يمينة ميري وعزيز مجقان يقدّمان جديديهما:

جولة في الطاسيلي تحت إيقاع قصائد عاكسة للحياة

جولة في الطاسيلي تحت إيقاع قصائد عاكسة للحياة
يمينة ميري وعزيز مجقان
  • القراءات: 542
لطيفة داريب لطيفة داريب

لم تكتف يمينة ميري آيت عبد المالك، بالتحليق عاليا، حينما حققت حلمها في زيارة هضبة طاسيلي ناجر، بل ارتأت أن تخلد هذه التجربة الفريدة من نوعها، في كتاب عنونته "ستة أيام على هضبة طاسيلي ناجر". أما الفنان التشكيلي والشاعر عزيز مجقان، فقد صدر له ديوان جديد "اعترافات حميمية"، تناول فيه مواضيع متنوعة.

استضافت دار الفنون كريشاندو بالبليدة، كلا من الأستاذة المتخصصة في الزراعة يمينة ميري آيت عبد المالك، والطبيب الشاعر عزيز مجقان، ليقدما آخر إصداراتهما. والبداية بيمينة التي تحدثت بإسهاب عن زياراتها المتعددة لحظيرة الطاسيلي، وكيف أنها حاولت أكثر من مرة، أن تحط قدميها على هضبة الطاسيلي خصيصا، لكنها لم تستطع إلا مؤخرا، رفقة زوجها ومجموعة من الأصدقاء، فكانت، بالفعل، رحلة رياضية بحكم مشيهم 25 كلم يوميا، وإنسانية؛ لأنهم وجدوا أنفسهم على محمية ليس لها مثيل على أرض المعمورة.

وأكدت يمينة شعور الإنسان بالتحليق عاليا وهو يطأ بقدميه هضبة الطاسيلي، إلى درجة تجعله يتواصل وبعمق، مع نفسه أولا، ومع من يتقاسمه هذه التجربة الفريدة من نوعها من الإنس والنبات والحيوان، مضيفة: "على هذه الهضبة نبتة لا نجدها في أي مكان آخر، وهي سرو الطاسيلي. كما إنها تضم زيتونة لابيرين، التي نجدها، أيضا، في محمية الأهقار بتمنراست".

وعددت يمينة الأهداف التي تصبو إلى تحقيقها بإصدارها هذا الكتاب، وهي: تسليط الضوء على كنوز بلدنا الرائعة، وتحسيس الجميع بحماية تراثنا، ودق ناقوس الخطر أمام كل ما يهدد تراثنا، وبالأخص المحمي منه، وفي مقدمته محمية الطاسيلي". وشددت يمينة اللهجة أمام الخطر المحدق بهضبة الطاسيلي، والطاسيلي ككل، خاصة أنها تُعد من بين 12منطقة مهددة بالخطر، حسب تصنيف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ممثلة بتشويه أشجار السرو من طرف سكان المنطقة نظرا لحاجتهم إلى الحطب للتدفئة من البرد الشديد، إضافة إلى كل الزبالة والنفايات المصنوعة من البلاستيك والألمنيوم، وحتى حفاظات الأطفال التي تلوث المنطقة، لتعود وتؤكد ضرورة تحسيس الجميع بمن فيهم سكان الطاسيلي بحماية وحفظ هذا الإرث الإنساني العظيم.

وفي هذا السياق، نظمت يمينة العديد من الورشات في جانت لصالح سكان المنطقة صغارا وكبارا، مردها تلوين رسومات هي، في الأصل، صور التقطتها يمينة لآثار جانت، لكي يشعر أهل البلد بالاعتزاز لتراث منطقتهم العالمي. وتأسفت يمينة على حال متحف الطاسيلي، الذي أكله الغبار، وكذا عن المعلومات المغلوطة في القصاصات الخاصة بتحفه. وأضافت أنها اقترحت على مسؤولي المتحف، تزويدهم بدليل فيه معلومات وصور التقطتها شخصيا، وكذا بلائحة التعليمات الواجب اتباعها لزيارة الطاسيلي، لكن "لا حياة لمن تنادي!". ودعت يمينة إلى وجوب إرادة سياسية قوية تنهض بالسياحة في الجزائر، علاوة على عمل الجميع من أجل الحفاظ على تراثنا وإبرازه، وبالأخص تحسيس الأطفال الصغار بأهمية هذا الموضوع. ومن جانبه، قال زوج يمينة السيد جمال والذي يشاركها حبها لجانت، إن السياحة في الصحراء لا تتطلب إنفاق الكثير من المال، فالسائح هناك لا يحتاج إلى فندق، بل إلى تنظيم محكم، يتعلق بكل أطوار رحلته، معتبرا مساهمة الجميع في حماية هذه المناطق، أمرا ممكنا جدا. 

وبالمقابل، قال الشاعر عزيز مجقان إنه عشق الكتابة والرسم منذ أن كان طفلا. وقد نشر العديد من كتبه في دار نشر فرنسية. أما ديوانه الجديد "اعترافات حميمية"، فضم عشر قصائد من بينها قصيدة "جسد المعاناة"، تناول فيها معاناة الإنسان من الفراق، ثم الأمل في حياة أفضل، فالحياة، حسبه، ليست معاناة فقط، بل هي، أيضا، فرحة وسرور. وتحدث عزيز عن اهتمامه بالكتابة عن الحياة بكل مطباتها، مشيرا إلى تأثره الكبير بكل المآسي التي يتعايش معها في إطار مهامه كطبيب شرعي، حيث لا يتعامل مع الأموات وحسب، بل مع أحياء معذبين، كأطفال تعرضوا لاعتداء جنسي، ونساء عُنفن من أزواجهن، وغيرهم كثيرون. وأضاف أنه يكتب، أيضا، عن الأمل، والحياة، وعن العالم المادي الذي نعيش فيه، وعن الاهتمام بالمظاهر البراقة، والابتعاد عن العمق والحياة الروحانية، مشيرا إلى حبه للكتابة بشكل عفوي، وعن انجذابه نحو المزج بين رسوماته وصوره وكتاباته، في كتبه.