بالمسرح الوطني "بشطارزي"

اعتراف بمسار سحنون وبركاني وطوطاح

اعتراف بمسار سحنون وبركاني وطوطاح
  • القراءات: 542
مريم . ن مريم . ن

كرمت جمعية "الألفية الثالثة"، أول أمس، بالمسرح الوطني محي الدين باشطرزي، ثلة من الفنانين الذين وهبوا حياتهم لخدمة الثقافة والتراث الجزائري، وتكونت على أيديهم أجيال من المواهب والأسماء، حيث نظم بالمناسبة، حفل تكريمي على شرف الفنانين مصطفى سحنون، رشيد بركاني ويوسف طوطاح. انطلق الحفل في طبعته الـ161 (الجمعية تنشط منذ سنة 200)، على أنغام الزرنة التي رافقت المكرمين، حتى صعودهم الخشبة، ورغم تعب بركاني ومرض سحنون، لكنهما أصرا على المشي وتحية الجمهور، خاصة العائلات التي اكتظت بها القاعة. نشط الحفل محسن بوزرطيط، الذي سرد مشوار كل واحد من المكرمين وهم؛ سحنون الذي كان قائدا للجوق الموسيقي وملحنا وعضوا في فرقة جبهة التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية، فيما اشتهر الفنان والمجاهد رشيد بركاني في جوق الشعبي كعازف محترف منذ عقود، بينما يعد يوسف طوطاح أحد شيوخ الشعبي.

استهل الحفل بأنشودة دينية من توقيع بنات القصبة، يضم كوكبة من الفتيات يرتدين الزي التقليدي تحت قيادة الفنان المصري ميدو. ودخل بعدها سفير أغنية الشعبي وممثل الفن الجزائري خارج الحدود، الفنان عبد القادر شرشام، ليمتع الحاضرين بروائع الشعبي، مستهلا فقرته بمديح ديني، بمناسبة المولد النبوي الشريف، بعدها مباشرة، دخلت مطربة الأفراح الجزائرية السيدة راضية عدة، بلباسها التقليدي وكلماتها العطرة التي حيت فيها الأسر، وبدورها قدمت مديحا دينيا، تلته بعض الطقطوقات التي تراقص على أنغامها الحضور، في جو عائلي رائع. الفنان نصر الدين قاليز، قدم مديحا دينيا، ثم أغنية وطنية بعنوان احنا الجزائريين، تحكي عن جهاد العاصمة، خاصة بحي القصبة، إبان الثورة التحريرية، مما أشعل القاعة تصفيقا وزغاريد، وكانت كلماتها في صميم التاريخ، وما كان فيها من تضحيات الشهداء.

في تدخله أمام الجمهور، أشار سيد علي بن سالم رئيس جمعية الألفية الثالثة، إلى أن المكرمين يمثلون بعضا من زمن الفن الجميل، مضيفا أن أغلب المكرمين هم ممن كبرنا مع فنهم وتأثرنا بهم وأحببناهم، وحيا بالمناسبة، الفنان مصطفى سحنون، الذي رغم سنه ومرضه ومنزله بالطابق الخامس، أصر على الحضور، ليتوج في الحفل بدرع تكريمي وميدالية ووشح بالعلم الوطني، مع قيمة مالية معتبرة، وبرنوس ألبسه إياه الفنان عبد النور شلوش والمخرج رحيم علوي، وقد بدا سحنون متأثرا جدا، نطق الشهادتين ثم حيا الجزائر الحبيبة وشعبها، وبدوره قال الفنان شلوش إن الحفل تزامن مع مناسبة عزيزة، هي المولد النبوي الشريف، واستقبل مجاهدا وأنا ابن شهيد، لذلك تأثرت كثيرا، ودعا بالمناسبة، إلى ضرورة الاهتمام بالفنان الجزائري الذي يصارع من أجل البقاء. كما كرم الفنان المجاهد رشيد بركاني بدرع تكريمي وميدالية، وبرنوس ألبسه إياه الفنانان مصطفى عياد وعبد الحميد رابية، وقدم له الفنان إبراهيم بهلول هدية عبارة عن صورة مكبرة بالأسود والأبيض، بها الفنان بركاني مع زملائه في فترة الستينيات.

ودعا الفنان بركاني إلى ضرورة استمرارية التكفل بالشباب، علما أن من رحلوا أخذو السر معهم، لكن يبقى الفن الجزائري معروفا في كل العالم، ويجب تطويره أكثر. أما الفنان الشعبي طوطاح، فتقلد ميدالية ودرعا وبرنوسا تسلمه من الفنانين إبراهيم زروق وجمال بوناب، شاكرا الحضور والمنظمين على المبادرة. بعدها جاء دور الفنان سمير تومي الذي قدم كوكتالا من أغاني التراث، استهله بمديح زاد النبي وافرحنا به للراحل عبد الرحمان عزيز، وكان الاختتام مع الشيخ القبي الذي اختار مقاطع من أمهات قصائد الشعبي. للإشارة، فإن الحفل المقبل سيكون يوم 25 نوفمبر 2022، لتكريم الأغنية الصحراوية مع حسنة البشارية وبادي لالا من تمنراست.