عقب التعثر وديا أمام السويد

كتيبـة “المحاربـين” تنهي عام 2022 بانهزام

كتيبـة “المحاربـين” تنهي عام 2022 بانهزام
  • القراءات: 490
و. توفيق و. توفيق

سجل المنتخب الوطني تعثرا جديدا، وفشل في تحقيق الانتصار على منافسه منتخب السويد بنتيجة (2- 0)، سهرة أول أمس، على ملعب “إيليدا ستاديوم” بمدينة مالمو السويدية، لتفشل كتيبة “المحاربين” في العودة إلى سكة النتائج الجيدة، وتنهي عام 2022 بخسارة.

بعد ثلاثة أيام من تعادلهم “المخيب” ضد منتخب مالي (1-1) بوهران، كان أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي، يعوّلون على مباغتة مضيفهم المنتخب السويدي على أرضه و أمام جماهيره، حيث أشرك الكوتش بلماضي، تشكيلته الأساسية “المعهودة”، يتقدمها القائد رياض محرز وحارس عرين “الخضر” رايس مبولحي، العائد إلى المجموعة بفضل رصيده العالي من الخبرة، إلا أن “الخضر” لم يظهروا بالوجه المنتظر منهم، وقدّموا شوطا أول دون المستوى، حيث عجزوا عن تطبيق طريقة لعبهم المعتادة.

العناصر الوطنية دخلت بنية إرباك الدفاع السويدي مبكرا عبر ضغط هجومي لم يأت بثماره رغم بعض الفرص السانحة للهجوم الجزائري، لعل أبرزها المخالفة المباشرة عند الدقيقة الثامنة من حدود 18 مترا، والتي نفّذها نجم مانشستر سيتي محرز، وارتطمت بالحائط البشري لدفاع الخصم.  وقبلها، حاول رأس الحربة إسلام سليماني مباغتة المنافس بتسديدة في الزاوية المغلقة، عقب توغله من الجانب الأيسر، لكن الحارس أولسن صدها بصعوبة (د 6).

طرد بن سبعيني أخلط حسابات بلماضي

من جهته، كان منتخب السويد يحاول الصعود نحو المناطق الجزائرية عبر محاولات هجومية، لنقل الخطر إلى جانب “المحاربين”، ليقع الظهير الأيسر رامي بن سبعيني، في المحظور حينما تدخّل بخشونة على مهاجم سويدي، ليتلقى بطاقته الصفراء الثانية، ويُطرد من طرف حكم اللقاء النرويجي (د 34).

هذا الطرد منح أصحاب الضيافة مساحة أكبر للضغط على رفاق المدافع أحمد توبة، الذي ارتكب هفوة، منحت السويديين ضربة جزاء خلال الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول، نفذها وسجلها لاعب نادي لايبزيغ الألماني، إيميل فورزبيرغ (د 45+3).

الشوط الثاني شهد مدا هجوميا كاسحا لمنتخب السويد، الذي استغل خطأ فادحا في الدقيقة 47، من قبل المدافعين ماندي وتوبة، قبل أن تصل الكرة إلى كلايسون، الذي لم يتوان في هز شباك الحارس مبولحي.

وبعد تعرضهم لحملات هجومية زعزعت استقرار خطوط الفريق، حاول “الأفناك” رد الفعل، والتوجه نحو الهجوم بهدف تقليص الفارق، حيث كانت أخطر فرصة من جانب المنتخب الوطني في الدقيقة 72، عندما انطلق ليريس على الرواق، قبل أن يمرر كرة خلفية لعمورة، الذي علت تسديدته العارضة، فيما عجز الثلاثي محرز وبلايلي وسليماني، عن صنع الخطر، وهز شباك الفريق السويدي.

أول خسارة لـ “الخضر” منذ الهزيمة ضد الكاميرون

وبهذه النتيجة السلبية يتذوق “الخضر” طعم الهزيمة مجددا منذ الإقصاء المر من المشاركة في كأس العالم قطر-2022 على يد المنتخب الكاميروني نهاية شهر مارس الفارط، حيث سجل الفريق الوطني بعدها، سلسلة من خمسة انتصارات وتعادل.

وبالمقابل، حصد منتخب السويد المُقصى، كذلك، من المونديال وصاحب المركز 25 في ترتيب الفيفا لشهر أكتوبر، الانتصار الثاني تواليا لهذه المحطة التحضيرية، عقب تغلبه على المكسيك (2-1) الأربعاء الماضي، في لقاء ودي جرى بإسبانيا.

مباراة للنسيان ورقم قياسي للحارس مبولحي

وعكس ما كان منتظرا، لم تُبل التشكيلة الوطنية البلاء الحسن خلال أول مواجهة ودية ضد منتخب أوروبي. ولعل أبرز استثناء وسطا الميدان إسماعيل بن ناصر ونبيل بن طالب، إضافة إلى الحارس المخضرم رايس مبولحي، الذي كان موفقا إلى حد بعيد في تدخلاته أمام مهاجمي السويد، التي لولاها لانتهت المقابلة بنتيجة أثقل. وبهذا حقق مبولحي (36 سنة) رقما قياسيا جديدا، بخوضه المقابلة رقم 90 بالقميص الوطني (منذ عام 2010)، ليعادل، بذلك، رقم النجم السابق لـ “الخضر”، رابح ماجر، بينما لعب الهداف التاريخي للفريق الوطني إسلام سليماني (34 سنة)، مباراته رقم 91 مع الفريق الوطني.

عمل كبير ينتظر بلماضي قبل تصفيات “كان 2024”

وإثر هاتين الخرجتين الوديتين، يدخل المنتخب الوطني في راحة إلى غاية شهر مارس 2023، بمناسبة خوضه الجولتين الثالثة والرابعة لتصفيات كأس أمم إفريقيا-2024 بكوت ديفوار.  وسيكون أمام الكوتش بلماضي عمل كبير مستقبلا، من أجل إعادة الثقة إلى لاعبيه من جهة، وتحسين الأداء في جميع الخطوط، خاصة الجدار الخلفي منها، الذي بات يعاني، ويرتكب الكثير من الأخطاء والهفوات، آخرها ما حدث في لقاء أول أمس ضد السويد.

بلماضي يعلم جيدا أن مهمته لن تكون سهلة خلال الفترة المقبلة، إلا أن إمكانية تدعيم التشكيلة الوطنية بأسماء جديدة، قد تمنحها دفعا جيدا ليعود “المحاربون” إلى سابق عهدهم، ويقدموا أرقى المستويات.