ينتظر تعميمه الدخول المدرسي المقبل

الكتاب الرقمي.. جدل حول جاهزية المشروع وإيجابياته

الكتاب الرقمي.. جدل حول جاهزية المشروع وإيجابياته
  • القراءات: 466
إيمان بلعمري إيمان بلعمري

تعميم الدراسة بالكتاب الرقمي خلال الدخول المدرسي المقبل من بين الإجراءات التي باشرتها وزارة التربية الوطنية لإصلاح القطاع بهدف تخفيف ثقل المحفظة ، غير أن فائدة هذه الخطوة ومدى جاهزية الوصاية لتجسيد هذا المشروع ميدانيا وعبر 1600 مدرسة ابتدائية، تظلان محل اختلاف بين أولياء التلاميذ ونقابات القطاع عشية الدخول المدرسي. انتقد رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، في مكالمة هاتفية مع "المساء" خطوة الوزارة الوصية على اعتبار أنها ستدفع التلاميذ إلى الخمول والكسل، الأمر الذي قد يعيق تنمية قدراته العقلية والكتابية ويصبح اعتماد التلميذعلى هذه الأجهزة كليا ويجعله يتخلى عن الكتابة والقراءة بالطريقة التقليدية، التي أثبتت ناجعتها في التحصيل العلمي. 

وأكد بن زينة أن الدراسة بواسطة "الطابلات "يؤثر سلبا على صحة الطفل ويساهم في إضعاف جهازه البصري وهو ما تم تأكيده خلال ورشات شاركت فيها المنظمة مع وزارة الصحة، حيث أكد خبراء في مجال الصحة حسب بن زينة، خطورة الاستعمال المفرط للأجهزة الإلكترونية على الجهاز البصري لدى الأطفال. وقال "إن عديد الدول المتقدمة على غرار اليابان أعادت التعامل بـ"الطبشور" وأصبحت تعتمد في مناهجها الدراسية على الطرق التقليدية في التعليم كالسبورة والكتب والكتابة اليدوية لأن ذلك يساهم في تنمية قدرات التلميذ العقلية ويسهل عملية ترسيخ وإيصال المعلومة لديه."

واعتبر بن زينة من الجانب التقني أن تعميم ادراج التدريس باللوحات الرقمية ميدانيا صعب نظرا لعدم جاهزية المؤسسات التربوية التي تفتقد لأبسط الأمور على غرار شبكات كهربائية آمنة تضمن سلامة وأمن التجهيزات، إضافة إلى ضعف وانعدام شبكة الأنترنت في بعض المؤسسات التربوية خاصة في المناطق النائية، سيما وأن هذا المشروع موجّه بشكل خاص لتلاميذ مناطق الظل حسب تعليمات رئيس الجمهورية .

وإلى نقيض ذلك فقد استحسن رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، صادق دزيري في مكالمة هاتفية مع "المساء" خطوة وزارة التربية الوطنية التي جاءت بعد تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون بقناعة أن العالم يتجه نحو الرقمنة ومن الضروري مواكبة هذا التطور لكن في شقه الايجابي. وكشف دزيري أن مشروع المدارس النموذجية الذي باشرته الوصاية منذ سنتين سيمس خلال الدخول المدرسي المقبل2022/2023 ، كل بلديات الوطن، حيث سيشمل أزيد من 5 ملايين تلميذ في مرحلة التعليم الابتدائي.

وبعيدا عن إيجابيات المشروع وسلبياته تساءل ذات النقابي عن الاستعداد الحقيقي للوزارة الوصية، لتحويل الأقسام المدرسية إلى أقسام رقمية، مؤكدا أن الأخيرة ستجد صعوبة في تطبق هذا القرار، بسبب افتقاد أغلب المدارس للمعايير التي اشترطتها الوصاية لإنجاح تجسيد المشروع. وبسبب ذلك قال دزيري إن العملية ستمس عددا محدودا من الابتدائيات ويبقى مشكل ثقل المحفظة الذي أرق التلاميذ قائما .

ودعا رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين إلى ضرورة تحضير أرضية صلبة وتوفير المناخ المناسب لا نجاح المشروع، على غرار منصات وبرامج معلوماتية يضعها مختصون في المجال وتحت إشراف وزارة التربية الوطنية. وأضاف دزيري أنه "لا يكفي توزيع لوحات إلكترونية على التلاميذ فقط بل العملية تحتاج إلى منصات وبرامج معلوماتية تسمح للتلميذ عن طريق لوحته الإلكترونية متابعة الدروس مع معلمه، كما تسمح للأخير عن طريق الكمبيوتر أو لوحته الإلكترونية، إلقاء الدرس ومراقبة التلاميذ ولوحاتهم الإلكترونية ".