الخليفة العام للطريقة التيجانية يستقبل من قبل الرئيس ماكي سال

مشرية لـ"المساء": هناك تواطؤ من المخزن مع الكيان الصهيوني لمحاولة التطبيع الديني

مشرية لـ"المساء": هناك تواطؤ من المخزن  مع الكيان الصهيوني لمحاولة التطبيع الديني
الخليفة العام للطريقة التيجانية، الجزائري الشيخ علي بلعرابي التيجاني- الرئيس السنغالي ماكي سال
  • القراءات: 763
مليكة. خ مليكة. خ

استقبل الخليفة العام للطريقة التيجانية، الجزائري الشيخ علي بلعرابي التيجاني، أول أمس، بداكار، من قبل الرئيس السنغالي ماكي سال، حاملا معه "رسالة سلام" وكذا "سعيا منه إلى تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين داكار والجزائر". وأوضح بيان لرئاسة جمهورية السنغال، أن الشيخ علي بلعرابي التيجاني، شرع يوم الخميس الماضي، في زيارة إلى السنغال بدعوة من الرئيس ماكي سال، في حين أشار بيان للطريقة التيجانية إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى "تمتين العلاقات الأخوية الثنائية وترقيتها بين الخليفة العام والزوايا التيجانية الكبرى الأخرى في العالم، وترسيخ مبادئ التشاور والتعاون التي ترتكز عليها الطريقة". وسيلتقي الخليفة العام للطريقة التيجانية، خلال زيارته بشيوخ وأتباع الزوايا التيجانية في السنغال.

وأوضح يوسف مشرية، رئيس منتدى جسور السلام الدولي في اتصال مع "المساء"، أن زيارة الشيخ علي بلعرابي التيجاني، إلى دكار تحمل أبعادا روحية إقليمية ودولية روحية، من منطلق أن الطريقة التيجانية لها امتداد إفريقي وإقليمي، فضلا عن أن منطقة الساحل وجنوب الصحراء التي تضم العديد من الدول انطلاقا من نهر السنغال مرورا بنهر النيجر ووصولا الى بحيرة التشاد، تعج بالجماعات الارهابية المتطرفة. وأشار مشرية، إلى أن المنطقة تعاني من عدم الاستقرار السياسي، على غرار ما يجري في مالي والنيجر وبوركينافاسو وغينيا كوناكري من محاولات انقلاب، مما يستدعي تفعيل الطرق الصوفية بما فيها الطريقة التيجانية، كون الإسلام انتشر في عموم إفريقيا عن طريق هذه الطرق الصوفية. وقال رئيس منتدى جسور السلام الدولي، أن هذه  الزيارة التي تستغرق أكثر من أسبوعين، تأتي في ظرف مناسب جدا، خصوصا  في ظل محاولة بعض الدوائر الاجنبية خلال الأشهر الاخيرة زرع الفتنة داخل الطريقة التيجانية، ليستطرد بالقول "يجب أن نسمي الأسماء بمسمياتها ولا أخفي سرا لأن اللعب أصبح مكشوفا، فهناك تواطؤ من الجارة المخزن للأسف الشديد مع الكيان الصهيوني لمحاولة التطبيع الديني والاقتراب من بعض الطرق الصوفية".

وأكد مشرية، أنه رغم كل هذه المحاولات إلا أن الطرق الصوفية لا يمكن أبدا أن تباع أو تشترى، كون المبادئ تبقى ثابتة بما فيها القضايا المصيرية كتقرير المصير وكذلك نشر سماحة الاسلام والقيم الاسلامية الرائعة. وتحدث الأمين العام لرابطة علماء وأئمة ودعاة الساحل السابق، عن انعقاد مؤتمر في كوت ديفوار منذ شهرين لجل مشايخ الطرق التيجانية حيث استثنوا الجزائر، مضيفا أنهم حاولوا من خلاله نشر رسائل بخصوص ما يسمى بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، مما يعد مخالفا للتعاليم التي أنشئت من أجلها الطريقة التيجانية وهي نشر سماحة الاسلام والدفاع عن القضايا العادلة ونشر المحبة والأخوة، وذلك في الوقت الذي مازالت فيه مستعمرات في افريقيا تعاني من الفقر ومختلف المظاهر الاجتماعية الصعبة. وأضاف أن هناك محاولة زرع الفتنة داخل الطريقة التيجانية عبر الدوائر التي يعول عليها المخزن لمحاولة شراء الذمم، غير أنه أشار إلى وجود بعد روحي أصيل في الطريقة يريد لملمة الشمل والتمسك بالمبادئ الاولى التي أسسها ابن العباس التيجاني، من أجل نشر الاسلام السمح.

وقال مشرية، في حديثه عن أسباب محاولة المخزن المغربي استغلال  الطريقة التيجانية، إن هذا الأخير  استغل وفاة مؤسس الطريقة التيجانية أبو عباس أحمد التيجاني في فاس بعد تعرضه لمضايقات من قبل الحاكم العثماني أنداك، حيث حاول الترويج لدعايته بأن أصول  الطريقة التيجانية مغربية، رغم أنها جزائرية محضة كونها انطلقت من عين ماضي حيث ينحدر أبو العباس أحمد التيجاني. واختتم المتحدث، أن الزيارة تندرج في سياق تعزيز أواصر العلاقة مع السنغال، التي تعد قوة ضاربة في  منطقة غرب إفريقيا كون 90 بالمائة  من مسلمي السنيغال من أتباع الطريقة التيجانية.