الفصائل توقع على إعلان الجزائر من أجل الوحدة الوطنية

أرض الثوار تنجح في لمّ شمل المقاومة الفلسطينية

أرض الثوار تنجح في لمّ شمل المقاومة الفلسطينية
  • القراءات: 445
مليكة خلاف مليكة خلاف

الرئيس تبون يرعى المصالحة ويصف إنهاء الانقسام بـ”اليوم التاريخي”

كانت الجزائر أول أمس، على موعد تاريخي متجدد مع القضية الفلسطينية، بتوقيع مختلف الفصائل الفلسطينية المشاركة في مؤتمر لمّ الشمل من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية على “إعلان الجزائر”،  وذلك بعد 40 عاما من احتضان نفس قاعة المؤتمرات بقصر الأمم، إعلان قيام الدولة الفلسطينية، حيث التف الفرقاء الفلسطينيون هذه المرة حول المصلحة العليا للقضية الأم، تاركين كل خلافاتهم التي حالت دون تحقيق التقدم في أعقد صراع حضاري عرفته المجموعة الدولية.

وقعت مختلف الفصائل الفلسطينية المشاركة في مؤتمر لم الشمل من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية على “إعلان الجزائر” الذي سيكون بمثابة أرضية صلبة لتحقيق الوحدة بينها، حيث تلتزم الفصائل المتناحرة منذ 15 عاما بموجب هذه الوثيقة، بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام لوضع حد للانشقاق الذي يمزق صفوفها.

وتمت مراسم التوقيع بقصر الأمم بالجزائر العاصمة، تحت إشراف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.

ويأتي هذا التوقيع الذي شارك فيه 14 فصيلا فلسطينيا بما في ذلك حركتي “فتح” و"حماس”، بعد يومين على لقاءات جمعت بينها في الجزائر العاصمة.

ووصف الرئيس  تبون في كلمة بالمناسبة أن التوقيع على “إعلان الجزائر’’ يعد “يوما تاريخيا” في انتظار أن “تتجسد حقيقة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”، مضيفا أن “الدولة الفلسطينية مرت بنكسات ومشاكل ومؤامرات، لكن اليوم والحمد لله نشهد يوما تاريخيا رجعت فيه المياه إلى مجاريها”.

وقال الرئيس تبون، إن “الكلام يصعب في مثل هذا الموقف الذي يأتي بعد قرابة 40 سنة من إعلان المجاهد والمناضل الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار) قيام الدولة الفلسطينية في ذات القاعة وتحت نفس السقف” في 15 نوفمبر 1988.

وهنأ الرئيس تبون الحضور من مسؤولين فلسطينيين وممثلي الفصائل “لتلبيتهم رغبة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس وفي الشتات وهي أيضا رغبة الشعب الجزائري”، معربا عن أمله في أن “تتجسد حقيقة قيام دولة فلسطين المستقلة كاملة الأركان في حدود جوان 1967، وعاصمتها القدس الشريف”.

من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أن “الجهود المخلصة تحت الرعاية المباشرة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تكللت بفضل الانخراط الجدي والايجابي للفصائل الفلسطينية بجميع مشاربهم.

وأضاف أن القيادات الفلسطينية والمناضلين والمستقلين حضروا إلى الجزائر بقلب مفتوح وإرادة قوية وبروح المسؤولية وأنجزوا ما كان لزاما عليهم أن ينجزوه، خدمة للقضية الفلسطينية وخدمة للوحدة العربية المنشودة”.

وتوجه باسم الرئيس تبون، بعبارات الشكر والتقدير إلى كافة الأشقاء الفلسطينيين وحيا فيهم “الروح الوطنية والالتزام الكبير بالمصلحة العليا للشعب الفلسطيني، لا سيما في هذه الظروف الحساسة”.

وأشار لعمامرة في تصريح للصحافة على هامش التوقيع إلى أن ما تحقق بالجزائر من مصالحة فلسطينية سينعكس إيجابيا على أشغال القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر في مطلع نوفمبر المقبل، لأنها “المعيار على قدرة العرب على أن يتحدوا”، مضيفا أنه “إذا توحد الفلسطينيون، يصبح آنذاك توحيد الكلمة العربية أسهل من ذي قبل”.

وأضاف أن “إعلان الجزائر” “بادرة خير ورسالة واضحة” تقول “اتحدوا يا عرب مثلما اتحد الفلسطينيون”، مؤكدا أن فلسطين تبقى هي القضية النبيلة التي يتحد من أجلها العرب ويتناسوا خلافاتهم.

وسبق حفل التوقيع عزف النشيدين الجزائري والفلسطيني أمام حضور أعضاء الحكومة وقادة الأحزاب الجزائرية وسفراء دول عربية.

وعقد الاجتماع الذي سعت الجزائر بشدة لتنظيمه، أياما فقط  قبل انعقاد قمة جامعة الدول العربية المقررة يومي 1 و2 نوفمبر القادم ، في الوقت الذي قام فيه الرئيس تبون يوم الأربعاء الماضي بزيارة مجاملة للمشاركين من أجل تشجيعهم على إرساء المصالحة ووضع حد لحالة الانقسام الفلسطيني.