أكدت جبهة البوليزاريو أن موقف ألمانيا الأخير من الوضع القانوني للصحراء الغربية باعتبارها إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي، رد واضح وصريح يفضح "الحملة التضليلية" للدعاية المخزنية المغرضة. ثمّن أبى بشراي البشير عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، الموقف "المهم" المعبر عنه في الجواب المكتوب الذي قدمته الحكومة الألمانية حول مساءلة برلمانية فيما يخص موقفها من قضية الصحراء الغربية.

وقال بشرايا، إن البوليزاريو تنتظر من الحكومة الألمانية الجديدة أخذ "خطوات عملية أكثر وضوحا" من داخل الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة "لدفع مسار تصفية الاستعمار والامتناع عن كل ما من شأنه تشجيع دولة الاحتلال المغربية على المضي في سياسة التعنت وتعريض أمن واستقرار المنطقة للمزيد من الخطر". وحسب الدبلوماسي الصحراوي فإن التوقيت الذي صدر فيه قرار برلين "مهم"  كونه جاء "ليبدد الغموض واللبس" على موقف الحكومة الألمانية الجديدة باعتبار أن "الدبلوماسية المغربية تنخرط في حملة محمومة من التضليل والتدليس والكذب واختلاق مواقف وتحريف مواقف العديد من الدول فيما يتعلق بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية".

وبينما استشهد ابى بشرايا في هذا السياق بما وصفها بـ "مهزلة مؤتمر مراكش الأخير "، لفت إلى أن موقف ألمانيا "تعرض للكثير من التحريف والتزوير منذ نهاية السنة الماضية"، وبالتالي فإن هذا الجواب الواضح والمكتوب "يزيل الكثير من اللبس ويشكل أكبر رد على المملكة المغربية التي تتبنى الكذب منهجا في إدارة سياستها الدبلوماسية والاعلامية". وأكد أن برلين أعادت من الناحية السياسية "التأكيد على المسار الأممي وقرارات الأمم المتحدة والعملية التفاوضية بين طرفي الصراع كسبيل وحيد لتسوية النزاع وبالتالي الرفض الصريح للمقترحات أحادية الجانب خارج هذا الاطار".

وحسب ممثل جبهة البوليزاريو، فإن تأكيد برلين على الوضع القانوني للصحراء الغربية كإقليم منفصل ومتمايز عن المملكة المغربية، يعتبر من الناحية القانونية "خطوة بالغة الأهمية وفي الاتجاه الصحيح من خلال الامتثال لقرارات محكمة العدل الأوروبية ويحمل رسالة صريحة في رفض الاعتراف للمغرب بأي نوع من السيادة المزعومة على الصحراء الغربية". واعتبرت ممثلة جبهة البوليزاريو بألمانيا، النجاة حندي، أن رد برلين على المساءلة التي تقدمت بها النائب البرلمانية، سيفيم داجدلين، ومجموعة اليسار بالبرلمان، يؤكد على أن "موقفها من القضية الصحراوية لم يتغير وأنها تعتبر الصحراء الغربية إقليما غير مستقل طبقا لمبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي".

ورغم أن المسؤولة الصحراوية اعتبرت أن الموقف الألماني لم يتغير وهو نفس الموقف الذي أكدت عليه الحكومة السابقة، إلا أنها أكدت أن "برلين بهذا التوضيح المكتوب، تكون قد فضحت الرباط وبعض الدوائر الإعلامية المرتبطة بها حول ما تروج له خلال الأشهر الأخيرة". ونوّهت ممثلة الجبهة في نفس السياق إلى أن "الدعاية المغربية المغرضة حاولت في العديد من المناسبات أن تبيع للقارئ والمستمع صورة خاطئة عن موقف الحكومة الألمانية الجديدة".

وأضافت أنه "عندما يقول الألمان أن قضية الصحراء الغربية قضية لم تحسم بعد وأنها موضوعة على طاولة الأمم المتحدة، فإنهم يؤكدون في نفس الوقت على أن الحكومة الفدرالية تواصل دعمها لمجهودات الأمم المتحدة للتوصل إلى حل عادل ودائم للصراع في الصحراء الغربية طبقا لمبادئ الامم المتحدة والقانون الدولي". ونفت ألمانيا ادعاءات المغرب بأنها تدعم احتلاله للصحراء الغربية بالتأكيد في بيان لوزارة خارجيتها أن إقليم الصحراء الغربية "غير متمتع بالحكم الذاتي حسب ما نصت عليه المادة 73 من ميثاق الأمم المتحدة" وأن "وضعها النهائي وفقا للقانون الدولي لم يتضح بعد". وأضاف بيان الخارجية الألمانية أنه "وفقا للجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار التابعة للأمانة العامة للأمم المتحدة، فإن أراضي الصحراء الغربية ليست تحت السيطرة الفعلية لسلطة إدارية يشرعها القانون الدولي".