طالب بمزيد من الإنتاج العلمي والتقني في المجال.. بلعريبي:
الجزائر قادرة على تصدير خبرتها في الرقابة التقنية

- 308

طالب وزير السكن والعمران والمدينة، محمد طارق بلعريبي، الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء، بتصدير خبراتها المكتسبة من خلال إشرافها على عديد المشاريع الكبرى طيلة خمسة عقود. وأكد بلعريبي، خلال ندوة دولية نظمت للاحتفال بمرور 50 سنة منذ إنشاء الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء بعنوان "الرقابة التقنية: مسار، خبرة، وابتكارات" على ضرورة تصدير الخبرات والمعارف التي يحوز عليها مهندسو وإطارات الهيئة كونهم أشرفوا على إنجاز منشآت ذات بعد عالمي من جامعات ومطارات وملاعب رياضية أكسبتهم خبرة كافية.
ودعا الوزير، مهندسي وإطارات الهيئة إلى زيادة رقعة الشغل والإنتاج العلمي والتقني لخبراتهم وتصدير معارفهم، مؤكدا أن الوزارة ستعمل على تنفيذ هذا المسعى من خلال مساهمتها على مستوى جامعة الدول العربية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، لتكون قيمة تضاف إلى خدمات المركز الوطني للبحث المطبق في هندسة مقاومة الزلازل التي يمكن تصديرها خارج الوطن. وذكر الوزير بمجهودات القطاع في مجال تعزيز الآليات الضرورية لرصد جودة البناء بفضل الاستراتيجية المعتمدة للتدريب وتنمية المهارات وتطوير الإجراءات التنظيمية والتقنية. واعتبر بلعريبي، أن الندوة تعد فرصة تسمح باستثمار الخبرات والدروس المستفادة من الأحداث التي تشكل مساهمة ملموسة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في الإجراءات المعتمدة للحد من المخاطر الكبرى. وصادف تاريخ انعقاد الندوة مرور 19 عاما منذ وقوع زلزال بومرداس الذي بلغت شدته 6,8 على سلم رشتر وخلف 2278 ضحية.
وأشار الوزير إلى أن الندوة تهدف إلى تكثيف وتشجيع جهود والتزام المتخصصين المعنيين في مجال تبادل المعلومات والخبرات، مثمّنا في ذلك الدور الذي لعبته الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء منذ تأسيسها في تلبية مطالب المصالح العمومية، بمشاركتها في تقييم الأضرار الناجمة عن مختلف الكوارث الطبيعية كزلزال الشلف 1980 وزلزال بومرداس 2003. وتعمل الهيئة بالإضافة إلى ذلك على تنفيذ الإجراءات والمعايير المتعلقة بمراقبة الأشغال الكبرى والعناصر المرتبطة بها، للتأكد من مطابقتها لقواعد البناء ومقاييسه بفضل مجهودات 800 مهندس، من بينهم 200مهندس مختص في التجهيزات الكبرى. وتعمل الهيئة منذ 50 سنة على تطبيق المعايير التنظيمية لسلامة المنشآت وحماية الساكنة من خلال المراقبة والتشخيص والخبرة وإنجازها لمشاريع ضخمة على غرار المركب الأولمبي محمد بوضياف ومقام الشهيد وعدة جامعات، وصولا إلى جامع الجزائر الذي شهد مشاركة 50 مهندسا سهروا على مراقبة مطابقته لمعايير الجودة والسلامة، وكذا المركب الأولمبي الجديد بوهران الذي شارك في عملية مراقبة إنجازه 20 مهندسا.
وثمّن الوزير لدى عرضه لأبرز مراحل إنشاء وتطور الهيئة، جهود إطاراتها الذين ساهموا في إنشائها وتسييرها، على غرار المؤسسين محمد خاوة وجمال فول، والأجيال المتعاقبة على غرار فاروق طبال وكمال ناصري، مؤكدا في السياق ذاته على الأهمية التي توليها السلطات العليا في البلاد، لقطاع السكن والعمران والمدينة، والذي يتجلى في التزام رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بحل أزمة السكن من خلال وضع برنامج سكني قوامه 1 مليون وحدة سكنية بمختلف الصيغ.ويسعى القطاع لتجسيد هذا البرنامج بتضافر جهود مختلف الفاعلين من عمال وإطارات ومهندسين والمؤسسات تحت الوصاية. يذكر أن انطلاق الندوة الدولية جرى بحضور وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ووزير الأشغال العمومية ووزير النقل ووزير الرقمنة والإحصائيات، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، والمدير العام للتجهيزات العمومية لوزارة الدفاع الوطني، إضافة إلى خبراء وباحثين دوليين.