"متحف المجانين” و"الورطة” يدخلان منافسة “أ”

عن قضايا الفساد والآفات الاجتماعية

عن قضايا الفساد والآفات الاجتماعية
  • القراءات: 516
مبعوثة “المساء” إلى مستغانم: دليلة مالك مبعوثة “المساء” إلى مستغانم: دليلة مالك

دخل العرضان المسرحيان “الورطة” و"متحف المجانين”، منافسة المهرجان الوطني لمسرح الهواة الـ53، ضمن مستوى “أ”، أول أمس، بالمسرح الجهوي “جيلالي بن عبد الحليم” بمستغانم، ويتناولان موضوعين هامين، يتعلقان بالفساد والآفات الاجتماعية التي طالت المجتمعات، بما في ذلك الجزائري.

"متحف المجانين” للمخرج يوسف تعوينت عن حركة مسرح القليعة، مسرحية تروي قصة ثلاثة أشخاص، يستحضرون أنفسهم في أدوار ثلاث شخصيات مشهورة هي “شيكسبير”،”انشتاين” و"موزارت”، يحاولون الانتحار في مكان ممنوع، لأسباب عديدة، منها النفسية والاجتماعية، ويجد سكان المكان المراد الانتحار فيه أنفسهم في مهمة منع هذه العملية.

تقود طبيبة متدربة مهمة منع الثلاثي من تنفيذ فكرة الانتحار، مقابل وعود قدمت لها للحصول على شهادتها النهائية، لكنها ستكون أول من ينتحر علاقة حب فاشلة.

المسرحية من نوع دراما نفسية، يعالج فيها المخرج يوسف تعوينت بعض الظواهر الاجتماعية، مثل الانتحار والحرقة، وهي ظواهر أنتجتها وضعيات اجتماعية معينة. ويجسد أدوار المسرحية مجموعة من الممثلين، وهم أيمن بوناطيرو، أيوب أحميدي، شوقي بلفليتي، وليد عماروش، سارة حداد، سمير لابري، دنيا خيدر وتاج الدين رمضان، الذين يتشاركون في أداء أدوار العمل المسرحي بلمسة كوريغرافية، من تصميم الفنان رياض بروال، ضمن فضاء سينوغرافي من إبداع محمد برجان.

وقد أظهر الممثلون مهارات في تقمص الشخصيات، وتمكنوا من ملء فضاءات الخشبة، وتم الاعتماد على ديكور متحرك، قام بتوظيفه في العرض، كما وظف المخرج أيضا، الرصيد الموسيقي الجزائري من أغاني الراي والشعر الشعبي وأغاني الزنقاوي.

أما مسرحية “الورطة” للمخرج مصطفى بوري، عن العمل المسرحي “المفتش العام” للكاتب الروسي نيكولاي غوغول، وأنتجته جمعية الفرسان للأعمال الفنية لولاية سعيدة، فتتناول قضايا الفساد الذي ينخر العالم، على أصعدة كثيرة، مثل المنظومة الإدارية والسياسية والتربوية.

تدور قصة المسرحية الكوميدية، حول رئيس بلدية فاسد يتلقى مكالمة من صديق له نافذ في الوزارة، يخبره أن مفتشا متنكرا سيقوم بزيارة تفتيش للبلدية، من أجل التحقيق في قضايا فساد، ويبلغ رئيس البلدية السكرتيرة والحارس بالخبر، فيدب الهلع في نفوس الثلاثة، فيشرعون في إطلاق الاتهامات بينهم، حول من هو الفاسد منهم؟.

وفي الوقت الذي يفكرون في حل للخروج من الورطة، وكيفية تفادي المحقق، تشهد إحدى مدارس البلدية احتجاجات، يطالب فيها التلاميذ بتهيئة المدرسة وتوفير أدنى متطلبات التمدرس، يزور تلميذ من المدرسة البلدية ويلتقي رئيس البلدية الذي يعتقد أنه المفتش الوزاري، فيعترفون للطفل بارتكابهم جرائم فساد قبل أن يتفطن الثلاثة لذلك، ويطردونه.

بعد مرور أيام، يصل “فاكس” إلى رئيس البلدية، يتضمن ترقيته إلى مفتش وزاري، وشكره على حسن التسيير والخدمات التي قدمها لمواطني البلدية، وهي بداية لفساد جديد، حسب العرض. الذي بدأ بتأدية أغان شعبية من تراث الغرب الجزائري، وتوظيف آلات موسيقية تقليدية، مثل القصبة والبندير، والنهاية كانت بالشكل نفسه، كما تخلله مشاهد هزلية لم تستطع في بعض الفترات إضحاك الجمهور، نظرا لسطحية وخطابية المشاهد.

شارك في أداء المسرحية كل من مصطفى بوري (رئيس البلدية)، بوشامة شرف الدين (النائب)، حيرش شهيرة (السكرتيرة)، والطفل ربحي محمد.