التشكيلي محمد جوا ل”المساء”:

الفن علاج حقيقي ووجوده في بالمدارس ضرورة

الفن علاج حقيقي ووجوده في بالمدارس ضرورة
  • القراءات: 539
لطيفة داريب لطيفة داريب

دعا الفنان التشكيلي، محمد جوا، إلى ممارسة الفن في الأطوار التعليمية الثلاثة خاصة الابتدائي منه، مضيفا في حديثه ل"المساء"، أنّ الفن يساعد بشكل كبير في التحرّر من الطاقة السلبية وتعويضها بالإيجابية، علاوة على تحقيقه للتوازن في المجتمع. يعرض الفنان التشكيلي محمد جوا 24 لوحة برواق محمد تمام التابع لمؤسسة فنون وثقافة تحت عنوان "علاج عن طريق الرسم" وهذا إلى غاية 20 أكتوبر الجاري. في هذا السياق، قال جوا لـ"المساء" إنّ مفهوم العلاج بالرسم غير جديد، بل كانت الحضارات القديمة تعتبر الرسومات على الرمال والأوشام، وسيلة للعلاج من الأسقام، كما أنّ هذا المفهوم بشكله الحالي ظهر عام 1950 مع المختصة مرغريت نامبرغ التي مارستها في انجلترا لصالح العسكر البريطانيين.

وأضاف أنّه يحاول من خلال معرضه هذا، تقديم رسالة مفادها أهمية ممارسة الفن في الأطوار التعليمية، مؤكّدا دور الفن في تحقيق التوازن في المجتمع وترقيته، كما أنّه يجعل حتى ممن لم يحترف الفن، محبا له ومالكا لإحساس مرهف ومعزّزا بثقة كبيرة في النفس. وانتقل جوا في حديثه لـ"المساء" إلى التقنية التي اعتمدها في معرضه هذا، وقال إنّه استعمل التقنية المختلطة التي مارس فيها العديد من الأدوات، وكذا تقنية الأركيليك. أما عن أسلوبه الفني فقد مارس الفن التجريدي التعبيري، وهو الوعاء الذي وجد فيه كل راحته وحريته وحتى عفويته. وفي هذا قال، إنّه فضّل أن يرسم بالأسلوب التجريدي التعبيري لأنّه يحب أن يعبّر بكلّ حرية وعفوية، حيث أنّه يرسم في أغلب لوحاته بشكل تلقائي ومن ثم يختار عنوان لوحاته بعد إتمامها.

وتحدّث محمد جوا عن لوحات رسمها منذ سنوات خلت ومن ثم عرضها لأوّل مرة في هذا المعرض، حيث قال إنّه حان وقتها لكي يراها الجمهور ومن بينها لوحتا المتاهة حلم2” اللتان رسمهما عام 2014. أما لوحتا "متاهة3" و"حلم2"، فقد رسمهما عاميّ 1993 و1994 لكنه وجد أنّهما بحاجة إلى تعديل فأضفى عليهما رسومات أخرى ثم عرضهما ضمن معرضه هذا. وتوقّف جوا عند لوحاته التي عنونها بـ"متاهة" وقال إنّه أراد من خلالها التأكيد على وجود حلول لأيّ مشكل مهما كان عصيا، مضيفا أنّ الإنسان قد يمرّ بمرحلة انسداد وضيق كبيرين، إلاّ أنّه يجب أن يتحلى بالصبر وأن يتزوّد بالتفاؤل لتمر هذه المرحلة بسلام وهو أيضا حال الفنان التشكيلي الذي قد لا يستطيع الرسم لفترة نظرا لظروف نفسية صعبة أو غيرها ولكن حينما يزوره الإلهام يتحرّر وينتج أعمالا فنية يمزج فيها بين الجانب الجمالي ونظيره التقني.

كما حثّ التشكيلي على ممارسة الفن للجميع وقدّم مثالا بالورشات التي نظّمها لصالح الأطفال، حيث يشارك فيها الموهوب وغير المحب للرسم، إلاّ أنّ هذا الأخير قد يتحوّل إلى رسام لأنه وجد في هذا الفن وفي ممارسته له من خلال التعامل حتى مع الريشة أو الألوان، سبيلا للتعبير. وأضاف أنّه في البلدان المتطورة يعالج البعض أنفسهم بالرسم حتى أنّ هناك من الأزواج الذين يعانون من مشاكل زوجية يلجؤون إلى الطبيب النفسي ويرسمون ويخرجون بذلك مكبوتاتهم.

ويعمل محمد جوا على التنسيق بين الألوان ويظهر ذلك على مستوى كلّ لوحة، كما أنّ هناك من اللوحات التي تتشابه لأنّها رسمت في وقت واحد مثل لوحتيّ "بدون حدود2" و"شعور غريب1". بينما رسم لوحتيّ "بدون حدود1" و"حلم1" في سبتمبر الفارط. ويعمل محمد جوا على رسم العديد من اللوحات بعنوان واحد حتى أنّ هناك لوحات رسمها في سنوات التسعينات وأخرى مؤخرا تحمل  نفس العنوان وفي هذا قال أحيانا أجد نفسي أرسم لوحات بنفس العنوان لأنّها تدخل في سياق مجموعة. حقيقة أعشق الرسم وأجد نفسي حرا ومحرّرا بعد كلّ رسمة فالرسم بالنسبة لي كالأكسجين، كما ألج عالمي الذي أطلقت عليه تسمية عالم السحر الصادق حيث يمتزج فيه الوعي واللاوعي ولا أخرج منه إلاّ بعد إتمامي لعملي".