قرّر منح كوبا محطة لتوليد الكهرباء وإعفاءها من الفوائد على الديون.. الرئيس تبون:

الجزائر متضامنة مع الشعب الكوبي في سعيه لرفع الحصار

الجزائر متضامنة مع الشعب الكوبي في سعيه لرفع الحصار
  • القراءات: 475
محمد . ب محمد . ب

❊ إلغاء الفوائد على ديون الجزائر لدى كوبا وتأجيل دفعها

❊ تعزيز التعاون في صناعة الأدوية وإنتاج اللقاحات

❊ دعم تبادل الخبرات في التعليم العالي والشباب والتجارة

❊ 150 مستثمر جزائري في اجتماع اللجنة المختلطة بهافانا مطلع 2023

❊ الرئيس تبون يشجّع الشباب الكوبي على حمل المشعل من جديد

أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، تضامن الجزائر الدائم مع الشعب الكوبي في سعيه لرفع الحصار الاقتصادي والمالي والتجاري المفروض عليه منذ أزيد من 60 سنة، مبرزا أن علاقات الصداقة والتضامن التاريخية التي تجمع البلدين تغذت بقيم الحرية والسلم والعدالة..

قال الرئيس تبون في تصريح مشترك مع نظيره الكوبي، السيد ميغيل دياز كانيل برموديز، عقب المحادثات التي جمعتهما بمقر رئاسة الجمهورية، إن “الجزائر وكوبا تجمعهما علاقات صداقة وتضامن تاريخية تغذت بقيم الحرية والسلم والعدالة التي نتقاسمها”، مجددا بالمناسبة تضامن الجزائر الدائم مع الشعب الكوبي في سعيه لرفع الحصار الاقتصادي والمالي والتجاري المفروض على بلده منذ أكثر من 60 سنة، “وذلك انطلاقا من إيماننا بمبادئ ومقاصد الأمم المتحدة ومن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو إلى رفع هذا الحصار”.

واعتبر رئيس الجمهورية، زيارة الرئيس الكوبي إلى الجزائر “مناسبة لتعزيز التعاون والتشاور الذي انقطع بين البلدين منذ سنة 2019”، مشيرا إلى أن المشاورات التي أجراها مع الرئيس الكوبي كانت “ثرية”.

وأضاف السيد تبون أن الجزائر، “انطلاقا من شعورها بالواجب إزاء جمهورية كوبا الصديقة والشقيقة التي تجمعها معها علاقات في الماضي والحاضر وأخرى في المستقبل سنبنيها معا، قرّرت تخفيف الوطء على الاقتصاد الكوبي من خلال إلغاء كل الفوائد على الديون الجزائرية تجاه كوبا وتأجيل دفع هذه الديون إلى حين”. 

كما قرّرت الجزائر، يضيف الرئيس الجمهورية، منح كوبا محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة الشمسية واستئناف التموين بالمحروقات للسماح لكوبا بإعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء ووقف الانقطاعات الحالية في التيار الكهربائي.

وكشف رئيس الجمهورية، عن اتفاقه مع نظيره الكوبي على تعزيز التعاون في مجال صناعة الأدوية وإنشاء العدد اللازم من الشركات المختلطة وإنتاج اللقاحات مع دعم تبادل الخبرات في مجالات التعليم العالي والشباب والتجارة. كما كشف في ذات السياق أن الوفد الرسمي الجزائري الذي سيشارك في اجتماع اللجنة المختلطة بهافانا مطلع سنة 2023 سيكون مرفوقا بنحو 150 مستثمر جزائري من أجل بحث فرص الاستثمار في كوبا.

في ختام كلمته، وجه الرئيس تبون رسالة دعم وتشجيع إلى الشعب والشباب الكوبي، حثهم فيها على “حمل المشعل من جديد”، كما وجّه تحياته الخالصة، باسمه وباسم الشعب الجزائري، إلى الرئيس الكوبي السابق، راوول كاسترو.

وتحادث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، مع نظيره الكوبي، الذي قام بزيارة عمل وصداقة إلى الجزائر دامت ثلاثة أيام، حيث جرت هذه المحادثات الموسعة بمقر رئاسة الجمهورية بحضور كل من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة، مدير ديوان رئاسة الجمهورية، السيد عبد العزيز خلف، وزير الطاقة والمناجم، السيد محمد عرقاب، وزير المالية، السيد ابراهيم جمال كسالي، ووزير الصحة، السيد عبد الحق سايحي، بالإضافة إلى أعضاء الوفد المرافق للرئيس الكوبي. وعلى هامش هذه المحادثات، عقد كل من وزيري المالية والصحة جلسة عمل مع نظرائهما من كوبا تم خلالها تباحث مختلف مجالات التعاون بين البلدين.

