اللاعب الدولي السابق لحبيب خرايفية لـ"المساء":

كرة اليد ضحية سياسة رياضية سابقة فاشلة

كرة اليد ضحية سياسة رياضية سابقة فاشلة
اللاعب الدولي السابق لحبيب خرايفية
  • القراءات: 409
 ع . اسماعيل ع . اسماعيل

الحديث عن ماضي كرة اليد الجزائرية، وعن وضعها الحالي يجرنا بالضرورة إلى الأخذ، برأي اللاعبين الذين صنعوا قوتها، وتحولوا بعد ذلك إلى شاهدين على تراجع هذه اللعبة الشعبية، ونخص بالذكر هنا اللاعب الدولي السابق لحبيب خرايفية، الذي تحدث لـ"المساء" بكل مرارة عما آلت إليه اليوم هذه الرياضة، قائلا إنها ضحية سياسة رياضة سابقة. وأوضح محدثنا: "كرة اليد الجزائرية عاشت فترة ذهبية بأتم معنى الكلمة في الثمانينات والتسعينات، على غرار كثير من الرياضات الجزائرية الأخرى.

سيطرنا قاريا على مستوى المنتخبات الوطنية، لدى فئة الأواسط والأكابر، ولدى الأندية أيضا، بفضل سياسة النخبة، التي كانت مطبقة آنذاك والتي عكست فعلا سياسة الدولة الرياضية في تلك المرحلة، كان كل شيء يسير على ما يرام، الأندية كانت مهيكلة إداريا وفنيا، ولا أحد يشتكي من قلة الإمكانيات، سواء ماديا أو غيرها، كل هذا يدل على أن الرياضي الجزائري قادر على تحقيق الإنجازات الكبرى لما تتوفر لديه وسائل العمل ويكون سعيدا من الناحية المادية، فعلا، تلك فترة ذهبية عاشتها كرة اليد الجزائرية، لكن خلال السنوات الماضية، وللأسف الشديد تراجع مستواها ووصل إلى حد كبير من الضعف، لم نكن نتوقعه نحن الرياضيون، الذين كنا ننشط أطوار المنافسة في تلك الفترة، صحيح أن البلد مر بفترة اقتصادية صعبة، وكان من الصعب عليه صرف أموال طائلة على الرياضة، وهذا ما يفسر في نظري قرار التخلي عن رياضة النخبة، التي كانت مطبقة آنذاك، لكن هذا العامل، لا يمكن أن يفسر لوحده الوضعية المزرية، التي وصلت إليها الرياضة الجزائرية، في كثير من فروعها".

ولم يخف خرايفية امتعاضه مما يحدث في أندية كرة اليد، قائلا إنها أصبحت غير قادرة على تسيير كل فئاتها، وأن مصاريفها المالية قليلة جدا لتسيير فئة الأكابر، وتابع "الأندية الحالية لكرة اليد لا يمكنها أن تقوم بعمل كبير في القاعدة، أي في مجال تدعيم التكوين، لأن مصدرها المالي الوحيد، أصبح يتمثل في الميزانية السنوية الضعيفة، التي تستلمها من البلديات، شأنها شأن باقي الرياضات الأخرى".

وعن سؤالنا حول تأهل الفريق الوطني لكرة اليد إلى مونديال بولندا - السويد 2023، رد محدثنا قائلا: "لا يمكن الاعتقاد أن هذا التأهل يعكس مستوى هذه الرياضة في الجزائر،  فهذا غير صحيح، ولا بد أن نعترف أن تشكيلة الناخب الوطني رابح غربي كانت بعيدة كل البعد، عن الوصول الى مونديال 2023 بسبب ضعف التحضيرات وقوة منافسيها في دورة مصر، لذلك، فإن اقتطاع تأشيرة مونديال، يعد في حد ذاته إنجاز غير منتظر أو معجزة إن صح التعبير، في المونديال سنلعب في الدور الأول، ضد منتخبين قويين وهما ألمانيا وصربيا و معهما المنتخب القطري، لا يمكن التحدث من الآن على حظوظنا في هذه المجموعة بقدر ما  نتمنى أن يستعد الفريق الوطني جيدا، لهذا الموعد المونديالي، الكرة الآن، في جانب اللجنة المديرة التي تسير كرة اليد الجزائرية ، حيث يتعين عليها الوقوف الى جانب الناخب الوطني ولاعبيه، لكي يتمكنوا من إنجاز تربصات كبيرة قبل خوض المونديال القادم".