الدكتور عاشور فني في مداخلة ببشير منتوري:

الشعر كان سبّاقا في ذكر "الجزائر" قبل الساسة والإصلاحيّين

الشعر كان سبّاقا في ذكر "الجزائر" قبل الساسة والإصلاحيّين
  • القراءات: 615
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الدكتور الشاعر عاشور فني إن الشعراء سبقوا السياسيين والإصلاحيين في ذكر اسم "الجزائر" خلال فترة الاستعمار الفرنسي، وهذا من خلال كتاب "شعراء الجزائر"، الذي كتب جزءيه محمد سعيد الزهري عامي 1926 و1927.

استضافت الشاعرة والملحقة الثقافية بمؤسسة "فنون وثقافة" فوزية لارادي، في فضاء "بشير منتوري"، أول أمس، الدكتور الشاعر عاشور فني، الذي قدّم مداخلة بعنوان "الثورة التحريرية في الأدب العالمي"، قال فيها إن الثورة التحريرية زرعت قيم الإنسانية في المجتمع الجزائري، وأسست له علاقات مع العالم. كما حوّلت روابطه من قبلية إلى وطنية. وأضاف أن الثورة وجدت صدى لدى الأدباء؛ سواء المحليين أو العالميين. وهناك من شاركوا فيها؛ مثل مفدي زكريا، الذي كان الأمين العام لحزب الشعب رفقة مصالي الحاج، وهناك من استشهدوا لأجلها.وبالمقابل، تحدّث فني عن كتاب محمد سعيد الزهري، الذي صدر جزءاه عامي 1926 و1927 بتونس، تحت عنوان "شعراء الجزائر"؛ حيث احتفى به الكثير من الجزائريين. كما شمل أسماء شاعرين جزائريين ما عدا من كتبوا في الرثاء، والهجاء، والمدح. وفرض الزهري شروطا للمشاركة في هذا الكتاب، وهي أن يقدم الشاعر نفسه، وأن ينشر قصائده وصورته، ليكون "شعراء الجزائر" أول كتاب تُنشر فيه صور الشعراء. كما ذكر في عنوانه اسم الجزائر، وهو ما كان يُعد في ذلك الوقت، أمرا في غاية الصعوبة، يؤكد فني. ويضيف أن هذا الكتاب صدر سنوات عديدة قبل كتاب المفكر مبارك الميلي "تاريخ الجزائر في القديم والحديث"، وهو ما يدل على حضور الجزائر في ضمير الشعراء قبل السياسيين والإصلاحيين.كما أشار فني إلى مرافقة الشعر العمليات الثورية؛ من خلال التغني بها باللغة العربية الفصحى، وبالعامية، حيث كان لكل مقاومة شاعرها الخاص؛ مثل مقاومة الزعاطشة وشاعرها بن قيطون، في حين لم يكن للثورة التحريرية شعراؤها فحسب، بل كان كل الشعب الجزائري يتغنى بها، ممثلا بالشاعر شبوكي، الذي كتب رائعته "جزائرنا" في السجن، ولم يكن يعلم أنها تحررت من الظلمة، وأصبح لها ملحنا، إلا حينما أُطلق سراحه عام 1962، وخرج في مسيرة، ليجد الجميع يتغنون بقصيدته.

وتابع فني أن الشعر الذي رافق الثورة التحريرية كان، في أغلبه، يتغنى بيوميات المجاهدين، والنتيجة ملحمات بقيت خالدة في التاريخ؛ مثل ملحمة الأوراس؛ فالشعر كان ملتصقا بالثورة بشكل كبير جدا.

أما عن مكانة الثورة التحريرية في الأدب العربي، فذكر فني كتاب عثمان سعدي عن الثورة الجزائرية في الشعر العربي. كما تطرق لمساندة مثقفين فرنسيين الثورةَ التحريرية؛ من خلال إعلانهم عن "بيان 121"، وكان ذلك من باب الإنسانية، بينما هناك أكثر من 500 رواية فرنسية تناولت هذه الثورة.

وذكر فني في مداخلته، لقاءه بالشاعر ليونال ري، الذي تحدّث عن الشاعر الكبير أراغون، فقال إن رائعته "عيون إلزا" وبعدها "مجنون إلزا"، كتبهما أراغون تكريما للجزائر؛ حيث كان يبحث فيهما عن مخرج للقضية الجزائرية.