كما خصّ الرئيس تبون قبلها نظيره الكوبي باستقبال رسمي بمقر رئاسة الجمهورية، حيث استعرض الرئيسان تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت لهما التحية الشرفية قبل أن يستمعا إلى النشيدين الوطنيين للبلدين.

كما انتقل الرئيس الكوبي قبل ذلك، إلى مقام الشهيد بالجزائر العاصمة، حيث قام بوضع إكليل من الزهور ووقف دقيقة صمت أمام النصب التذكاري المخلد لأرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة.

وعقب ذلك، قام ضيف الجزائر بزيارة متحف المجاهد، حيث طاف بمختلف أقسامه واستمع إلى شروحات وافية قدمت له حول مختلف الحقب والمراحل التاريخية للجزائر، لاسيما تلك المتعلقة بالكفاح المسلح من أجل استرجاع السيادة الوطنية.

الرئيس الكوبي يبدي إعجابه الكبير بجامع الجزائر

في إطار اليوم الثالث من زيارة العمل والصداقة التي شرع فيها مساء الأربعاء الفارط بها إلى الجزائر، قام رئيس جمهورية كوبا، السيد ميغيل دياز كانيل برموديز، صباح أمس الجمعة، بزيارة إلى جامع الجزائر بالمحمدية بالجزائر العاصمة.

ورافق الرئيس الكوبي خلال هذه الزيارة كل من وزير الصحة، عبد الحق سايحي، ووزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، فيما كان في استقباله بمدخل المسجد، عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني.

وطاف الرئيس الكوبي بمختلف مرافق هذا الصرح الديني الذي يعد أكبر مسجد في الجزائر وإفريقيا وثالث أكبر مسجد في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.


الرئيس الكوبي يثني على علاقات التعاون والصداقة التي تجمع البلدين

الجزائر - كوبا.. نموذج للتضامن ودعم ممتد عبر التاريخ

وصف الرئيس الكوبي، السيد ميغيل دياز كانيل برموديز، علاقات الصداقة والتعاون والدعم المتبادل بين الجزائر وبلاده بالنموذجية، معلنا عن اتفاق قائدي البلدين على تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية والمالية لرفعها إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة.

في تصريح مشترك للصحافة مع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في ختام لقائهما التشاوري بمقر رئاسة الجمهورية، أكد الرئيس الكوبي أن “كوبا والجزائر تشكلان نموذجا في علاقات الصداقة والتضامن والدعم المتبادل منذ سنة 1963، وهي السنة التي شهدت إرسال كوبا لفريق طبي للتعاون مع الشعب الجزائري الشقيق”.

وأوضح برموديز أن زيارته التي تصادف الاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تكتسي “دلالة كبيرة”، مذكرا أن بلاده كانت أول من اعترف في أمريكا اللاتينية بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، ليستطرد بعدها قائلا “منذ ذلك الحين، توالت جملة من الأحداث والمبادلات والتعاون، التي سمحت بتعزيز علاقاتنا”. كما أكد أن زيارته إلى متحف “المجاهد” بالجزائر،  مكنته من الوقوف وقفة إجلال لشهداء الشعب الجزائري الأبي وتعميق فهمه لنضال هذا الشعب ومقاومته للاستعمار.

من جهة أخرى، أشار الرئيس الكوبي إلى أن العلاقات السياسية بين الجزائر وبلاده “ممتازة”، موضحا أن لقاءه بالرئيس الجزائري، سمح بالتأكيد على توافق الرؤى حول المسائل الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

في هذا الصدد، قال السيد كانيل برموديز “لقد اتفقنا على تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية والمالية لرفعها إلى مستوى العلاقات السياسية”، مضيفا أن البلدين يعملان على ترقية تعاونهما في مجالات الصحة والطاقة والطاقات المتجددة والفلاحة، علاوة على التبادلات الثقافية والتربوية والعلمية والتكنولوجية. وأشاد، بالمناسبة، بإعادة جدولة ديون بلده لدى الجزائر، مشيرا إلى أن “هذا الأمر يعد دعما هاما من الجزائر لكوبا، ويؤكد على تفهمها للوضع السائد في بلدي”.

كما شكر الرئيس الكوبي رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على “الاستقبال الحار وعلى تبادل الرؤى بشكل مباشر ومفتوح حول جوانب جدول الأعمال الثنائي والدولي للبلدين”. وهنأ، باسم الشعب والحكومة الكوبية، وباسمه الشخصي، الرئيس تبون بمناسبة عيد ميلاده.

م . ب


علاقات تاريخية متميزة وآفاق واعدة للتعاون الاقتصادي

تربط بين الجزائر وكوبا علاقات تاريخية متميزة تعود إلى الماضي النضالي المشترك بين الشعبين والتزامهما بنصرة القضايا العادلة في العالم، وتمهد جودة العلاقات السياسية ببعدها الإنساني، إلى التأسيس لعهد جديد من التعاون الثنائي الوثيق في كافة المجالات، وفي مقدمتها المجال الاقتصادي.

