"المساء" ترافق أعوان الإحصاء في زياراتهم الميدانية

السر والكتمان عند الجزائريين يصعّبان العملية

السر والكتمان عند الجزائريين يصعّبان العملية
  • القراءات: 306
استطلاع: زهية. ش استطلاع: زهية. ش

يواصل أعوان الإحصاء مهمتهم التي انطلقت في 25 سبتمبر الماضي وإلى غاية 9 أكتوبر الجاري، ضمن الطبعة السادسة للإحصاء العام للسكن والسكان، بكل عزيمة وإرادة للحصول على المعلومات المطلوبة من الأسر، بناء على الأسئلة التي تضمنها الاستبيان، والتي تمحور جلها حول الحالة الاجتماعية، وعدد أفراد العائلة الواحدة ومعيلها، وكل ما يتعلق بعملهم وحياتهم، وأمور أخرى متعلقة بالصحة والتعليم، وأثاث البيت والأجهزة الكهروـ منزلية، وغيرها من الأسئلة التي وجدت ردا وترحيبا من قبل بعض العائلات، فيما رفض آخرون التعامل مع الأعوان، نتيجة لغياب ثقافة الإحصاء عندهم، مثلما لاحظته "المساء" خلال جولة قامت بها رفقة عدد من أعوان الإحصاء بالعاصمة.

بالرغم من الصعوبات والعراقيل التي يواجهها أعوان الإحصاء العام للسكن والسكان في الميدان، إلا أنهم أظهروا إرادة كبيرة في مواصلة مهمتهم، وتدوين البيانات بدقة، حسبما تقتضيه العملية التي تلقوا بشأنها تكوينا ميدانيا، وهو ما لاحظناه لدى عدد منهم على مستوى مقاطعة الرويبة، شرق العاصمة، حيث طبع الحماس تصرفات هؤلاء الذين التقوا على مستوى المركز الثقافي، حيث وزعت عليهم الاستمارات قبل نقلهم  على متن حافلات إلى مختلف الأحياء والأحواش، حيث أبدى الكل  استعدادهم لأداء مهمته وفقا لتوجيهات المراقبين والمندوبين، ومنهم من التحق لأول مرة لتعويض المراقبين الغائبين من الأعوان، مثلما أوضحته عون إحصاء لـ"المساء"، مشيرة إلى أنها ستقوم بالمهمة في مكان عون تنازلت عن دورها، بعد أيام فقط عن بدء العملية، وهو مشكل طرح فجأة كون هؤلاء استفادوا من تكوين قبل الخروج للميدان، في حين استدعى الأمر تقديم بعض التوضيحات بصفة مستعجلة  للأعوان الجدد، قبل مباشرة مهمتهم.

الاستمارة تنقذ الموقف في المناطق المعزولة

وحسب بعض الأعوان، فإن العملية متعبة، نتيجة عدم توفير التسهيلات والأمن اللازم وخاصة بالنسبة للفتيات، مثلما ذكرت لنا إحداهن، والتي طالبت بضرورة مرافقتهن إلى بعض الأماكن المعزولة، على غرار الأحواش، مؤكدة أنه من غير المعقول أن تنتقل فتاة بمفردها إلى أحياء معزولة بمناطق الظل، بالنظر إلى احتمال تعرضها لمضايقات، حيث ذكرت بعضهن، أنهن تعرضنا لهجوم من كلاب ضالة، وهو ما جعل واحدة منهن ترفض التنقل بمفردها إلى الأحواش، مصرة على إبقاء سائق الحافلة برفقتها.

وحسبما لاحظناه، فإن المهمة ليست سهلة بالنظر للصعوبات التي يواجهها الأعوان الذين يتنقلون يوما كاملا بين العائلات، وأحيانا في مناطق معزولة، رغم أن أغلب الأعوان من الفتيات، وذلك دون الحصول على أدنى الضروريات من ماء أو وجبة خفيفة أو تعبئة الرصيد والأنترنت، التي تحوّلت إلى تكاليف من إمكانياتهم الخاصة، رغم أن جلهم دون وظيفة، وهي أعباء تضاف إلى متاعب المهمة التي يقومون بها، خاصة ببعض المواقع الكبيرة التي يكلف بها عون واحد، يقضي يوما كاملا دون أكل ولا شرب ولا تعبئة رصيد، في حين اشتكى بعضهم من نوعية الاستمارة وصعوبة ملئها، وكثرة الأسئلة التي تتضمنها، بعد أن تم استبدال اللوحات الإلكترونية بالاستمارة لتسريع العملية، لكون بعض المناطق لا تتوفر على الأنترنت.

ميسورو الحال يعيقون عمل الأعوان

وقد زاد عدم تجاوب بعض العائلات، وغياب ثقافة الإحصاء لدى أفرادها من متاعب الأعوان، خاصة عندما يتعلق الأمر بالممتلكات الشخصية مثل السكن، والأجهزة الكهروــ منزلية وغيرها، حيث رفض مواطنين التصريح، خوفا من الضرائب أو نزع ملكيتها، بينما أدت بعض المشاكل مع البلدية، إلى رفض المواطن الإدلاء بمعلومات تخصه وأسرته، والغريب في الأمر - مثلما وقفنا عليه في خرجتنا الميدانية مع أعوان الإحصاء-، أن مثقفين يرفضون تقديم معلومات عن ممتلكاتهم، وأحوالهم الشخصية، وسببوا متاعب للأعوان، خاصة وأن الأمر يستدعي العودة مرة ثانية وثالثة إلى غاية الحصول على المعطيات، بينما ينظر بعض ميسوري الحال باستعلاء لأعوان الإحصاء، ويرفضون استقبالهم وتقديم المعلومات، وهذا في الوقت الذي هم مطالبون بتقديم حصيلة يومية عن عدد العائلات المحصاة، حيث يضطرون لترك موعدا للغائبين عن منازلهم، من أجل العودة في وقت آخر.

نقص التحسيس صعّب المهمة

ورغم بعض العراقيل، إلا أن الأعوان يصرون على الحصول على المعلومات، حتى وإن استدعى الأمر مرافقتهم من طرف المراقب، حيث تسير العملية مثلما قالت مراقبة لـ"المساء"، على أحسن ما يرام وبمصداقية، حيث يقدم المراقبون توجيهات لأعوان الإحصاء قبل الانطلاق في العملية، التي تعد أول تجربة بالنسبة إليهم. وحسب تصريحات المراقبة، فإن بعض العائلات استقبلتهم بلطف وأدخلتهم إلى بيوتها، وأجابت عن كل الأسئلة، المتعلقة بحالتهم الاجتماعية وعدد القاطنين بالمنزل الواحد، وذكر أسمائهم وتاريخ ولادتهم، مشيرة، إلى أن عملية التحسيس لم تكن كافية ولم تصل بالشكل اللائق، خاصة في بعض الاستفسارات، التي تطرق فيها الاستبيان إلى نوعية العمل، وأخرى تخص الشأن المادي كامتلاكها للأجهزة الكهروـ منزلية الأكثر استغلالا مثل التلفاز وجهاز التدفئة والثلاجة وجهاز الطبخ وغيرها، وكذا معرفة إن كانت طوابق المنزل أو فيلا مستغلة من قبل عائلات أو لا، وهي أسئلة وجدت معارضة من قبل بعض العائلات.

وانتقد بعض الأعوان، طريقة إعداد الاستبيان، الذي يصعب ملؤه، خاصة وأن العائلات عادة ما تستقبلهم خارج المنزل ولا تقدم لهم حتى كرسي لتسهيل مهمتهم.