رغم توسيع دائرة خدماته بالبليدة

إقبال ضعيف من الفلاحين على التأمين

إقبال ضعيف من الفلاحين على التأمين
  • القراءات: 601
رشيدة بلال رشيدة بلال

سعى الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي لبلدية الأربعاء بولاية البليدة، من خلال مشاركته في معرض الإرشاد الفلاحي الذي نُظم مؤخرا ببلدية العفرون بولاية البليدة، للرفع من وعي الفلاح بأهمية التأمين، حسب تأكيد ممثلة الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي، وفاء بيدوش، رئيسة قسم الفلاحة في تصريح لـ "المساء".

استقطب جناح الصندوق الوطني الجهوي للتعاون الفلاحي، اهتمام زوار المعرض، الذين توافدوا عليه للسؤال عن كيفية التأمين والامتيازات المقدمة، وما إذا كان الصندوق يقدم الحماية من مختلف الكوارث، إلى جانب الاستفسار عن نسبة الحماية، وغيرها.

وفي المقابل، قدّمت ممثلة الصندوق، جملة من المعلومات حول الصندوق، ونوعية الخدمات المقدمة، وكذا تلك المستحدَثة، التي تم إضافتها إلى القائمة، لتوسيع دائرة الحماية، كل هذا من أجل تمكين الفلاح من القيام بعمله بكل هدوء وأريحية بدون خوف من احتمال الخسارة. وردّا على سؤالنا عن مدى تحلي الفلاح بثقافة التأمين بالنظر إلى تجربة الصندوق الطويلة التي تفوق 100 سنة من الوجود في التعامل مع الفلاحين، قالت ممثلة الصندوق وفاء بيدوش، رئيسة قسم الفلاحة بالصندوق الجهوي: "بالعودة إلى فكرة إنشاء الصندوق، نجد أنه أنشئ من الفلاحين أنفسهم في السنوات الماضية، بعدما تنبّه بعضهم إلى عدم قدرتهم على تحمّل الخسائر بصورة فردية نتيجة الكوارث الطبيعية؛ كالفيضانات، فما كان منهم إلا أن قرروا إنشاء تعاونية من أجل دعم الفلاح الذي يتعرض لخسائر نتيجة بعض الكوارث الطبيعية؛ ما يعني أن إنشاء الصندوق عكس تنامي الوعي بأهمية التأمين عند الفلاحين في الماضي. هذا الصندوق، بالنظر إلى أهميته، تمت هيكلته، والتأسيس له بصورة رسمية كصندوق وطني، في سنة 1972، ومن ثمة إنشاء 69 صندوقا موزعة عبر كامل التراب الوطني. ويقدم اليوم العديد من خدمات التأمين؛ منها: التأمين على الأشجار المثمرة، والحبوب، والحيوانات، وكل  الأنشطة التي يمارسها الفلاح، خاصة تلك المتعلقة بالنهوض بالاقتصاد الوطني"، موضحة: "غير أن ثقافة التأمين بعد التأسيس للصندوق وتوسيع دائرة التأمين على الأنشطة الفلاحية التي يمكن أن تتعرض للخطر كالتأمين على الأشجار المثمرة من الحرائق حتى تلك المتواجدة على مستوى الجبال والذي استُحدث مؤخرا، سجلنا فيها تراجعا في وعي الفلاح بأهمية التأمين. والدليل على ذلك الإقبال الضعيف على الصندوق لطلب التأمين الذي لا يتجاوز 10٪".

ومن جهة أخرى، ترى ممثلة الصندوق أن من بين الأسباب التي أدت إلى تراجع ثقافة التأمين عند الفلاحين، حسب تجربة الصندوق، وجود خلل بين الإدارة والفلاح؛ الأمر الذي جعل ثقته في الإدارة تهتز، ويعزف عن التأمين، أو لكثرة انشغال الفلاح بنشاطه، وهي واحدة من المبررات التي يقدمها الفلاحون عند تنظيم معارض حول الأسباب التي تجعلهم لا يقصدون الصندوق من أجل التأمين". وتضيف: "إن هذا العذر مردود عليهم؛ لأن الصندوق ينتقل من خلال نشاطه الجواري، إلى الفلاحين، ويعرض عليهم خدمات التأمين".

وعلى صعيد آخر، أوضحت المتحدثة أن من بعض المغالطات التي يتحجج بها الفلاح، تدخّل الدولة لدعم الفلاح المتضرر، غير أن ما ينبغي له أن يدركه، أن الدولة عندما تتدخل يكون دعمها قليلا، بعكس الصندوق، الذي يتكفل بتغطية 90 ٪؛ بحكم أن الفلاح يساهم في الصندوق"، مشيرة إلى أن الصندوق إلى جانب خدمات التأمين والحماية التي يقدمها، يمكنه، أيضا، من خلال شراء بعض أسهم الصندوق، أن يحوز على عدد من الأسهم، التي تمكن الفلاح من الاستفادة من امتيازات؛ كالحصول على تخفيضات على بعض التأمينات، وبالتالي كل هذه الخدمات وُجدت لتشجيع الفلاح على التحلي بثقافة التأمين.