منتدى "مالك بن نبي ومسألة الثقافة"

جوائز للقراءة ودعوة لشرح الرموز الوطنية المغيبة

جوائز للقراءة ودعوة لشرح الرموز الوطنية المغيبة
  • القراءات: 640
لطيفة داريب لطيفة داريب

احتضن قصر الثقافة، أول أمس، فعاليات منتدى "مالك بن نبي ومسألة الثقافة"، الذي عرف تسليم جوائز البطولة الوطنية للقراءة، وتنظيم معرض للصور والكتب الخاصة بمالك بن نبي، إضافة إلى إلقاء العديد من المداخلات حول هذه الشخصية الفذة.

أعطت وزيرة الثقافة والفنون الإشارة الرسمية لافتتاح هذا المنتدى، وقالت بالمناسبة "إن لكل منا في ذاكرته مالك بن نبي، وتصور خاص عنه وحوله، ومع ذلك لم يتحصل هذا المفكر الكبير في الكثير من الأحيان، على القراءات الجادة التي تشرحه للمتلقي البسيط"، لهذا دعت إلى نشر أفكار مثقفينا ومفكرينا ومناقشتها وشرحها، لتصل إلى كل الفئات.

أضافت أن ارتباط اسم مالك بن نبي بمبادرة "منتدى مالك بن نبي ومسألة الثقافة"، وبالبطولة الوطنية للقراءة، يحفزنا جميعا لاسترجاع رموزنا المغيبة من النسيان، خاصة أن بن نبي كان رجل القراءة بامتياز.

من جهته، قال الأستاذ عبد القادر بن دعماش، مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، منظمة الفعالية، إن الوكالة ستنظم كل سنة تظاهرة حول مفكر جزائري، معتبرا بن نبي مفكرا تجاوز صداه حدود البلد.

أما الدكتور عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين، فقال إنه تعرف على بن نبي في القاهرة عام 1958. كما تطرق إلى معاناة المفكر الكبيرة من ملاحقة المخابرات الفرنسية له. وأضاف أن بن نبي أسس علم الأفكار وعلم الصراع الفكري في البلاد المستعمرة.من جهته، دعا عميد جامع الجزائر الأعظم، الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني، إلى ضرورة اهتمام الأمم الواعية بمفكريها وعلمائها، حتى يصبحوا قدوة للشباب، مضيفا أنه تعرف على مالك بن نبي عام 1964، ثم التقى به مجددا عام 1966، حينما زار المفكر الزاوية القادرية وتطرق إلى إشكالية الأصالة والمعاصرة، حيث اعتبر  أن التوفيق بينهما يتحقق بفضل وعي المسلم بماهية الثوابت والمتغيرات، أي التمسك بالثوابت (العقيدة)، ويتعامل بمرونة مع المتغيرات. كما أكد حاجتنا الدائمة بفكر بن نبي، لتحقيق الإقلاع الحضاري المنشود، خاصة أننا نعيش عولمة تنفي خصوصيات المجتمعات وتحاول قتل الأفكار.في المقابل، قامت السيدة الوزيرة رفقة الشخصيات الحاضرة، بتكريم الفائزين الثلاثة الأوائل في البطولة الوطنية للقراءة "مالك بن نبي" لسنة 2022، والتي عرفت مشاركة أزيد من 270 شخص. في حين تشكلت لجنة التحكيم من الأساتذة مولود عويمر ووحيد بن بوعزيز وعليش لعموري.

فاز بالمرتبة الأولى حيدر العايب، فيما عادت المرتبة الثانية للسيدة علي واعر مسعودة، أما السيدة سلاف عطابي، فقد تحصلت على المرتبة الثالثة، كما تم تقديم جوائز تشجيعية لكل من هشام مصباح ويوسف ميمون وإلهام بن منصور.

تم أيضا تكريم الطفلة زعزع ندى فادية، التي ظفرت بالجائزة الأولى للإلقاء الشعري على مستوى العالم العربي، وكذا الطفلة سجود رحاحلة ريتاج، التي تحصلت على مرتبة مشرفة في مسابقة تحدي القراءة العربي.

تم بالمناسبة، عرض فيلم وثائقي عن المفكر مالك بن نبي، وتنظيم معرض للكتب والصور الخاصة بهذا المفكر الفذ، كما تم أيضا تقديم العديد من المداخلات، من بينها مداخلة الدكتور مولود عويمر، الذي قال إن الثقافة كانت دائما حاضرة في أعمال بن نبي، الذي اعتبر أن الإنسان كائن ثقافي، أي أن الثقافة هي التي تحركه وتجعله يسلك سلوكا معينا، بينما تطرقت الدكتورة شيكو يمينة إلى اهتمام بن نبي بالبحث عن سبل إنقاص نسبة تخلف المجتمع الإسلامي، من خلال التأكيد على دور الثقافة التي تشكل القاعدة التي تبنى عليها الحضارات.