مدارس تعليم السياقة فقدت دورها التربوي

الربح السريع يغذّى إرهاب الطرق

الربح السريع يغذّى إرهاب الطرق
  • القراءات: 568
رشيدة بلال رشيدة بلال

تشير الأرقام المستقاة من مصالح الحماية المدنية بولاية البليدة، إلى تسجيل ارتفاع في حوادث المرور مقارنة بالسنة الماضية. فمن الفاتح جانفي إلى غاية 31 جويلية 2022، رفعت مديرية الحماية 1578 حادث مرور، خلفت 1825 جريح و32 قتيلا مقارنة بنفس الفترة من سنة 2021، حيث سُجل 1554 حادث مرور، منها 1702 جريح و26 قتيلا.

وبالمناسبة، أكد محمد ناش رئيس مكتب الإحصائيات بمديرية الحماية المدنية لولاية البليدة في معرض حديثه مع "المساء"، أن من بين أهم الأسباب التي أدت إلى ارتفاع حوادث المرور خلال هذه الصائفة بالدرجة الأولى رغم حملات التوعية والتحسيس التي أطلقتها المصالح المختصة وفعاليات المجتمع المدني تزامنا وافتتاح موسم الاصطياف، العامل البشري، والإفراط في السرعة، خاصة بالتجمعات السكنية، لافتا إلى أن حوادث الدراجات النارية، هي الأخرى، تسجل، سنويا، ارتفاعا كبيرا بولاية البليدة بسبب السرعة المفرطة، وافتقار الشباب للتكوين الجيد.

تنافس المدارس أثر على نوعية التكوين

خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت "المساء" إلى بعض مدارس تعليم السياقة، أكد بعض المسؤولين أن أغلب حوادث السير مرجعها رغبة المترشح في الحصول على الرخصة، وعدم اهتمامه بدراسة قانون المرور أو الحصول على تكوين جيد في قيادة المركبة. ولعل ما عزز هذا الشعور، حسبه، تجاه بعض المدارس، تخفيض الأسعار لاستقطاب الباحثين عن رخص السياقة بأسرع وقت ممكن، وهو ما جاء على لسان الممرن عبد العزيز عبزوزي (مدير مدرسة تعليم السياقة)، الذي أكد في معرض حديثه مع "المساء"، أن  مهنة تعليم السياقة فقدت قيمتها بعدما ارتفع عدد المدارس بالبلدية الواحدة، إذ لم يعد الاهتمام منصبا على تقديم تكوين جيد للمترشح، وإنما يجري التنافس على جلب أكبر عدد من المترشحين بأسعار منخفضة جدا بدون احترام الرزنامة المعتمدة في تعليم قانون المرور، وتقديم عروض لا تتجاوز مليون ونصف مليون سنتيم، بعدها يحصل المترشح على رخصته، مشيرا إلى أن كثرة عدد المدارس، من جهة، وانخفاض الأسعار من جهة أخرى، أثرت، إلى حد كبير، على نوعية التكوين، وبالنتيجة أصبح هناك ارتفاع في عدد الحوادث.

ومن جهة أخرى، أكد المتحدث أنه يستقبل عددا كبيرا من المرشحين الذين حازوا على رخص السياقة وعجزوا عن قيادة المركبة من الجنسين، حيث يقصدون المدرسة أملا في الحصول على تكوين جيد، يمكنهم من التحكم في المركبة بالطريق، داعيا، بالمناسبة، إلى إعادة النظر في الطريقة، التي تمنح، بموجبها، الرخص لفتح المدارس، والقيام بالرقابة الدورية لرد الاعتبار لهذه المهنة التربوية.

ومن جهته، أوضح مدير مدرسة تعليم السياقة ببلدية العفرون، أن مدارس تعليم السياقة فقدت قيمتها التربوية، بعدما أصبح يُنظر إليها على أنها نشاط تجاري. والممرن المكون تكوينا جيدا، حسبه، من المفروض أن لديه رسالة، وهي تلقين المرشح كل ما يجب معرفته للوصول إلى سياقة آمنة، لكن ما يحدث، اليوم، أمام تدني المستوى الأخلاقي والتربوي لدى المتكونين، هو البحث، فقط، عن الحصول على الرخصة، وعدم الاكتراث بالتكوين، لأن كل ما يهم هو القيادة والسرعة، الأمر الذي نتج عنه تسجيل ارتفاع في حوادث المرور  بسبب الجهل بالقوانين، وضعف التكوين.