل بذلك تحد للمرأة، وتقول بصريح العبارة، إن المرأة هي الحياة، والرجل والمرأة معا يجب أن يكونا على خط توافقي واحد. 

أما مونودرام "الذات" للمخرجة أسماء بن أحمد، وإنتاج جمعية "براعم الفن" الثقافية من سكيكدة، فتناول موضوع العقم، لما يكون سببه من الرجل، وتعاطي المجتمع مع الفكرة التي غالبا لا يتقبلها، فطالما كانت المرأة المتهمة بهذه "الجريمة" التي لا ترتبط بها في الحقيقة.

قدمت الممثلة بلقيس بوكلوة دورها بأداء جيد، مستعينة باللغة العربية الفصحى التي جعلتها دعامة مساندة، للتعبير عن فكرة النص وبعرض كوريغرافي منسجم مع الجو العام للمونودرام، التي استعانت أيضا بالموسيقى وتقنية خيال الظل، التي عززت الأداء الكوريغرافي للعرض.

تحركت الممثلة على الركح برشاقة وخفة، وهي تنثر هواجس امرأة تحاصرها صور وأشكال نمطية في حياتها الزوجية الرتيبة، دون أن تتمكن من إيجاد الحلول لها، أو تغييرها نحو الأفضل، رغم أنها تحلم بذلك، وتسعى إليه من خلال رغبتها في إضفاء شيء من التجديد على حياتها الزوجية.