يصر على تنظيمها بعض الشباب بتلمسان ووهران

حفلات توديع العزوبية... عادة دخيلة لا معنى لها

حفلات توديع العزوبية... عادة دخيلة لا معنى لها
  • القراءات: 829
 نور الهدى بوطيبة  نور الهدى بوطيبة

انتشر خلال السنوات الأخيرة في بعض ولايات غرب البلاد، على غرار تلمسان ووهران وسيدي بلعباس، تقليد جديد تبنّاه شباب المنطقة قبيل مراسم الزفاف، وهي حفلات توديع العزوبية، التي يُعد الهدف منها منح الطرفين فرصة أخيرة للاستمتاع بالحرية قبل الارتباط والالتزام الكلي ودخول عالم "المتزوجين". ويُعد هذا التقليد الأجنبي دخيلا عن المجتمع الجزائري، لكن رحّب به بعض الشباب، لا سيما الرجال بشكل يفوق ما يمكن توقّعه من مجتمع لا يؤمن إلا بعادات وتقاليد أجداده، لتضاف إليها، اليوم، لمسة من الحداثة، مليئة بحماس صاخب جدا في كثير من الأحيان.

هي الحفلات التي ما ننفكّ نشاهدها في الأفلام؛ حيث يقوم العروسان بتصرفات قد لا يوافق الطرف الآخر عليها، وغالبا ما تتضمن الخروج رفقة الأصدقاء وتمضية ليلة كاملة بدون أي اتصال بين الزوجين المستقبليين، لتكون ليلة أخيرة في صفة "عازب".

ولقد بدأت حفلات توديع العزوبية حول العالم، تتحول إلى ما يشبه العادة، لتضيف أعباء مادية إضافية للمجتمعات الأمريكية والأوروبية، وفي الواقع ووفق معدل انتشارها، فمن المتوقع أن تتحول خلال السنوات القادمة، إلى ما يشبه التقليد المتّبع في جميع الدول، إلى درجة وجدت، اليوم، مكانتها وسط الكثير من الدول العربية، لا سيما الجزائر، التي بدأت تلتمس ذلك من شباب غرب الجزائر، ليحاول شباب في كثير من العائلات المحافظة، كسر بعض التقاليد، وإدخال عادات جديدة.

هذا النوع من الحفلات قديم جدا، ويعود بعضها إلى إسبرطة؛ أي إلى نحو 650 سنة قبل الميلاد؛ حيث كان الجنود يجتمعون لتناول العشاء للاحتفال بصديقهم الذي سيتزوج. أما في عصرنا الحالي، فصار مثل هذه المناسبات، ينظمها أصدقاء العروس، وأهله من سنّه، كمفاجأة تقام قبل فترة قصيرة من حفل الزفاف في مطعم، أو صالة، أو في المنزل، أو حتى في الهواء الطلق، في أحضان الطبيعة، أو على شواطئ البحر.

أما نوعية الاحتفالات فتختلف من شخص لآخر، فقد تكون هادئة، أو قد تكون صاخبة، مبدؤها الاحتفال بالعروس قبل دخوله القفص الذهبي.

وفي الجزائر وبالأخص في مدينتي وهران وتلمسان، بات الشباب يحرصون حرصا شديدا على هذه العادة المتناقَلة من مواقع التواصل الاجتماعي، أساسا الاحتفال مع الصديق لساعات متأخرة من الليل، والحديث عن مختلف المواضيع، وتكون حظرا عن الجنس الآخر. ويحرص عليها غرب البلاد خاصة الرجال، الذين لديهم فرصة الالتقاء ليلا والذهاب أينما شاءوا.

وحول هذا الموضوع حدثتنا إناس، مقبلة على الزواج خلال شهر جويلية الداخل، قائلة إن "توديع العزوبية هو تقليد دخيل عن المجتمع الجزائري، لكنه بدأ ينتشر وسط جيل اليوم، إلى درجة بات البعض يخصص له ميزانية محددة، عادة يتكفل بها أصدقاء العروس كهدية له". وعلى عكس الدول الأوروبية، تضيف إناس، "تتلخص السهرة في عشاء أو عزيمة شواء، تليها سهرة بالألعاب الإلكترونية أو ألعاب الورق، والتدخين، والشيشة. ويلجأ آخرون أكثر صخبا، إلى تدخين بعض المخدرات، أو شرب الكحوليات، وعادة ما يكون ذلك عند النزول إلى الشواطئ كأفعال نزوية فقط، لا يجعلها هؤلاء عادة، وإنما فرصة للخروج عن المألوف في ليلة مميزة رفقة الأصدقاء".

ومن جهتها، تقول خيرة منظمة أعراس بولاية وهران: "في عاداتنا العربية هناك ما يشبه حفلات توديع العزوبية، وإنما بشكل مختلف، فليلة الحنّاء وغيرها من العادات حين تجتمع النساء للاحتفال بأحد العروسين، هي مشابهة، بشكل أو بآخر، لحفلة توديع العزوبية"، مشيرة إلى أن "المجتمعات العربية تمهّد للأعراس باحتفالات ثانوية، وعليه فالتشابه موجود، لكن من ناحية المفهوم العام. أما الاختلاف فهو في كل التفاصيل الأخرى، فالاحتفاء بالعروسين وفق عاداتنا، يتم وفق قواعد أكثر صرامة؛ بأشواط تحددها العادات والتقاليد، والعرف، والدين خاصة"، تؤكد المتحدثة.