تراخ ولا مبالاة يطبعان الموجة الخامسة لكورونا

المسنون وأصحاب الأمراض المزمنة مدعوون للتلقيح

المسنون وأصحاب الأمراض المزمنة مدعوون للتلقيح
  • القراءات: 646
رشيدة بلال رشيدة بلال

لم تأت تحذيرات المختصين في الصحة بالنتائج المرجوة منها، تزامنا وعودة انتشار فيروس كورونا المتحور 5BA، الذي رغم كونه سريع الانتشار  وأقل خطورة من المتحور "دالتا" والفيروس الأصلي كوفيد19، غير أنّه يشكّل، حسب المختصين في علم الفيروسات والأمراض المعدية، خطرا على كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة المدعوين إلى ضرورة العودة إلى التلقيح لتعزيز مناعتهم .

يبدو أنّ العودة إلى الالتزام بالتدابير الوقائية، خاصة ما تعلّق منها بوضع الكمامة والتباعد الجسدي أصبح أمرا صعبا، رغم تفشي الوعي الصحي بين أفراد المجتمع بخطورة الفيروس، وهو ما وقفت عليه "المساء" في جولتها الاستطلاعية التي قادتها إلى بعض الأماكن التي تعرف تواجد عدد كبير من المواطنين، كالمساحات التجارية الكبرى الموجودة بوسط  البليدة والأسواق الشعبية إلى جانب الحدائق العمومية والساحات، بما في ذلك وسائل النقل العمومية والخاصة، حيث لمسنا حالة من التخلي التام عن التدابير الوقائية.

ويكفي الحديث عن الشريحة الأكثر تضررا من الفيروس وهي المسنون الذين يقصدون الساحات العمومية في الفترات المسائية ويجتمعون للعب الدومينو أو تبادل أطراف الحديث في المقاهي دون الالتزام بوضع الكمامة أو على الأقل احترام مسافة التباعد الجسدي، وحسبما رصدته "المساء" على ألسنة بعض المسنين من سكان بلدية العفرون فإنّ الفترة الصعبة من الوباء التي عشناها خلال الموجات السابقة تجاوزتها الجزائر ولا مجال للعودة إلى التدابير خاصة بعد الانفتاح الذي تعرفه الجزائر.

السؤال الذي يجب طرحه بالمناسبة "هل يجب تخويف المواطن حتى يعود إلى الالتزام تدابير الوقاية؟"، وفي هذا يرى عبد الحفيظ قايدي، طبيب رئيسي مختص في الأمراض المعدية، في تصريحه لـ"المساء" بأنّ المؤسّسات الاستشفائية بولاية البليدة، أو باقي ولايات الوطن تستقبل حالات مصابة بالفيروس المتحوّر الفرعي الجديد، غير أنّ الفرق بين الموجة السابقة وما نعيشه اليوم في ظل الموجة الخامسة، إن صح التعبير، يتمثّل في عدد الحالات، حيث نجد أنّ الحالات المستعصية التي تتطلب الاستعجال تظلّ قليلة جدا، كما أنّ عدد الحالات المسجلة لا يزال قليلا ومتحكم فيه، لكن هذا لا يعني أن يترك المواطن دون الالتزام بالتدابير الوقائية، لأنّ عدم الخطورة لا يعني بأنّ الفيروس غير موجود، خاصة بالنسبة لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة من الذين يشكّل الفيروس المتحور خطورة كبير على صحتهم.

من جهة أخرى، أوضح الأخصائي "أنّه عند الحديث عن الإرشادات الصحية والوقاية، لابدّ من التركيز على المصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن، خاصة وأنّنا وصلنا إلى مرحلة من الوعي المجتمعي الذي اكتسب خلال الموجات السابقة، وبالتالي لا يمكن أن نفرض حجرا على المواطنين، لكنّنا ندعوهم إلى السعي لتجنّب الأماكن المزدحمة لا سيما وأننا في موسم الصيف الذي يعرف بكثرة التجمعات العائلية والتواجد المكثف في الأماكن المخصّصة للتسلية والترفيه"، مشيرا  إلى أنّ كبار السن في الوقت الراهن هم أكثر الفئات التي تشكّل تحديا بالنسبة للطاقم الصحي في حال الإصابة بالفيروس نظرا إلى التعقيدات الصحية، بما فيهم الأطفال الذين قد تستمر إصابتهم لعدّة أيام.

على صعيد آخر، أوضح المختص في الأمراض المعدية بأنّ الوضعية الوبائية في الوقت الحالي لا تدعو إلى القلق وهو ما يعكسه حال المستشفيات بولاية البليدة، التي عادت كل مرافقها ومصالحها للعمل بشكل طبيعي، لافتا إلى أنّ الأطقم الطبية كانت تتوقّع عودة الفيروس، خاصة بعد إعادة فتح الحدود، لكن ينبغي في المقابل العمل على الجانب التحسيسي ومحاربة المعتقدات الخاطئة حول الفيروس والعودة إلى التأكيد على أهمية التلقيح خاصة وأنّه يلعب دورا كبيرا  في تأمين المناعة خاصة بالنسبة لكبار السن .