مثقفون يحتفون برواية "الروشي" لمحمد كمون بالمسرح الوطني

حينما ينقل الخيال أحداثا واقعية بدقة واتقان

حينما ينقل الخيال أحداثا واقعية بدقة واتقان
  • القراءات: 542
لطيفة داريب لطيفة داريب

في بادرة حميدة، احتفت جمعية "الكلمة للثقافة والإعلام"، أوّل أمس بنادي "امحمد بن قطاف" للمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، بالإصدار الأوّل للكاتب الشاب محمد كمون الموسوم بـ"الروشي" الذي رأى النور مؤخّرا عن دار النشر"الأمة".

بهذه المناسبة، قال أحمد بوشيخي رئيس جمعية الكلمة للثقافة والاعلام إنّ الاحتفاء برواية "الروشي" يمثّل أوّل نشاط للمكتب التنفيذي الجديد للجمعية. وقد تقرّر تنظيمه بالتعاون مع "نادي إيكوزيوم" للإبداع وبالتنسيق مع المسرح الوطني الجزائري، وأضاف أنّ اختيار "الروشي" يعود إلى قدرة صاحبها في تناول واقع سوسيو ثقافي وأنثربولوجي لأحداث المجتمع بشكل دقيق ومتقن.

أما عبد العالي مزغيش الرئيس الأسبق للجمعية، فقد تطرّق إلى أحداث رواية "الروشي" التي حكى فيها محمد عن عوالم لها صلة بزمننا القريب جدا، حيث يعيش بطلها رمضان أحداثا سياسية خصوصا مرحلتي الإرهاب ثم الحراك الشعبي وكذا عن فترة العصابة التي نهبت خيرات البلاد.

رمضان الذي كان من بين القوات الخاصة تحصّل على تقاعد مبكر، وأصبح يلوم نفسه لأنّه عاش في وقت مات فيه أصدقاؤه الذين حمل جثثهم بيديه العاريتين، ليتساءل هل له الحق في العيش؟ لم كلّ العذاب الذي ينخر روحه بعد فقدان أعزّ الأصدقاء في مثل هذه الظروف العصيبة؟ هل الحبيبة حياة من ستعيد له الحياة؟.

بعدها، قرأت شابات مقاطع من رواية "الروشي" حتى يتغلغل الحضور في أحداثها وتفتح لهم الشهية في معرفة المزيد عنها، من خلال اقتنائها ومن ثم التمتّع بكلّ تفاصيلها، ليأتي دور الكاتب عبد العزيز غرمول ليتحدّث عن هذه الرواية التي راقت له منذ أن قرأ صفحاتها الأولى.

غرمول الذي أكّد للحضور أنّه قارئ انتقائي وجد نفسه يقرأ رواية "الروشي" من دون توقّف أو ملل، خاصة وأنّ هذا العمل تناول فيه صاحبه أحداثا عاشها غرمول وكانت بتفاصيل خاصة به، مضيفا أنّه لامس في الرواية شخوصا وكأنّه يعرفها في الواقع. وأشار إلى اصطدامه بالعديد من الروايات التي تميل إلى الذاتية المفرطة إلاّ أنّه لم يجد في "الروشي" هذا الخلل، فلم يقدّم محمد اعترافات شخصية في روايته بل نقل أحداثا وقعت لآخرين. كما أسس بنية روائية يشعر فيها القارئ أنّه أمام واقع يتحرّك أمامه، ما يدلّ على احترافية الكاتب.

وتابع أنّه تعرّف على مكان وزمان أحداث "الروشي"، إضافة إلى أنّ أسلوبها من نوع السهل الممتنع، لينتقل إلى نقطة أخرى تتمثّل في ندرة الكتابات النقدية حول النصوص الإبداعية وطغيان النقد التنظيري، وهو ما ندّد به المتحدّث، ليضيف أنّه يحبّ استقطاب القرّاء لقراءة الكتب التي يجدها مهمة بما يعرف بـ"القراءة العاشقة" للكتب.

وتطرّق غرمول أيضا إلى مناطق قوّة الرواية، فقال إنّها عبارة عن نص متكامل، يحمل من قوّة الوصف الكثير لقلم موهوب استطاع أن يكتب رواية شعبية بأسلوب سلس تناول فيها أحداثا واقعية.

من جهته، تحدّث مدير دار النشر "الأمة"، حسان بن نعمان عن ظروف نشر هذه الرواية، فقال إنّه تلقى اتصالا من الصحفي فيصل شيباني يطلب منه نشر رواية صديقه محمد كمون، فرفض في البداية لأنّه كان في أعزّ التحضيرات للمشاركة في الصالون الدولي للكتاب، ومن ثم قبل بعد أن أكّد له شيباني جودة هذه الرواية فنشرها رغم انه لم يطالعها لتحقّق اقبالا قياسيا للقراء في الطبعة الأخيرة للصالون الدولي للكتاب.

أما صاحب العمل، محمد كمون، فقد تحدّث عن تجربته الأولى من نوعها والمتمثّلة في كتابة رواية وشكر مشجّعيه في تحقيق هذا الحلم ومن بينهم صورية قوسم من نادي ايكوزيوم وشكر أيضا من لم يؤمنوا به، في انتظار صدور الجزء الثاني من رواية "الروشي".