الندوة السنوية للراحل الشيخ محفوظ نحناح
النخب السياسية توصي بتقوية الجبهة الداخلية

- 368

❊ مقري: مبادرة لم الشمل تخدم الصالح العام في ظرف استعجالي
أوصى المشاركون في الندوة السنوية للراحل الشيخ محفوظ نحناح، الموسومة بـ«النخب السياسية في الوطن العربي.. الحالة الراهنة والآفاق المستقبلية”، بضرورة تقوية الجبهة الداخلية ورص الصفوف، من خلال الترفع عن الحساسيات الإيديولوجية والحزبية الضيقة، لحماية الوطن وتحصينه ضد كل أشكال التهديدات، مؤكدين أهمية الالتفاف حول مبادرة لم الشمل وتعزيز الشراكة الداخلية من أجل الصالح العام الوطني، التي أطلقها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. كما شددوا على أهمية منح النخب السياسية وممثلي المجتمع المدني، دورا لتحقيق هذا الرهان الاستراتيجي.
شدد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في كلمته أمام ضيوف الندوة، الممثلين لـ7 أحزاب وطنية وكذا ممثلي نقابات وجمعيات ونشطاء المجتمع المدني، على ضرورة تمكين النخب وتوفير البيئة المناسبة لها، حتى تساهم في التنمية الوطنية الشاملة وتحقيق الاستقرار، بعيدا عن كل أشكال الصراعات الجهوية وأساليب الهيمنة والخوف من الآخر التي تقصي الكفاءات وتهمشها.
وخلال هذه الندوة، المنظمة بالعاصمة، في إطار إحياء الذكرى الـ60 للاستقلال والذكرى الـ30 لتأسيس الحركة وتخليدا للذكرى الـ19 لوفاة الشيخ محفوظ نحناح، ذكر مقري بالجهود التي قامت بها الحركة للم الشمل وتكريس ثقافة الحوار، على غرار ندوة الحوار الوطني المنعقدة بعين البنيان سنة 2019، والتي قال بأن ”نفس القناعة التي كانت لدى الحركة حينها، جعلت الحركة تشارك اليوم في ندوات لم الشمل التي دعا إليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون”.
وأبرز مقري أهمية اللجوء إلى لم الشمل في الحالات الاستعجالية، وفي سياق تطورات دولية وتهديدات، جعلت الحركة ترحب بمبادرة الرئيس تبون وتستعد لدعمها، بسبب قناعتها في جديتها وشمول رؤيتها بما يجعلها فرصة حقيقية للشراكة والتعاون وخدمة الصالح العام. وسجل بالمناسبة رؤية الحزب في حل المشاكل الاجتماعية وتحقيق التنمية، من خلال نشاط المؤسسات الاقتصادية ودعم الكفاءة والفاعلية، التي تمثل، حسبه، الشرط الأساسي للثروة والازدهار والقوة والسيادة، وفق شروط وبيئة النجاح ”التي تمثلها الرباعية التي لم نتوقف عن شرحها والمتعلقة بالحكم الصالح والاستقرار والوقت وتمويل مشاريع التنمية”. كما تداول ممثلو النقابات المنصة، حيث أكدوا أهمية الاستلهام من قيم ومبادئ المرحوم الشيخ محفوظ نحناح، في ”إعلاء المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الحزبية ومكاسب الخاصة، وتقدير التضحية لحماية الجزائر وصونها”. وفي هذا السياق، أكد كل من الياس مرابط رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية ومسعود بوديبة الناطق باسم نقابة التربية ”كنابست” وصادق دزيري، رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية، وتمكين النخب السياسية من لعب دورها الكامل لتحقيق التناسق المجتمعي.
من جانبه، شدد عبد المجيد ميرة ممثل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، على ضرورة إعادة الاعتبار للنخب السياسية من نقابات ومجتمع المدني لتلعب دورها في حماية الجزائر. كما أبرز نقيب الأئمة جلول حجيمي، أهمية الوفاء للوطن والاستلهام من القيم الوطنية التي نشرها الشيخ محفوظ نحناح من أجل استقرار الجزائر. أما رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، فأشاد بالفكر الذي نشره الراحل محفوظ نحناح. كما أجمعت الأحزاب المشاركة في الندوة، على لعب أدوار الكاملة لحماية الجزائر وقيام النخب بدورها في التنمية الشاملة.