الكاتبة سمراء داحي لـ "المساء":

فلسطين قضيتي وأدعو الشباب إلى تحقيق أحلامهم

فلسطين قضيتي وأدعو الشباب إلى تحقيق أحلامهم
  • القراءات: 603
حاورتها: لطيفة داريب حاورتها: لطيفة داريب

تهتم الكاتبة الشابة سمراء داحي بقضية فلسطين بشكل واسع وعميق. وفي هذا صدرت لها رواية "كي لا ننسى – أبعد من الاحتلال –". كما أنجزت بحثين معتمدين حول نفس الموضوع، إضافة إلى حصولها على درع الأقصى في مسابقة المبدعين الشباب ببلدية مزلوڨ (ولاية سطيف). وتُوجت بشهادة تدريب مدربين، وعضو في الأكاديمية الدولية للتدريب والتنمية البشرية.. "المساء" اتصلت بالمبدعة، وأجرت معها هذا الحوار.

من هي الكاتبة سمراء داحي؟

أولا، تحية طيبة، عطرها دم شهيد على عود ياسمين.. تحية لو أُرسلت للسماء لأنزلت لنا أسماء شهداء غزة، ولو غُرست بالأرض لرسمت لنا اسم فلسطين. سمراء داحي "رحيل" خريجة جامعة سطيف، كلية الإعلام والاتصال. متحدثة تحفيزية ومدربة مدربين. أما عن روح الكاتبة بي، فقد أخذت على عاتقها التفرد بالقضية الفلسطينية؛ سواء في نصوصها المسرحية التي تتم تأديتها في أغلب المناسبات، بثانويتي، التي أسست بها ناديا أدبيا لايزال ينشط على اختلاف الأجيال التي تمر عليه، أو حتى في نصوصي العادية التي أشارك بها في المناسبات أو المسابقات. وقد توجت هذا التفرد برواية "كي لا ننسى - أبعد من الاحتلال".

بدأت مسيرتي هذه منذ سن الثانية عشرة في الشعر الشعبي، لكن ظهور اسمي تحت نور الشمس كموهبة صاعدة، بقي خلف سحب الانتظار رهن الظروف؛ كوني أنحدر من عائلة ميسورة الحال. ويوما عن يوم، وسنة عن سنة، كبُر الحلم، وصغُرت الظروف أمامه، ولله الحمد والمنة. بالإضافة إلى كوني إعلامية، شققت طريقي مع صحيفة "الجنوب الكبير"، كمشرفة على الجانب الثقافي، ومكلفة بإجراء الحوارات مع الشخصيات الفاعلة بالجنوب.

حدثينا عن روايتك "كي لا ننسى".

روايتي التي جاءت تحت عنوان " كي لا ننسى _  أبعد من الاحتلال _"كتبتها دما لا حبرا. بدأت أحداثها مع بداية إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتنتهي مع قصف غزة تزامنا مع أحداث ضم حي الشيخ جراح. تحدثت فيها عن "كيف بيعت القدس؟ أي الأيادي العربية التي مرت من خلالها صفعة القرن؟ عن المطبّعين والخائنين، وهذا ما أقصد به "أبعد من الإحتلال". تحدثت فيها عن وجع الفلسطيني، عن وجع غزة، عن وجع كل عربي شريف لم ينس وطني.

شخصياتها "فلسطين، عربي، الخطاب، ثائر .." ليست بأسماء خيالية، بل هي الواقع بين الثائر الوفي، والعربي الخائن، وفلسطين الباقية. كما تبث الكثير من الأحداث التاريخية الحقيقية بأسلوب أدبي سلس ومشوق. تبنتها دار "ساجد" للنشر والتوزيع، والتي أشكر طاقمها على وقفته الشجاعة إلى جانبي بعد أن تم مطالبتي بحذف بعض أسماء الرؤساء من قبل بعض مديري دور نشر أخرى، تخوفوا من فكرتها الثورية.

هل من تفاصيل عن فوزك بدرع الأقصى في مسابقة المبدعين؟

فوزي بدرع الأقصى في مسابقة المبدعين كان نتاجا عن مشاركتي بقصة قصيرة، حاولت توظيفها في روايتي هذه تحت عنوان "خلية إرهابية". تحكي كيف يتم تحويل المقاوم الفلسطيني إلى إرهابي، والقاتل الصهيوني إلى مشرف على مشروع السلام.

