أوكرانيا وأزمة الغذاء والتغييرات المناخية في صلب نقاش الجمعية العامة

150 رئيس دولة يلتقون هذا الثلاثاء في نيويورك

150 رئيس دولة يلتقون هذا الثلاثاء في نيويورك
  • القراءات: 628
ص. م ص. م

يلتقي 150 رئيس دولة بداية من يوم الثلاثاء بمقر الأمم المتحدة بنيويورك في أشغال الجمعية العامة الأممية في دورتها 77  لمناقشة جدول أعمال مثقل  بأزمات وصراعات دامية تتقدمهم الحرب الروسية ـ الأوكرانية وكوارث طبيعية قاتلة أفرزتها التغييرات المناخية التي تعصف بالإنسانية وكل الكرة الأرضية.

وتعقد الدورة في ظروف عادية بعد عامين من تنظيمها عن طريق تقنية التحاضر عن بعد بسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا التي عصفت بالعالم أجمع خلال العامين الماضيين، حيث من المنتظر أن تشهد حضور عدد هام من رؤساء الدول مع إبقاء بعد الإجراءات التقييدية على غرار تقليص حجم الوفود المرافقة والإعلامية وإجبارية ارتداء القناع الواقي.

وستعرف الجمعية تغيب بعض القادة على غرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني، شي جين بنغ.

ولا تعد جائحة كورونا القضية الوحيدة التي يواجهها العالم، في ظل وجود قضايا تطرح نفسها بقوة مثل العنصرية والتعصب وغياب المساواة وتغير المناخ والفقر والجوع والصراعات المسلحة وغيرها من الأزمات التي تعصف بعدد من مناطق العالم تمثل أمراضا وتحديات عالمية تتطلب اتخاذ إجراءات عالمية.

وحذر الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريس الذي  يريد أن يجعل من الدورة 77 للجمعية العامة فرصة حاسمة لالتقاء الجميع ورسم مسار للمستقبل، من "عالم دمرته الحروب والتغييرات المناخية وتسحقه الكراهية ويغطيه الخزي والفقر وعدم المساواة".

ورأى غوتيريس أن الانقسامات الجيو ـ استراتيجية التي "لم تكن أكبر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة على الأقل... تشل الاستجابة العالمية لهذه التحديات المأساوية"، بما جعله يدعو إلى الاجتماع من أجل إيجاد الحلول ضمن أمل يبدو أنه صعب المنال في ظل حدة الانقسامات التي تعصف بالمجموعة الدولية حول عدة قضايا خلافية.

وقد أثارت مسألة السماح للرئيس الأوكراني، فلودومير زيلنيسكي، بعد حصوله على تصويت خاص من الجمعية العامة يوم الجمعة الماضي، بنقل رسالة مسجلة مسبقا، استياء روسيا التي نددت بما وصفته بـ "تسييس مسألة إجرائية."

وهو ما أثار بعض المخاوف من إمكانية أن تسيطر الحرب في أوكرانيا على أشغال الدورة في وقت يتخبط  فيه العالم في أزمات ومشاكل، لا تقل أهمية عما يحدث في أوكرانيا.

وأدركت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، ليندة توماس ـ غرينفيلد، هذه الحقيقة مما جعلها تبعث برسالة طمأنة باتجاه الدول القلقة بشأن هذا الأمر، حيث قالت في تصريح لها إن "هناك دول قلقة أنه أثناء تركيزنا على أوكرانيا لا نعير الاهتمام الكافي للأزمات الأخرى عبر العالم، ليس هذا هو الوضع".

وأضافت أن "العالم يواصل الدوران ونحن لا يمكن تجاهل ما يحدث في باقي أنحائه"، مشددة بالدرجة الأولى على الأزمة الغذائية التي ستكون في لب العديد من النقاشات.

وذكر قصر الاليزي، أن الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، "سيحرص على الحوار مع الشركاء الجنوبيين حتى لا يترك مكانا لفكرة أن الغرب ضد باقي العالم"، مؤكدا أن "حالة الطوارئ المناخية" ستكون أيضا "في قلب كل الانشغالات".

ويشرع قادة دول العالم في إلقاء خطاباتهم من على منبر الجمعية الأممية بداية من يوم الثلاثاء القادم بما فيهم الرئيس البرازيلي، جير بولصونارو والتركي، رجب طيب أردوغان، والفرنسي، ايمانويل ماكرون، في حين أرجأ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خطابه إلى يوم الأربعاء.