مع انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات البرازيل

لولا دا سيلفا يعود بقوة

لولا دا سيلفا يعود بقوة
لويس إيناسيو لولا دا سيلفا
  • القراءات: 462
ق. د ق. د

أطلق أهم مرشحين للانتخابات الرئاسية البرازيلية، الرئيس الأسبق، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس المنتهية ولايته، جايير بولسونارو، منذ أول أمس، حملتيهما للانتخابات الرئاسية المقررة شهر أكتوبر القادم. وعقد لولا، البالغ من العمر 76 عاماً، أول لقاء في حملته الانتخابية في مصنع للسيارات بالقرب من مدينة ساو باولو  في جنوب، شرق البلاد، المنطقة الصناعية التي سبق له أن عمل فيها حدادا وينتخب رئيسا لإحدى اقوى النقابات العمالية خلال سبعينيات القرن الماضي.

وقال لولا، المرشح الأوفر حظا للعودة إلى سدة الحكم في برازيليا، حسب نتائج استطلاعات الرأي "هنا بدأ كل شيء، هنا اكتسبت وعياً سياسياً، في هذا اليوم المهم في حياتي وفي مستهل الحملة الانتخابية، جئت إلى هنا لأقول لكم إننا سنفور في الانتخابات". وقال لولا، الذي كان مرتديا قميصا أبيض وقد اعتلى منصة خطابة، محاطا بمئات من عمال الحديد، أنه رغم تقدمه في السن، إلا أنه يشعر بأنه يتحلّى بالطاقة نفسها التي كان يتمتع بها عندما كان في الثلاثينيات من عمره وأنه يريد "استعادة البلاد" من بولسونارو، الذي انتقد طريقة إدارته لجائحة كورونا التي أودت بحياة 680 ألف مواطن برازيلي ضمن حصيلة وصفها بـ«الإبادة الجماعية".

وحسب متابعين للشأن الداخلي في البرازيل ، فإن لولا لطالما عاد إلى بداياته النقابية في محطات مهمة في مسيرته السياسية، من أجل تعزيز صورته كمدافع عن شريحة العمال والطبقة الفقيرة والمتوسطة في بلاده، في وقت سعى بولسونارو، بحسب هؤلاء، طيلة عهدته الرئاسية، تقديم نفسه على أن "الله اختاره" فنجا من محاولة الاغتيال في عام 2018، مما جعل انتخابات شهر أكتوبر القادم  الأكثر استقطابا منذ عودة الديمقراطية إلى البرازيل بعد حكم عسكري دام من سنة 1964 وإلى غاية سنة 1985.

وفضّل الرئيس المرشح، جايير بولسونارو، إطلاق حملته من مدينة جويز دي فورا، المكان الذي تعرض فيه لمحاولة اغتيال سنة 2018 بولاية ميناس جيرايس، في جنوب، شرق البلاد، واصفاً المدينة بمثابة المكان الذي شهد ولادته مرة ثانية في تلميح إلى نجاته. وارتدى بولسونارو، البالغ من العمر  67 عاما وزعيم اليمين المتطرف، معطفا أسود غطى عنقه أوحى من خلاله انه يرتدي سترة واقية من الرصاص، وقد ألقى خطابا مليئا بالشعارات القومية وبتلميحات على صلة بالله والإنجيل.

يذكر أن الرئيس البرازيلي الأسبق، لولا دا سيلفا، استعاد حقوقه السياسية  العام الماضي بعد إلغاء الإدانات القضائية الصادرة بحقه في قضية فساد ضخمة. وهو يتصدر حاليا نتائج استطلاعات الرأي بما يوحي بإمكانية عودة التيار اليساري للحكم في هذا البلد الأمريكو ـ لاتيني. وحسب هذه الاستطلاعات، فإن أكثر ما يثير قلق البرازيليين هو الوضع الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة والتضخم في السنوات الأخيرة، وهو ما أدى إلى تراجع شعبية بولسونارو لصالح العائد لولا ضمن ثنائية سيتوصل سجالها إلى غاية شهر أكتوبر، التي قد تكرس عودة لولا، وبالتالي، تأكيد عودة تيار اليسار إلى سدة الحكم في دول أمريكا اللاتينية.