رئيس الجمهورية يواصل لقاءات لمّ الشمل واليد الممدودة

الجزائر الجديدة تستحقّ الاتفاق والتوافق

الجزائر الجديدة تستحقّ الاتفاق والتوافق
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون
  • القراءات: 1218
 م. خ م. خ

❊ الرئيس تبون يكرّس سابقة في التعاطي مع الطبقة السياسية

❊ إجماع على صدق النوايا وضرورة دعم وإنجاح مشروع الرئيس

❊ تأكيد على تقوية الجبهة الداخلية وتبني التحاور والتشاور

❊ قادة الأحزاب والمنظمات يقرّون بجدوى هذه المشاورات  

❊ استقبالات جديدة منتظرة في انتظار اللقاء الشامل للأحزاب

تتوالى اللقاءات السياسية لرئيس الجمهورية  السيد عبد المجيد تبون مع قادة الأحزاب في إطار مبادرة "لمّ الشمل واليد الممدودة"، التي أطلقها بمناسبة الاحتفال بالذكرى 60 لعيد الاستقلال، حيث تتعلق برصّ الجبهة الداخلية للتصدي للتحديات الخارجية التي تجابه البلاد، في الوقت الذي أجمعت فيه كافة التشكيلات السياسية، على النية الصادقة لرئيس الجمهورية في التغيير وإنجاح الإصلاحات وبناء جزائر جديدة بسواعد الجميع من دون إقصاء.

ويحرص رئيس الجمهورية على إشراك كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية، في سياق تكريس ثقافة الحوار في الورشات التي ما فتئ يفتحها منذ توليه رئاسة البلاد طوال العامين الماضيين، بدءا من تعديل الدستور مرورا بقانون الانتخابات ووصولا إلى تنظيم انتخابات نيابية وبلدية مسبقة، من أجل وضع قطيعة مع ممارسات العهد البائد وعقلية "الشكارة" والفساد، وبناء عهد مؤسساتي جديد على أسس مبنية على التوافق والثقة والشفافية.

ويرى متتبعون أن الرئيس تبون يتطلع لأن يضفي على هذا العهد المؤسساتي بُعدا أوسع من النقاش والحوار الجامع والأخذ بالمقترحات المطروحة، قصد إثراء المبادرة التي أطلقها في سياق تكريس الديمقراطية التشاركية. وتعد هذه اللقاءات السياسية، الثالثة من نوعها التي يجريها رئيس الجمهورية منذ انتخابه رئيسا للبلاد نهاية 2019، لكنها تأتي هذه المرة في ظروف سياسية مغايرة.

فقد كان رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة ورئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي، أول من استقبلهما الرئيس تبون بعد إعلانه عن المبادرة في ثاني يوم من عيد الفطر المبارك، لتليها سلسلة من اللقاءات على مراحل مع رئيس حزب جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز، رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني، الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، رئيسة حزب تجمّع أمل الجزائر فاطمة الزهراء زرواطي، رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش، الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لعباطشة، رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني عبد الرحمان حمزاوي والوزير الأسبق والناشط عبد العزيز رحابي.

لقاءات ومشاورات تصنع الفارق مع العهد البائد

ثمّن ضيوف "المرادية" مبادرة الرئيس تبون الذي استمع لجميع انشغالاتهم ومقترحاتهم، مؤكدين أنهم تطرّقوا معه إلى العديد من الملفات الوطنية والقضايا الدولية، أهمها الجبهة الاجتماعية والقدرة الشرائية للمواطنين والدعم الاجتماعي وتعزيز الحوار بين مختلف الفواعل الوطنية، وكذا النتائج الإيجابية للإصلاحات الاقتصادية، ومن بينها قانون الاستثمار الجديد. ولمس المشاركون في هذه اللقاءات، وجود نية صادقة لدى رئيس الجمهورية لفتح بعض الورشات الاقتصادية، مع وبلورة إجماع وطني حول السياسة الداخلية والسياسة الخارجية وسياسة الدفاع الوطني. ولم يتردد رئيس الجمهورية في الكشف عن تفاصيل مبادرته خلال زيارته إلى تركيا، حيث أعلن على هامش لقائه بأفراد من الجالية الجزائرية في أنقرة عن عقد "لقاء شامل للأحزاب" حول المبادرة الرئاسية التي وصفها بـ"الضرورية "من أجل "تكوين جبهة داخلية متماسكة".

وأوضح الرئيس تبون أن عقد "اللقاءات الفردية التي أجراها مع قادة الأحزاب سمحت بمناقشة وتقييم عدّة قضايا خاصة في العلاقة بالجبهة الداخلية في ظل التحديات التي تحيط بالبلاد. ويرى مراقبون، أن رئيس الجمهورية يتطلع لوضع قادة الأحزاب السياسية في صورة خيار سياسي يعطي الأولوية للمجهود الاقتصادي، بحيث يتجاوز النقاش حول القضايا السياسية، خاصة مع وجود أريحية مالية تتيح للبلاد تنفيذ خطة إصلاح اقتصادي وتحسين البنية التحتية في عدة قطاعات كالصناعة والزراعة والسياحة. وإذ لا يفصلنا سوى 27 يوما عن الاحتفال بستينية عيد الاستقلال، فإن ملاحظين يرجّحون مواصلة الرئيس تبون في استكمال اللقاءات مع قيادات فردية وشخصيات وطنية وأحزاب أخرى، من أجل إشراكها في كافة المساعي المنصبة على خدمة مشروع الجزائر الجديدة.