لمنع العائلات من شواء لحوم العيد بالأطلس البليدي

دوريات رقابية مكثفة لحماية الثروة الغابية من الحرائق

دوريات رقابية مكثفة لحماية الثروة الغابية من الحرائق
  • 628
رشيدة بلال رشيدة بلال

شدت بعض العائلات البليدية الرحال إلى أعالي جبال الأطلس البليدي، بعد عيد الأضحى المبارك كعادتها، للاستمتاع بشواء اللحوم بين أحضان الطبيعة، لتفاجأ بالتواجد المكثف لمصالح الغابات والدرك الوطني في الميدان، من أجل محاربة مثل هذه الظواهر، التي تحولت إلى تقليد في المجتمع البليدي بالنظر إلى المخاطر الكبيرة التي يتسبب فيها إشعال الحرائق بالغابات، وما يترتب عنه من إتلاف مساحات شاسعة منها.

زائر الحظيرة الوطنية بأعالي جبال الشريعة هذه الصائفة عقب إحياء عيد الأضحى المبارك، يقف على صرامة الإجراءات التي اتخذتها المصالح الولائية، ممثلة في محافظة الغابات وكذا مصالح الدرك الوطني، من خلال تكثيف الدوريات لمنع أي محاولة، من العائلات أو الشباب من زوار الغابة، لإشعال النار من أجل شواء اللحوم بين أحضان الطبيعة، بعد الحوادث التي سبق أن تسبب فيها إشعال النار وتركها مشتعلة، الأمر الذي خلف إتلاف عدد كبير من المساحات الغابية.

وفي المقابل، اتضح من خلال الحملات التحسيسية التي سبق أن أطلقت لمنع أي محاولة لإشعال النار بالغابات والتي حملت هذه السنة شعار "ما نخلوهاش تتحرق"، أن بعض العائلات تحلت بنوع من الوعي، حيث جلبت وجبة الغداء جاهزة من منزلها، تجنبا لإشعال النار، وهو ما جاء على لسان الحاجة "يمينة. ن«، التي أوضحت في معرض حديثها مع "المساء"، أنها تكفلت بعملية شواء اللحم في المنزل، وتحضير كل الطعام الذي يحتاج إلى الطبخ في البيت، وذلك بعد الحرائق التي اشتعلت السنة الماضية، وتسببت في إتلاف مساحات شاسعة، لذا قررت هذه السنة أن تكتفي بالتواجد في الغابة، والاستمتاع بمناظر أشجارها الشامخة، وهو ذات الانطباع الذي رصدناه على لسان بعض الشباب من الذين أكدوا أن عملية إشعال النار في الغابة، تحولت إلى فعل معاقب عليه، وبالتالي لا مجال مطلقا للتفكير في شواء اللحوم في  الطبيعة، مشيرين إلى أنهم استعانوا بأصحاب محلات الشواء النظامية في الحظيرة الوطنية، لمساعدتهم على تحضير وجباتهم، ومن ثمة يتم نقلها إلى أحضان الطبيعة لتناولها.

ومن جهتها، قالت مواطنة أخرى كانت رفقة أفراد عائلتها، إنها تعودت في كل سنة بعد العيد مباشرة، على التواجد في أعالي جبال الشريعة، من أجل تحضير وجبة الغداء والاستمتاع بالطبيعة، غير أن الإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها حرمتهم من هذه المتعة التي تسببت، حسبها، في إتلاف مساحات كبيرة، الأمر الذي اضطرها لتحضير وجبة الغداء في المنزل للمساهمة في حماية الغابة من الحرائق، لاسيما أن غابة الشريعة تعد من المناطق السياحية التي تميز ولاية البليدة عن غيرها، وبالتالي حمايتها هي مسؤولية الجميع.

وأكدت محافظة الغابات دليلة بناني في تصريح سابق لـ "المساء"، أن مصالحها شرعت بعد العيد مباشرة، في تكثيف الدوريات لمنع إشعال النار من طرف بعض العائلات، ومحاربة ظاهرة الشواء، خاصة أن بعض العائلات تتهاون في عملية إطفاء النار، مشيرة إلى أن مصالحها تعمل بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني، على محاربة كل محاولة لإشعال النار، إلى جانب العمل على نشر التوعية والتحسيس بين الزوار، وحثهم على تحضير  طعامهم في المنازل، والتقيد، أيضا، بقواعد الحفاظ على الغابة نظيفة بعد مغادرتها. من جهة أخرى، أكدت المتحدثة أن مصالحها تسعى أيضا من خلال الدوريات، إلى التذكير بالرقم الأخضر من أجل التبليغ على أي محاولة لإشعال النار، من أجل الحفاظ على الثروة الغابية، كون حماية الثروة الغابية مسؤولية مشتركة.