الاستشارية المختصة الاجتماعية حياة بركوكي:

الزواج يبنى على أهداف سامية

الزواج يبنى على أهداف سامية
المختصة الاجتماعية، حياة بركوكي، المرشدة الأسرية
  • القراءات: 760
 أحلام محي الدين أحلام محي الدين

اختارت المختصة الاجتماعية، حياة بركوكي، المرشدة الأسرية ومستشارة تدريب احترافي في التنمية الذكائية والتواصلية، وباحثة في بناء الشخصية، وتعديل السلوك، أن تبدأ الحديث عن الزواج الصحيح بالاستشهاد بقول العلامة الغزالي "إن الزواج ليس لمفاتن زوجة ولا لوسامة زوج، إنما لإعمار بيت على مودة ورحمة وسكينة، محاط بسياج من طاعة الله سبحانه وتعالى". موضّحة أنّ الزواج يبنى على أهداف سامية، بالوعي واستعداد كلا الطرفين قلبا وقالبا لحفظ بيت الزوجية وبنائه لقوله تعالى "أنتم لباس لهن وهن لباس لكم" بعيدا عن المغالاة في المهور والبهرجة في الأعراس، مشيرة إلى أنه "لن تكون رابطة هذا الميثاق الغليظ صحيحة، إلا إذا تمت معرفة دور كل طرف على حدة وبما أقامه الله من مقومات في الحفاظ على  أسس بناء بيت متزن"

تقول المختصة بركوكي إنّ أهم شيء لابدّ أن يتحصّن به الطرفان، هو التفكير الواعي وأن يملك كلّ طرف الجاهزية في إعانة نفسه والطرف الآخر على التمسّك والتآزر والتجلد بالحكمة في تأطير هذا الزواج على الخير والبركة والإثمار عكس ما قد يسمعه الطرفان عن تجارب سيئة من الآخرين، تنقص نيتهما أو استعدادهما لدخوله. ونبهت المختصة الاجتماعية من عقدة إقبال الأغلبية على منافذ المواقع بطريقة سلبية وعدم اجتناب المحرمات والنظر الذي يجلب المفاسد للقلب وسلامته، موضّحة أن تبني المقبل على الزواج فكرة أن الزواج هو استقرار، خاصة إذا بني على النية المخلصة في إنشائه، مع تحصين الطريق بروابط فهم سيرورة الزواج بسلامة، منها التخلي عن عقلية تجاهل مثبطات الزواج والثقة الزوجية، وتشرح "ذلك لا يكون من خلال وجود جسر الحوار والنقاش الجميل والتفاعل الزوجي وليس التخزين والكتم المستمر، ثم إخراجها دفعة واحدة بغضب وعصبية وعدم المناقشة، حتى لا يتضخم الأمر كقضية حرب ومحاكم وإنما يكون هناك مبدأ الحفاظ على هذا الرباط الغليظ بدون أنانية من الطرفين أو إهمال، حتى تكون العلاقة الزوجية سليمة وفيها راحة بال وانسجام، حيث يكون سؤال الطرفين هي قاعدة: ما دوري في العلاج وانجاح زواجنا".

وأشارت المتحدّثة إلى أنّ الزواج يحتاج إلى شريكين ناضجين وأكثر وعي، بعيدا عن طيش وهزل المراهقين والانتباه إلى ما يروّج له في مواقع التواصل، لأنّ الزواج يصحّ بالاستقرار وليس مجرد علاقة، كما لا يجب التفريط في القيم والمبادئ الدينية حتى يستقر التقوى في القلوب فيستمر الود. وأوضحت المختصة بركوكي، أنّ من أهم أسس الزواج الصحيح هو معرفة أنّ الزواج يستقيم بالمودة والرحمة والتعاون والتنازلات والتضحيات التي يجب أن تكون موجودة في كل طرف من أجل دعم وتمتين هذا الرابط المقدس، كذلك حسن الاختيار لمن سيكون رفيق الحياة، فالرفيق قبل الطريق وأيسر طريقة لولوج هذا، هو الاعتماد على ما حثّ عليه الله تعالى وسنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فلنا في رسول الله أسوة حسنة في التعامل، "فاظفر بذات الدين تربت يداك"، "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجَوه"، وتقول "فالدين أوّل ثابت لتحقيق استقرار الزواج وإقامته على صحته، وفيه تحسيس بكل ما يحث على احتواء الرجل والمرأة.

فالزواج يتوقف أولا على العمل بما جاء به الدين فيه من الآيات والأحاديث والتعليم والتلقين ما يثري الزوجة والزوج بمفاهيم التعايش مع بعض على التوافق والهدوء والسكينة ولابد أن ننتبه لهذا، فكل طرف من الزوج والزوجة يحتاج إلى شريك يتقي الله فيه ويسانده يكون معه جسدا وروحا وصبرا يغطي كل منهما حاجة الآخر وضعفه أو ضائقة مادية يمر بها، فالغاية هي إنشاء نسل ثابت على دينه وأهداف أسرية سامية، بهذا نواجه ما ينشر ويروج له البعض من أفكار خاطئة حول الزواج، فالأمر لا يرجع إلى المادة والمال الكثير بقدر ماهو تزاوج فردين، يعرفان أن كما في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله كذلك في البيت ركيزة اذا صلحت صلح البيت كله ألا وهو دين المرأة والرجل".

وفي الختام، قالت بركوكي إنّ تكوين أسرة يحتاج إلى رجوع كل الأطراف إلى تأدية أدوارها الطبيعية".. كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.."كما أن حرص الآباء على صلاحهم أولا ومجاهدة أنفسهم في أن يكونوا قدوة مؤثرة لأبنائهم، لأن صلاح أبنائهم من صلاحهم، يسهل بناء علاقة سميكة ومتوازنة معهم لضمان عدم اعوجاجهم مستقبلا وتفادي الأخطار الموجودة في المجتمع". والعمل بقوله تعالى "وجعلنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها".