التقرير الأمريكي حول مكافحة الظاهرة

اعتراف بالدور الإقليمي للجزائر في استئصال الإرهاب

اعتراف بالدور الإقليمي للجزائر في استئصال الإرهاب
  • القراءات: 419
مليكة. خ مليكة. خ

بوحنية: الجزائر تتمتع بثقة عالية لدى شركائها الاستراتيجيين

بوهيدل: التقرير رد على المشككين في ردع الجزائر للتهديدات الامنية

  مازال تقرير معهد "أمريكان انتربرايز" الذي أنصف الجزائر في محاربة الإرهاب يستقطب اهتمام الخبراء الأمنيين بالنظر إلى الظروف الجيو استراتيجية التي تمر بها المنطقة، في الوقت الذي تحرص فيه الولايات المتحدة الأمريكية على تعزيز تعاونها الأمني مع الجزائر عبر الاستفادة من تجربتها، مما يعكس وزنها الإقليمي الذي تعزز بفضل قدراتها الكبيرة في استئصال الظاهرة و حل العديد من الازمات الاقليمية و الدولية.

في هذا الصدد، أكد الاستاذان في العلوم السياسية بجامعة الجزائر بوحنية  قوي ورضوان بوهيدل، في اتصال مع "المساء" أن هذا التقرير وإن كان غير  مفاجئ بالنسبة للجزائر التي تعد من الدول الرائدة في مكافحة الارهاب، إلا أنه يعد اعترافا متجددا بالجزائر كشريك موثوق في التصدي للظاهرة. وقال الاستاذ بوحنية قوي، إن التقرير يحمل مجموعة من المؤشرات، أبرزها  الثقة العالية التي باتت تمتع بها الجزائر لدى مختلف الشركاء الاستراتيجيين، من بينهم الولايات المتحدة الامريكية التي أصبحت ترى في الجزائر صاحبة مقاربة متكاملة ومتعددة الأبعاد في مجال مكافحة الراديكالية والاعمال الإرهابية، حيث يتجلى ذلك على مستوى اللقاءات الثنائية أو الزيارات المتبادلة في مختلف التجمعات الثنائية ومتعددة الأطراف.

ويرى بوحنية أن الجزائر ومن خلال موقعها الاستراتيجي، لها أيضا الدور البارز على مستوى الاتحاد الافريقي وجامعة الدولة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وحتى ضمن مجموعة دول 5+5، كدولة استطاعت أن تصدر تصورها باعتبارها صانعة للاستقرار ومصدرة له. وأضاف أن الجزائر لها  أيضا القدرة على استباق الأزمات، من خلال تبني تصور استراتيجي في حلها، خاصة الاقليمية منها لكونها تؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على استقرارها، على غرار ما يجري  في ليبيا، مالي ومنطقة  الساحل، مضيفا أن هذا التصور يعززه وقوف الجزائر على مسافة واحدة مع مختلف الفرقاء السياسيين. وأشار إلى أن الجزائر لديها أيضا تصور فيما يسمى بصفارة الإنذار أو الاستشعار بالأزمات، خاصة بالمناطق التي لديها عمق استراتيجي  في منطقة الساحل الافريقي، لكونها تتبنى مجموعة من الآليات القانونية

والإجراءات التنظيمية على غرار احتضانها  للمركز الافريقي لمكافحة الارهاب، مركز الافريبول ومنظمة علماء دول الساحل، مما يعزز دورها في وضع مقاربات فعالة و التي كانت آخرها ارساء رؤية متكاملة لمحاربة  الراديكالية والتطرف العنيف. من جهته، قال الاستاذ بوهيدل إن هذا التقرير هو عبارة عن رسالة لا تخص الجزائر بقدر ماهي تخص دول الجوار الأخرى التي تشكك في قدرة الجزائر على مواجهة التحديات والتهديدات في المنطقة على المستوى الاقليمي، مضيفا أن الجزائر لا تنتظر من يشيد بجهودها رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية  تعد دولة عظمى ورأيها يهمنا. وأوضح أن الرسالة تؤكد بأن الولايات المتحدة تراهن على الجزائر في المرحلة الحالية والقادمة وعلى المديين القصير

والمتوسط بالنظر إلى قدراتها في مواجهة الظاهرة، كما يشكل ذلك دعما لجهودها في مواجهة التهديدات وحلحلة ملفات مالي، ليبيا والصحراء الغربية  والتي لها امتدادات لأمنها القومي. وأكد المتحدث أن هذا التقرير هو عبارة عن بطاقة تشجيعية للجزائر في ظل وجود تقارير أخرى تنشر مغالطات حول الوضع في الجزائر، مضيفا أنه كفيل بسد أفواه المشككين ودحض آرائهم حول امكانيات الجزائر في هذا المجال. وأوضح الاستاذ بوهيدل أنه منذ اعتداءات سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة،  أصبحت الجزائر شريكا استراتيجيا لعدة دول، في إطار التمسك بمبدأ تنوع

وتعدد الشركاء على غرار روسيا الصين وواشنطن، مضيفا أن الجزائر لا تميل كفتها لأي دولة أخرى على عكس ما تروجه بعض المنابر الإعلامية المعادية والتي تحاول التشكيك في علاقتها مع الولايات المتحدة رغم أنه لا يمكنها إلغاء علاقتها الوطيدة مع واشنطن والدليل على ذلك زيارات المسؤولين الأمريكيين لها في المدة الاخيرة ومما يعد ردا على هذه الإشاعات والأخبار  المغلوطة.