تجري أشغال تعبيد الطرقات، حاليا، بأغلب بلديات العاصمة، في إطار استكمال مشاريع التهيئة الحضرية التي كانت متوقّفة ومجسّدة في برنامج التنمية المحلية المسطّر من قبل الأميار المنتخبين، حيث باشرت السلطات المحلية عملها خلال الفترة الصيفية، ليلا، عقب الملاحظات الموجّهة للمجالس المنتخبة من قبل والي العاصمة. انطلقت عمليات إعادة تهيئة الطرقات بالعديد من البلديات على غرار باب الزوار، الدار البيضاء، الكاليتوس ووادي شايح، ما فتح باب التساؤل أمام المواطنين، الذين عبّروا لـ«المساء"، عن استغرابهم لانطلاق المجالس الشعبية في عملية التهيئة في الوقت الحالي، تزامنا مع فصل الصيف، حيث تحوّل أغلب الأحياء إلى ورشات مفتوحة.

إطلاق مشاريع التهيئة

وأطلقت عدّة بلديات بولاية الجزائر، مشاريع التهيئة الحضرية، التي تخصّ تهيئة الطرقات والأرصفة ومحاور الدوران في كلّ دالي إبراهيم، حسين داي، الكاليتوس، عين البنيان، سيدي موسى والقبة، وهي العملية التي تسير على قدم وساق، محدثة فوضى بمختلف الأحياء التي مسّتها عمليات التهيئة. ولاحظت "المساء"، أنّ البلديات تسرّع وتيرة إنجاز أشغال تعبيد الطرق وإعادة تهيئة الأرصفة، وهو ما لقي استحسان المواطنين من جهة، لكنه أثار، في المقابل، تذمّر البعض الآخر للفوضى التي خلّفتها هذه الأشغال، واستغرب العديد منهم اختيار السلطات المحلية هذا التوقيت بالذات لمباشرة الأشغال.

وعلى غير العادة، باشرت أغلب البلديات التي يميّزها اهتراء الطرق، إعادة تهيئتها بإزالة الطبقة القديمة وتعبيدها من جديد في أقل من أسبوع، حسبما أكّده السكان، حيث سخّرت لذلك آليات ضخمة، وجنّد عدد معتبر من العمال. وأوضح محدّثونا، أنّ الأشغال انتهت بأحياء بلدية الكاليتوس على سبيل المثال، حيث استغرب السكان سرعة إنجازها بعدما كانت الأحياء عبارة عن ورشات لا تغلق طيلة فصل الشتاء، إذ تتحوّل طرق الأحياء إلى برك مائية رغم المراسلات التي كان يقوم بها السكان.

استياء لتكرار العمليات

من جهة أخرى، لاحظت "المساء" أنّ الأشغال تنجز ليلا بمختلف بلديات العاصمة، بطلب من السكان الذين تعرقل الأشغال حياتهم نهارا. من جهتهم، استغرب المواطنون في هذا الشأن، مباشرة عملية التهيئة في الوقت الحالي، إذ كان من الممكن العمل بهدوء في الأيام الماضية، يقول أحد المواطنين، معربا عن أسّفه لاستغلال المجالس الشعبية فترة الصيف لتجسيد العديد من المشاريع على أرض الواقع وبسرعة. وأشار البعض منهم، إلى أنّ أشغال التهيئة، تتجدّد في كل مرة، حيث تعاد تهيئة الطرق من جديد، "وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ البلدية لديها فائض من الأموال لا تريد أن تأخذه الرياح"، يقول محدّثنا.