أكد رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، محمد يزيد حمبلي، أن نجاح التعاونيات الفلاحية مرهون بنقطتين هامتين تتعلقان بالتمويل وتوفير القروض البنكية وتسهيل الحصول على الأراضي الفلاحية، مشيرا إلى أنه بالرغم من أن القوانين الجديدة الضابطة لهذا النشاط تنص على تسهيلات كثيرة، إلا أن تجسيدها في الواقع يتطلب اهتماما ومتابعة جدية، كي يتمكن الفلاح من القيام بنشاطه على أكمل وجه.

ذكر السيد حمبلي في اتصال مع ”المساء” أن للتعاونيات الفلاحية دورا محوريا في ضبط الإنتاج، وضمان وفرته في السوق الوطنية ودعم الاقتصاد الوطني، ما يحتم تحفيزها ودعمها ماديا ومعنويا، مثلما تفعل الدول المتقدمة، التي تقدم تسهيلات مغرية للتعاونيات وتشجعها على العمل، ”منها مثلا فرنسا التي تسجل مليون تعاونية تضمن الأمن الغذائي وتصدر منتوجاتها للخارج”.

وقال مسؤول الغرفة الوطنية للفلاحة، إن ما يقدم اليوم للفلاحين من دعم بنكي غير كاف ولا يفي بالغرض المطلوب، في إشارة إلى قرضي ”الرفيق” و"التحدي”، اللذين يعدان موسميين ولا يغطيان احتياجات الفلاحين في مختلف الشعب، باعتبارهما حكرا على الحبوب الموسمية، وهو الانشغال الذي ما فتئ الفلاحون يطرحونه، مطالبين بتوسيع دائرة التمويل، وإقحام مصارف أخرى للإسهام في دفع نشاط الفلاحة وتوفير الإنتاج.  وأوصى رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، مسؤولي التعاونيات الفلاحية الذين حضروا اليوم الدراسي بمناسبة إحياء اليوم الدولي للتعاونيات تحت شعار ”التعاونيات تبني عالم أفضل”، بضرورة التشبث بخدمة الأرض وتحمل الصعاب الموجودة والتطلع لمستقبل أفضل يبنى بتظافر الجهود وإثبات الوجود، بما يوفره أهل القطاع من إنتاج. للإشارة، فقد أحيت الغرفة الوطنية للفلاحة، أول أمس، بالتنسيق مع ”برنامج دعم القطاع الفلاحي في الجزائر”، التابع للاتحاد الأوروبي، الذكرى 100 لليوم الدولي للتعاونيات الفلاحية، في لقاء نظم بمقر الغرفة بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، حضره إلى جانب رئيس الغرفة محمد يزيد حمبلي، كل من مدير ضبط وتنمية الإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، علي زوبار، الأمين العام للغرفة الوطنية ميسوم ساعد، المدير العام للمعهد الوطني للبحث الزراعي علي فراح، ومسؤول برنامج الدعم الفلاحي بالجزائر ريفاس أوليفيي وإطارات الغرفة الوطنية، ممثلين عن تعاونيات فلاحية، فلاحين من عدة ولايات، وإطارات من القطاع.

وبالمناسبة تطرق المشاركون القيم والمبادئ الدولية للتعاونيات واستمعوا لمداخلات حول الإجراءات القانونية الجزائرية الجديدة المنظمة للتعاونيات الفلاحية، كما تم عرض نماذج ناجحة من التعاونيات الفلاحية، منها تعاونية المربين بسطيف، التعاونية متعددة الخدمات ببسكرة، تعاونية ” نوبالتك ” بسوق أهراس تعاونية الزيتون ومشتقاته صومام ببجاية، تعاونية الزيوت التقليدية لمنطقة القبائل وغيرها.