استحضار جيزيل حليمي بالمركز الثقافي الفرنسي

مرافعات محامية المظلومين لا تموت

مرافعات محامية المظلومين لا تموت
  • القراءات: 711
مريم. ن مريم. ن

ينظم المركز الثقافي الفرنسي بالعاصمة، مساء هذا الخميس، مائدة مستديرة، تكريما للمحامية والمناضلة الكبيرة الراحلة جيزيل حليمي، التي سخرت حياتها للدفاع عن المظلومين وعن القضايا العادلة، وارتبط اسمها بالثورة الجزائرية.

يشارك في تنشيط هذا اللقاء، كوكبة من الضيوف، على رأسهم المجاهدة جميلة بوباشا، التي دافعت عنها الراحلة حليمي، وتحضر أيضا جيسي ماغانا الكاتبة الملتزمة، ونادية آيت زاي المحامية والمناضلة في مجال حقوق المرأة، وكذا حبيب زغبي الناشر والكاتب وأول مترجم لكتاب جيزيل حليمي.

تعد جيزيل حليمي (توفيت في 28 جويلية 2020 عن عمر ناهز 93 سنة)، من أبرز المحامين الذين دافعوا عن نشطاء جبهة التحرير الوطني، كما شاركت في حملات التنديد بالتعذيب، الذي مارسه عسكريون فرنسيون في الجزائر. وكرمت الجزائر المحامية والمناضلة الراحلة عرفانا وتقديرا لها، فقد جاهدت في الثورة التحريرية بالكلمة والنضال في المحاكم الاستعمارية، وفي مواجهة آلة استعمارية لا ترحم.

رافقت حليمي مجموعة كبيرة من المحامين الجزائريين والفرنسيين، الذين جندتهم جبهة التحرير الوطني، للدفاع عن مناضلين وثوار طالبوا بحق الجزائريين في الحرية والاستقلال، علما أن مجموعة محامي جبهة التحرير الوطني لعبت ابتداء من سنة 1956، دورا أساسيا في المحاكم العسكرية والمدنية الفرنسية، التي توبع فيها المناضلون والمجاهدون ورافقوا فيها المساجين في محنتهم، وتحملوا معهم البعض منها، لأن الكثير منهم سجنوا ومنهم من عذب أو قتل. كما حرص رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، على تأبين الراحلة حليمي برسالة تعزية إلى عائلتها، أشاد فيها بنضالاتها ومواقفها المساندة لكفاح الشعب الجزائري من أجل استقلاله الوطني.

ومن ضمن ما جاء فيها "في هذه اللحظة المحزنة، وأنا أتلقى نبأ وفاة الأستاذة المحامية جيزيل حليمي، ينتابني شعور بالأسى لفقدان امرأة متميزة، يرتبط نضالها بتلك النضالات الشجاعة المشرفة لشخصيات مرموقة، عرفت بمواقفها المساندة لكفاح الشعب الجزائري من أجل الاستقلال الوطني".

بعد الاستقلال، واصلت الفقيدة جيزيل نضالها، لتنطلق بعدها في الدفاع عن القضية الفلسطينية، من خلال المرافعة لصالح مناضلين فلسطينيين في المحاكم الإسرائيلية، منهم مروان البرغوثي، ثم أصبحت عضوا في لجنة رعاية محكمة روسيل حول فلسطين، كما واصلت نضالها من أجل توحيد قوانين حقوق المرأة الأوروبية.

المحامية جيزال حليمي لعبت دورا كبيرا في الدفاع عن المناضلات في حرب التحرير الجزائرية. وحين وُلدت جيزيل حليمي، صيف عام 1927، بحلق الوادي، استاء والدها، وظل ثلاثة أسابيع يرفض الإقرار بالمولودة، هذا المعطى جعلها تكتب في شهادتها "لقد ولدت في المكان الخطأ".

نجحت في مهمتها، محطمة الأصول المتعارف عليها في الإليزي، وقفت دون قبعة أمام الرئيس الفرنسي روني كوتين، وواجهت الجنرال شارل ديغول عندما أجابته بلهجة لم يتعودها "نادني أستاذة، سيدي الرئيس"، وانتزعت منه عفوا رئاسيا لأحد المحكومين بالإعدام.

تركت الراحلة العديد من المؤلفات، منها "جميلة بوباشا"، كتبته بمعية سيمون دي بوفوار وآخرين (1962)، و"قضية النساء" (1973)، و"لبن شجرة البرتقال" (1988)، و"القضية الجديدة للنساء"(1997)، و"الكاهنة" (2006)، و"لا تستسلمن أبدا" (2009).

تتعرض جيزال حليمي في كتابها "محامية وقحة" إلى محطات مفصلية من سيرتها الذاتية، كحقوقية أساسا.. الكتاب تضمن "تأملات في مفاهيم مثل القانون واستعمالاته، والحقوق المدنية وكيفية تحصيلها.