وسط توتر حاد بين بكين وواشنطن

نانسي بيلوسي تصل إلى تايوان

نانسي بيلوسي تصل إلى تايوان
  • القراءات: 464
ق. د ق. د

وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي أمس، إلى تايبي، عاصمة جزيرة تايوان وسط تصاعد التوتر بين الصين و الولايات المتحدة الامريكية، حيث كان في استقبالها وزير الخارجية التايواني جوزف وو في مطار سونغشان، فيما أفاد التلفزيون الصيني أن مقاتلات من طراز "سوخوي 35" عبرت مضيق تايوان قبل وصول المسؤولة الأمريكية بقليل. واستنكرت بكين التصرفات الأمريكية التي وصفتها بـ"الخطيرة للغاية"، مشيرة إلى أن واشنطن تعمل من خلال هذا التصرف على تفريغ مبدأ "صين واحدة"، من معناه متوعدة بشن عمليات عسكرية "محددة الهدف".

وحذرت هوا تشونيينغ الناطقة باسم الخارجية الصينية من أن "الجانب الأمريكي سيتحمل المسؤولية وسيدفع الثمن في حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية". وأكدت بيلوسي البالغة من العمر 82 عاما من جهتها، أن زيارتها تظهر التزام واشنطن القوي حيال الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين جزءا من أراضيها. وقالت بيلوسي وهي أرفع مسؤول أمريكي منتخب يزور تايوان في 25 عاما، إن زيارتها لا تتعارض "بأي شكل" مع السياسات الأمريكية التي تعترف بـ"صين واحدة" ولم تعترف رسميا بتايوان كدولة مستقلة. وكان المندوب الصيني، لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، أكد أول أمس، أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان إن تمت، ستضر بالعلاقات الأمريكية ـ الصينية، وأنه يتعين "على واشنطن أن تتفهم عواقب مثل هذه الخطوة"، باعتبار أن "تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، وقضية وحدة الأراضي بالنسبة لبكين خط أحمر".

من جهتها اتهمت روسيا الولايات المتحدة بـ"زعزعة استقرار العالم" من خلال إحداث توترات بشأن تايوان باعتبار أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لهذه الجزيرة تثير غضب بكين. وشرعت نانسي بيلوسي في جولة آسيوية شملت سنغافورة ضمن أول محطة لها أول أمس، حيث دعاها رئيس الوزراء لي هسين لونغ، للسعي إلى إقامة علاقات مستقرة مع بكين، قبل أن تجتمع أيضا مع الرئيسة حليمة يعقوب. ويتوجه مسؤولون أمريكيون بانتظام إلى تايوان تعبيرا عن دعمهم لها، لكن زيارة بيلوسي لها وزن في الحياة السياسية، غير مسبوقة منذ زيارة سلفها نيوت غينغريتش عام 1997.

وتنتهج الولايات المتحدة حيال تايوان سياسة خارجية تعرف باسم "الغموض الاستراتيجي" تقوم على الاعتراف بحكومة صينية واحدة وهي سلطات بكين، ولكنها لا تتوانى في تقديم دعم حاسم لتايبيه، مع الامتناع عن توضيح ما إذا ما كانت ستدافع عنها عسكريا في حال غزتها الصين لإعادتها إلى سيادتها. وسعت واشنطن إلى التخفيف من أهمية زيارة بيلوسي إلى تايوان، ودعت المسؤولين الصينيين إلى الهدوء. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، "لدينا اختلافات كثيرة بشأن تايوان، لكن خلال السنوات الـ40 الأخيرة، تمكنا من إدارة هذه الاختلافات وقمنا بذلك بطريقة حافظت على السلام والاستقرار".