ماذا عن بحثيك اللذين قمت بهما حول فلسطين؟

في الحقيقة، أنا صاحبة بحثين معتمدين في الشرق الأوسط من حيث المنهجية والمضمون، أحدهما بعنوان "قرار تحويل القدس عاصمة للكيان الصهيوني في الصحافة العربية"، وهو، في الواقع، موضوع مذكرة تخرجي "ماستر اتصال وعلاقات عامة"، والثاني بعنوان "فلسطين بين التهويد والتطبيع".

وكي لا أُضخم ذاتي للقارئ، فالبحث الثاني هو جزء نظري من البحث الأول، لكنني شاركت به متفردا، لأنه موضوع كتابي الثاني الذي أحضّره. وقد تم تداوله في عدة مجلات علمية محكمة، وقد تفرّد بحثي الثاني، بأحسن بحث في مجلة "ابن خلدون" العربية.

وعن الشهادة التي نلتها بمناسبة إحياء يوم الأقصى العالمي؟

نعم، كانت بمثابة وسام شرفي أعتز وأفتخر به، إذ اقترحت برنامجي على دار شباب "مولود قاسم نايت بلقاسم"، وقد استقبلوه بصدر رحب.. أجرينا فيه قراءات شعرية لمواهب المنطقة، وتجسيدا لمسرحيتي "موجوع يا وطن" في العديد من المؤسسات التربوية.

تهتمين كثيرا بفلسطين، لماذا تحديدا هذا البلد؟

أحب أن أُشير في هذا السياق، إلى أنني قبل إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، كنت بصدد طباعة عمل آخر يحتوي خواطر متنوعة، لكنني تخليت عنه حين طغت الروح الثائرة بي على روح الكاتبة التي تريد أن ترى شمس اسمها تسطع. وتوجهت إلى كتابة روايتي هذه.

فلسطين بالنسبة لي، هي دمعة رأيتها في عين أبي لأول مرة في كل انتفاضة وفي كل محرقة، حتى تضخم بي وجعها إلى درجة شعوري أنني أحملها في أحشاء قلمي، طفلا أرفض إجهاضه.

فلسطين في الواقع ليست بأرض محتلة وفقط، بل هي أمي المغتصبة؛ فهل تُراي اسلم واُسالم؟؟!!.أكتب أحيانا رسائل غزل، لكنها تبقى بلا معنى، وفلسطين هناك، وأنا هنا. لِم فلسطين؟؟ لأنها شرف العربي عدا ذاك الذي لا شرف له.

ما فحوى الدورات التدريبية التي نشطتها؟

أكثر دورة أحبها وأنجح فيها على المسرح بجدارة، هي دورة "الإعلام" التي قدمتها في عدة مراكز ونواد بسطيف. وعلى موعد مع تكرارها في ولاية إيليزي، إضافة إلى دورة فنيات الكتابة الإبداعية، كمحاولة مني لمساندة المواهب الشابة، وتوجيهها.

حدثينا عن حملة "كن إيجابيا" التي نظمتها؟

بدأت حملتي هذه بولاية سطيف، وبالتحديد بلديتي مزلوق بالتعاون مع العديد من الجمعيات. فحواها نشر الإيجابية أينما حللنا، وتقليص دائرة السلوكات السلبية التي باتت تأخذ من حياتنا الكثير. وتركز على الجانب الفني الذي يمكننا أن نستخرجه من كل ممارسة سلبية كشعار "لا تكتب على الجدار، وإن كنت لا بد فاعلا، فلتحوّله إلى لوحة". عمدنا إلى جمع المواهب الفنانة، وحوّلنا الكتابات المسيئة إلى جداريات فنية. عمدت إلى اقتراحها لجمعيتين هنا بولاية إيليزي، حيث أُقيم حاليا. وبالمناسبة، أشكر السيد مدير دار الشباب يعيش جلال، على دعمه لكل ما هو إبداعي، بصدر رحب .

كلمة ختامية؟

إلى أستاذ فنيات التحرير في الكتابة الصحفية لحسن رزاڨ بجامعة سطيف الذي كان يردد علينا دائما: "أنا لا أريد أن أُنتج طالبا بشهادة، بل أريد أن أنتج طالبا يكتب اسمه في القضية العادلة "لقد فعلتها يا أبي.. لقد أطلقت رصاصتي الأولى من أجل فلسطين.. إلى كل المواهب الصاعدة"، لا تدعوا الظروف تدفنكم.. نصيحة من موهبة، انتظرت أكثر من عشر سنوات لترى النور أخيرا"..