تزامنت زيارة العمل والصداقة للرئيس الكوبي، السيد ميغيل دياز كانيل، إلى الجزائر مع إحياء البلدين للذكرى 60 لعلاقاتهما التاريخية، والتي بدأت فعليا قبل استقلال الجزائر واستمرت بعده من خلال دعم القضايا العادلة للشعوب وحقها في التحرر وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والصحراوية، كما تجسّدت من خلال التضامن والتعاون وتنسيق المواقف الدبلوماسية في مختلف المحافل الدولية.

وحققت العلاقات المتميزة والمثمرة بين البلدين عدة مكاسب، كان آخرها تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائر-كوبا شهر فبراير الماضي، لتكون فرصة للانطلاق نحو عهد جديد من التعاون الثنائي وتعزيز التبادل في جميع المجالات بينها البرلماني والاقتصادي، بما يعكس العلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين.

فعلى الصعيد الاقتصادي، يمتلك البلدان إمكانيات كبيرة لترقية التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، تم استعراضها خلال انعقاد اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني والثقافي على مستوى الخبراء في فبراير 2019، كما وقع البلدان قبل 5 سنوات على اتفاق لتنصيب مجلس أعمال جزائري-كوبي، والاتفاق على خارطة طريق تكون بمثابة أرضية للتعاون الاقتصادي.

وتشكل زيارة الرئيس الكوبي إلى الجزائر سانحة لتجسيد الإرادة السياسية المشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي واستغلال فرص الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية على غرار الفلاحة والصناعات-الزراعية والأدوية والتجهيزات الطبية، بالإضافة إلى السياحة.

ولا يعكس حجم المبادلات التجارية، الذي يغلب عليه تصدير المحروقات الجزائرية، واقع العلاقات السياسية المتينة وآمال ترقيتها إلى آفاق أرحب بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين.

بالمقابل، فإن التعاون في المجال الصحي شهد طفرة نوعية، تسعى الحكومتان الجزائرية والكوبية إلى تعزيزها من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارتي الصحة بالبلدين خلال الاجتماع القادم رفيع المستوى في يناير 2023 بجمهورية كوبا.

وقد اتفق وزير الصحة، عبد الحق سايحي، مع نظيره الكوبي، خوسيه أنخيل بورتال ميرلندا، في لقاء جمعهما الاثنين الماضي، على بحث فرص شراكة جديدة لتعزيز التعاون وتوسيعه إلى مجالات أخرى، ودراسة 3 مشاريع للشراكة وهي التكوين المتواصل لفائدة الأطباء العامين الجزائريين في طب النساء والتوليد والأشعة والإنعاش وتكوين متخصص في طب العيون، إلى جانب التعاون وتبادل الخبرات مع معهد باستور الجزائر في مجال تطوير وإنتاج اللقاحات.

كما تم في نوفمبر 2021 التوقيع على اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية ومركز مراقبة الدولة على الأدوية والمعدات والأجهزة الطبية لجمهورية كوبا، من أجل تبادل المعلومات والمعرفة والخبرات وتعزيز التعاون فيما يخص التكوين وكذا تأهيل وتحسين الموارد البشرية، بالإضافة إلى تشجيع ومساندة الشراكة بين مختلف المنتجين الصيدلانيين والاستفادة من الخبرة الكوبية في مجالات اللقاحات والتكنولوجيا الحيوية.

ويعد قطاع الصحة والتضامن أول تجسيد لإرادة البلدين في إقامة علاقات وطيدة غداة الاستقلال، حيث أن أول بعثة طبية كوبية أرسلت إلى الجزائر كانت سنة 1968.

وتعود أهمية البعد الإنساني في العلاقات بين البلدين والشعبين، أساسا لعمق علاقات الصداقة وكذا التاريخ النضالي المشترك بينهما، حيث تقاسم الشعبان في ثورتيهما نفس القيم النبيلة لاحترام الحقوق الإنسانية المتعلقة بالحرية والسلام ومحاربة كل أشكال الظلم والاستغلال.

وتعد كوبا أول بلد في القارة الأمريكية اعترف في 1961 بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كما أن الزعيم الكوبي الأسبق الراحل فيدال كاسترو الذي قام بخمس زيارات دولة إلى الجزائر كان آخرها شهر ماي 2001، واستقبل بهافانا في أكتوبر 1962، أي بعد مرور بضعة أشهر عن استقلال الجزائر، الرئيس الراحل أحمد بن بلة.

وتعبر الزيارات العديدة لفيدال كاسترو الصديق الوفي للجزائر، عن نوعية العلاقات التي لا طالما ربطت الجزائر بهافانا والمتسمة بتقارب وجهات النظر بخصوص مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على مستوى هيئة الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز وكذا حوار جنوب-جنوب.

عادل . م