تكريم بادي لالة وحسنة البشارية بالمسرح الوطني

التندي والديوان نجما الحاضرين

التندي والديوان نجما الحاضرين
  • القراءات: 591
مريم. ن مريم. ن

استقبل المسرح الوطني، أول أمس، سيدتي الموسيقى الصحراوية، الفنانتين بادي لالة وحسنة البشارية، في أجواء حميمية، صنعها الجمهور الذي اكتظت به القاعة عن آخرها، مرحبا بهاتين القامتين اللتين وصل صيتهما العالمية، فشهد الحفل تكريم الفنانتين مع فقرات موسيقية من الغناء الصحراوي، الذي تنقلت من أجله العائلات العاصمية، وتجاوبت معه بطريقة لا مثيل لها.

دخلت الفنانتان القاعة مرفوقتين بفرقة الزرنة والزغاريد والتصفيقات المرحبة، لتعتليا مكانهما فوق المنصة، ثم حيت بادي لالة الجمهور بأغنية من التراث الصحراوي، لتجلس مجددا أمام لالة حسنة، وهما تتبادلان الحديث في جو عائلي حميمي، بعيدا عن أي بروتوكول.

نشطت الحفل، فرقة موسيقية من مدينة تمنراست، رافقت المطربين المشاركين، كما أدت العديد من الأغاني الصحراوية، التي قلبت القاعة رأسا على عقب، من خلال الهتاف والتصفيق والرقص، علما أن الحضور كان من مختلف الأعمار، من الأطفال والشباب والشيوخ، ومن الجنسين. ودخلت بعدها سفيرة الأغنية الصحراوية، الفنانة جميلة منصوري بلباسها الصحراوي وحليها الفضية، لتؤدي كوكتالا من الأغاني، منها في المديح وأخرى عن الأم، لتختتم فقرتها بأغنية "قوماري" التي رددها الجمهور معها. ليعلن بعدها سيد علي سالم، رئيس جمعية "الألفية الثالثة"، مرتديا الزي الترقي، عن انطلاق التكريم الـ164 من سلسلة التكريمات الخاصة بالفنانين الجزائريين.

خلال تسلمها لدرع ووسام التكريم مع وشاح مطرز، عبرت الفنانة بادي لالة، سيدة فن التندي، عن سعادتها بهذا اليوم المميز، شاكرة الجمهور والمنظمين، كما تسلمت بعدها السيدة حسنة البشارية، سيدة فن الديوان  بدون منازع، درع ووسام التكريم والوشاح المطرز، وقالت إنها جد "فرحة بهذا التكريم الراقي"، ثم رددت عبارة "تحيا الجزائر" عدة مرات. تجاوب الجمهور مع فنان الديوان "المعلم"، الذي أبدع مع فرقته في أداء تراث الديوان، وكان أغلب ما قدم في المديح النبوي. كما أدى أغنية في تراث "الياي ياي" بمديح "الشمس ضوات على سيدنا سيدي النبي"، وأشار إلى أن السيدة حسنة أحيت منذ سنوات، عرسه، في ليلة لم تنس في المنطقة، بأجمل الروائع، وبعدها قام بمرافقتها في عدة مهرجانات.

تعتبر الفنانة حسنة البشارية، المولودة سنة 1950 ببشار، إيقونة القمبري، تعلمت العزف عن والدها، الذي كان معلما في فن الديوان، تحدت التقاليد وأصبحت المرأة الوحيدة التي تعزف على القمبري، إلى جانب العزف على آلات أخرى، كالعود والقيتار الكهربائي، والبانجو، ومازالت إلى اليوم تنقل آلتها كرمز للتحدي الفني.

أما "لالة بنت سالم"، فقد ولدت سنة 1937، بالقرب من الحدود الجزائرية النيجيرية، وورثت عن والدتها الشعر منذ سن العاشرة، بعد تجربتها مع "تيناريون"، انطلقت "لالة" في طابع خاص قائم على الشعر، وإيقاعات هذا الغناء العريق، من خلال إدخال القيثارة الكهربائية ونبرات بلوز التينيري والإيقاع وآلات إيقاعية جديدة، وشهرتها ممتدة في كل الساحل الصحراوي، كما تتعاون بادي لالة منذ زهاء عشر سنوات، مع فرق ديوان الحظيرة الوطنية الثقافية للأهقار، لتسجيل وكتابة وترجمة تراثها الشعري والموسيقي.

للإشارة، سيكون العدد المقبل من تكريمات جمعية "الألفية الثالثة" في جانفي 2023، من خلال تكريم عدة أسماء فنية، ذكرها سيد علي بن سالم، وهي عبد القادر الخالدي من مستغانم، موح السعيدي وبوطيبة السعدي، وكذا الفنان الكبير زروق السكيكدي.