بالإضافة إلى علاقاتها الإستراتيجية مع كبار منتجي الطاقة

استكشافات غازية ونفطية جديدة.. الجزائر تستعيد نفوذها في سوق النفط

استكشافات غازية ونفطية جديدة.. الجزائر تستعيد نفوذها في سوق النفط
  • القراءات: 430
أسماء منور أسماء منور

سعر النفط قد يقفز إلى 160 دولار خلال الأشهر القادمة

البحث عن حلول بديلة للغاز الروسي عزز مكانة للجزائر

توقع خبراء في مجال الطاقة، استقرار أسعار سوق النفط  خلال الأربعة أشهر القادمة في حدود 160دولارللبرميل،بسبب الظروف الاقتصادية وانعكاسات تداعيات الحرب الروسيةـالأوكرانية، مما يؤهل الجزائر للعب دور محوري في ظل التحولات الجيوــاستراتيجية الحالية والقيام بدور الوساطة بين كبار المنتجين لتفادي رفع الإنتاج. وقال الدكتور حميد علوان، أستاذ الاقتصاد بجامعة الجزائر، في اتصال مع "المساء"، أنه باقتراب أسعارالنفط في السوق العالمية من 100 دولارللبرميل، مدفوعة بتطورات الأزمةالأوكرانية، ارتفع سعر الغازبشكل مطرد في أوروبا، واضعا الدول المصدرة في موقع جيد لتحصيل مداخيل قياسية، قد تمحو انتكاسة العامين الماضيين التي تسبب بها وباء كورونا.

وأضاف الدكتور، أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قابله ارتفاع كبير في أسعار النفط والغاز الذي عزز مداخيل الجزائرباعتبارها صاحبة ثالث أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا، شريطة أن يرافق هذا الارتفاع تنويع في الاقتصاد. وأضاف الخبير، أنه في خضم المعاملات الأوروبية، سيشهد سوق النفط ارتفاعا محسوسا، قد يصل إلى 160 دولار للبرميل، إلا أنه سيقابلها زيادة في أسعار المنتجات، ومعدلات التضخم، بما يستدعي الاستعداد لأزمة اقتصادية متوقعة، بالنظر إلى المعطيات الحالية التي تؤكد هشاشة الاقتصاد العالمي ومعادلات النمو، الذي قابله ركود كبير، لم يشهده العالم منذ 1929، حيث ارتفع عدد المؤسسات المفلسة ونسبة البطالة التي وصلت إلى 50 مليون منصب شغل في الولايات المتحدة لوحدها.

وعن دور الجزائر المحوري في خضم التحولات الجيو - استراتيجية، أكد الدكتورعلوان، أنها ستكون منسقا بين منظمة الاوبك، بالنظر إلى امتلاكها القوة من أجل التأثير على كبار منتجي النفط، بحكم العلاقات الدبلوماسية القوية التي تجمعها معها، على غرار المملكة العربية السعودية وإيران، التي تمكنها من التفاوض بحنكة لتفادي رفع الإنتاج. وعلى صعيد ذي صلة، شدد الخبير على أهمية الوساطة الجزائرية، بموجب علاقاتها الوطيدة مع السعودية، قطر وإيران، وقدرتها على التوفيق بينها، باعتبارها من كبار المنتجين، بطاقة تصل إلى مليون برميل يوميا، وبالتالي ستتم المفاوضات من موضع قوة للجزائر، وبالإضافة إلى ذلك فإن السعي الأوروبي لإيجاد حلول بديلة للغاز الروسي، رفع الصورة الاستراتيجية للجزائر على الساحة الإقليمية.

وذكر ذات المصدر، أن الجزائر تنتج حاليا اقل من مليون برميل يوميا، وأن المشكل المطروح هو عدم التوافق بين سعر التوازن العالمي، الذي يوازن بين المستهلك والمنتج، والعرض والطلب، لتستفيد العديد من الدول من هذا الوضع، على غرار الجزائر، باعتبارها منتجة للغاز الطبيعي، وقريبة جغرافيا من أوروبا، لتتحول الىسوق مدرّة لهذه المادة الاستراتيجية في ظل الظروف الحالية.

وأشار الخبير إلى امكانية استقرار أسعار النفط في حدود 120 دولار، خلال الأشهر القادمة، سيما وأن العالم مقبل على فصل الشتاء، الذي يزداد فيه الطلب على الطاقة، مؤكدا أنه كل ذلك سينجم عنه تحرك الاقتصاد العالمي، تؤدي آليا إلى ارتفاع الطلب على الطاقة، مع إمكانية دخول العالم في موجة من فيروس كورونا، وهي مؤشرات تدل على زيادة الأسعار، خلال ثلاثة أشهر القادمة. وفي نهاية العام الماضي، ارتقى النفط الجزائري إلى المرتبة السادسة عالميا، في سلة منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، حيث حافظ سعر البترول الجزائري على هذا المنحنى المتصاعد حتى الأيام الأخيرة، على هامش التوتر بين روسيا والدول الغربية بشأن الأزمة الأوكرانية.