تحرص عليها العائلات البليدية

عادات وتقاليد متوارثة احتفالا بمولد خير الأنام

عادات وتقاليد متوارثة احتفالا بمولد خير الأنام
  • القراءات: 1472
 رشيدة بلال رشيدة بلال

لا تزال العائلات البليدية تحرص على الاحتفال بالمناسبات الدينية، من خلال إحياء بعض العادات التي تهدف من ورائها، إلى جمع أفراد العائلة في بيت واحد وحول مائدة طعام واحدة، وعلى الرغم من أن بعض مظاهر الاحتفال أفسدتها المفرقعات، وما تتسبب فيه من حوادث، إلا أن هذه الظاهرة تعرف في السنوات الأخيرة تراجعا، حسب ما رصدته المساء على ألسنة بعض العائلات البليدية.

لا تختلف ولاية البليدة عن غيرها من ولايات الوطن، في الحرص على الاحتفال بالمناسبات الدينية، ومنها الاحتفال بمولد خير الأنام المصطفى عليه الصلاة والسلام، حيث تحرص على جمع كل أفراد العائلة لتناول وجبة العشاء التي تعد خصيصا للاحتفال بالمناسبة، وحسب ما رصدته "المساء" على ألسنة بعض ربات البيوت، فإن الطبق الذي تحرص العائلات البليدية على تحضيره، احتفالا بالمناسبة، هو طبق "الرشتة" باللفت والكوسة والدجاج، وطبق "الفطاير" الذي يعتبر تقليدا راسخا ومتوارثا لدى العائلات البليدية. وحسب ما جاء على لسان السيدة حدة وحيدة "فإن من أهم مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؛ "اللمة" العائلية التي لا تزال تحرص عليها أغلب العائلات البليدية، عند الاحتفال ببعض المناسبات الدينية، حيث تعتبر المناسبة، فرصة لنبذ الخصومات وإعادة اللحمة العائلية".

من بين العادات القديمة التي كانت تحييها العائلات البليدية عند الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حسب بعض المواطنات عادة،  البوشيخة، وتتمثل في تلبيس الأطفال الصغار "القشابة"، ومن ثمة يزورون مختلف الأحياء ويطرقون على الأبواب، حيث يقدم لهم الجيران بركة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ممثلة في الشموع أو حلوى الدارجي أو بعض البخور والعنبر. ومن ثمة يركض الأطفال فرحين بما جمعوه من مستلزمات الاحتفال بالمولد النبوي، ويجتمعون في ساحة المدينة ويغنون أغاني تعبر عن الفرحة بمولد النبي الكريم، وهي واحدة من العادات التي لا تزال العائلات البليدية تحرص عليها، وحسب الحاجة تماني فان مثل هذه القصص الشعبية المتوارثة حلت محلها المفرقات، وأفسدت مظاهر الاحتفال، حيث كانت تعتبر من الطرق التي ترسخ لدى الأطفال مظهرا من مظاهر الاحتفال وتحببهم فيها.

من جهة أخرى، أشارت أخريات، إلى أنهن يحاولن من خلال التجمع في بيت واحد، إحياء سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، حيث يقوم كبير العائلة بسرد قصة مولد النبي صلى الله عليه وسلم على الأطفال، ليعرفوا الغاية من الاحتفال، ويقتدوا بسيرته، كما يتم تخضيب أيديهم بالحناء التي كانت ولا تزال رمزا من رموز الفرحة والسرور، مرفقة بالشموع التي يتم تزيين المنزل بها، حيث يتم التخلي على الكهرباء وإضاءة المنزل بالشموع المعطرة، وعادة ما يتم اختيار الشموع الملونة التي تعطي نوعا من البهجة في المنزل.

ولأن الاحتفال بمولد خير الأنام لا يكتمل إلا بتحضير "الطمينة"، فإن العائلات البليدية، حسب ما جاء على لسان عدد من المواطنات، يعتبرنه تقليدا راسخا، حيث تولي ربات البيوت لـ«طمينة المولد النبوي الشريف عناية خاصة من حيث انتقاء لوازمها بكل عناية، إذ يحمص السميد حتى يأخذ اللون الذهبي، ويتم شراء أفضل أنواع حلوى الدراجي والمكسرات، كما تحضر بالعسل والزبدة الحرة وتزين بمسحوق القرفة.