الموقع الأثري مرسى الدجاج بزموري

استئناف أشغال الاستكشاف

استئناف أشغال الاستكشاف
  • القراءات: 409
ق. ث ق. ث

استأنفت بالموقع الأثري "مرسي الدجاج" في زموري، شرق ولاية بومرداس، أشغال الاستكشاف التي كانت قد انطلقت سنوات 2017 و2018 و2019، وتوقفت سنة 2020، بسبب تفشي وباء "كورونا"، حسبما لوحظ بعين المكان. يتم من خلال هذه العملية الاستكشافية الجديدة، التي انطلقت نهاية الأسبوع الماضي، حسب تصريح الخبيرة عائشة حنفي، رئيسة فريق العمل الذي يضم 30 طالبا وأخصائيين من المعهد الوطني للآثار، توسعة أشغال الحفر والاستكشاف، لتشمل مساحة الموقع التي تتجاوز الستة هكتارات.

تشير الاكتشافات، من خلال عمليات الحفر التي تمت في الخمسة أيام الأخيرة، والتي ستتواصل على مدار 15 يوما، استنادا إلى الخبيرة، إلى "أهمية ما يكتنزه الموقع من أدوات ومعادن من الخزف وورشات لصناعة الفخار والخزف، وبقايا لعظام حيوانات، وأدلة أخرى تتعلق بنوعية المأكولات التي كانت سائدة". من جهتها، ذكرت مديرة الثقافة بالولاية، باندو صابرينة، في تصريح لـ"وأج"، أن المخطط التقني لحماية الموقع الأثري "مرسى الدجاج" والمناطق المحمية التابعة، دخل حيز التنفيذ شهر مارس الماضي.

وتطلب إعداد هذا المخطط النهائي، إنجاز ثلاث مراحل أساسية، تتمثل في التشخيص والتدابير الاستعجالية، ومن بين أهم ما تضمنه، تحديد المقومات التراثية والتأثيرات الديموغرافية والاجتماعية، ووضع تنظيم خاص بهذا الموقع الأثري. وتتضمن المرحلة الثانية، إنجاز كل من المخطط الطوبوغرافي والأثري والمشروع التمهيدي للمخطط ووضع مخطط للتنمية العمرانية وتحديد محيط مخطط الحماية. أما المرحلة الثالثة منه، فتتضمن الصيغة النهائية للمخطط. يحتوي هذا الموقع، حسب المصادر التاريخية القديمة، على طبقات جوفية أثرية متنوعة لمختلف الحقب الحضارية للمنطقة، بداية  بعصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية (الفترة الممتدة ما بين القرن الرابع هجري (10 ميلادي) والقرن السادس هجري (12 ميلادي).

يتضمن الموقع، مدينة تاريخية اسمها "مرسى الدجاج"، اشتهرت في الفترة الإسلامية باسم "روسوبيكاري"، وهي من أشهر مدن موريطانيا القيصرية، وقد بنيت على أنقاض مرفأ "روسوبيكاري" الذي شيده القرطاجيون خلال القرن السادس قبل الميلاد. وتعرضت المدينة سنة 1225 بعد الميلاد، لهجوم عسكري بقيادة "يحي بن أبي غانية الميورقي"، الذي ثار على الموحدين، فهدم المدينة ولم يتم تعميرها بعد ذلك، وتحولت إلى أطلال دفنتها الرمال ولم يعد اكتشاف مكانها إلا في سنة 2006.