"على خطى أبطال معركة الجزائر" بالمتحف البحري

عرض مدفعين يرويان مجد الأساطيل

عرض مدفعين يرويان مجد الأساطيل
  • القراءات: 454
مريم. ن مريم. ن

نظّم المتحف العمومي الوطني البحري، أول أمس، بالتنسيق مع جمعية "أسعى للخير" و"بير جباح" لقاء بعنوان "على خطى أبطال معركة الجزائر"، وذلك احتفالا بذكرى ستينية استرجاع السيادة الوطنية، كما كانت المناسبة فرصة لعرض مدفعين يعود تاريخهما للعهد العثماني، سيتمكّن الجمهور، لأوّل مرة، من مشاهدتهما والاطلاع على تاريخهما كلّ يوم ثلاثاء بمقر المتحف.

شهدت الفعالية حضورا كثيفا تقدّمه المجاهدون وممثلو الجمعيات والأحياء وبعض الباحثين وغيرهم، ممن ثمّنوا اللقاء واعتبروه احياء للذاكرة الثورية، وبعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية ألقتها مديرة المتحف الدكتورة آمال مقراني وقفت فيها عند بعض المحطات التاريخية التي مرت على الجزائر منذ دخول الاستعمار وحتى استرجاع السيادة الوطنية، عُرض فيلم "معركة الجزائر".

انطلقت بعدها التكريمات التي خصّت المجاهدين وأبناء الشهداء وكان منهم عبد الرحمن ياسف أخ الشهيد عمر الصغير، وكذا المجاهدون ولد مزيان وبن عيسى محمد ومحمد الحاج سعيد (عمي الياس) ومحمد بوطمين نجل الشهيد بوطمين وأفراد من عائلات الشهداء منها عائلة طالب عبد الرحمن وعائلة وريدة مداد وكرم ت أيضا الجمعيات.

كما دُشّن، بالمناسبة، فضاء عرض مدفعين لأوّل مرة بالمتحف يعودان للعهد العثماني، وبالمناسبة صرحت السيدة ليديا آيت علي أثرية مكلفة بالحفظ ورئيسة مصلحة الاتصال بالمتحف لـ"المساء" أنّ أحد المدفعين عثر عليه خلال أشغال تهيئة مسجد ببوزريعة سنة 2013، وهو دليل على وجود حصن بأعالي العاصمة، أما المدفع الثاني فعثرت عليه القوات البحرية وسلمته للمتحف، وغالبا ما تكون هذه المدافع مغروسة في الأرض كنوع من الإهانة التي مارستها قوات الاحتلال عند دخولها الجزائر في 1830، وأضافت المتحدثة أنّ المدفعين الموضوعين على حوامل خشبية ملائمة للحفظ والتثمين، يعرضان للجمهور كلّ يوم ثلاثاء من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء، مع عرض صور وتوضيحات وبيانات مفصّلة عنهما.

أما مصطفى علّالي رئيس قسم الجرد والحفظ والترميم بالمتحف، فأشار خلال حديثه لـ"المساء" إلى أنّ عرض المدفعين يندرج ضمن برنامج المتحف لتثمين وإعادة الاعتبار لعناصر التراث البحري الوطني بما في ذلك الأسلحة، علما أنّ القطعتين خضعتا للجرد والتوثيق وأدخلتا لمقتنيات المجموعة المتحفية التي هي في طور الجمع والإثراء والمعزّزة بالهبات التي لا زالت تصل، كما أنّ القطعتين ما زالتا في مرحلة التنظيف والحفظ وهما يجسذدان رمزا من رموز البحرية في زمن مجدها وسيطرتها على المتوسط وهما مدفعا حصون، علما أنّ هناك مدافع السفن التي تكون أقل حجما وهناك مدافع الميدان.

وتحدث إسلام تافر سوان ممثل المكتب البلدي للقصبة السفلى التابع لجمعية "أسعى للخير" عن برنامج هذه التظاهرة التي شملت زيارة لمعالم القصبة الثورية منها سجن سركاجي وبير جباح ومتحف علي لابوانت وأماكن أخرى شهدت أحداث معركة الجزائر، علما أنه تم وضع اكليل ورد في مكان استشهاد دبيح الشريف مع تقديم شروح مفصلة للأستاذ المختص عثمان بوراس.