مباحثات هامة بين الرئيسين تبون وأردوغان..وخطة طريق اقتصادية مشتركة

زيارة ناجحة للجزائر وتركيا

زيارة ناجحة للجزائر وتركيا
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون-الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان
  • القراءات: 416
س. س س. س

❊ 16 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم لتقوية الشراكة الاستراتيجية

❊ تطابق وجهات النظر إزاء فلسطين وليبيا ومنطقة الساحل

❊ صورة ورسالة الأمير القادر.. هدية لعمق العلاقات التاريخية 

❊ الاستماع لانشغالات الجالية والإعلان عن "ندوة لمّ الشمل" 

شكلت زيارة الدولة التي قادت رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى تركيا بدعوة من نظيره التركي محطة هامة تم خلالها توقيع عديد الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي من شأنها تسريع وتيرة التعاون في جميع المجالات، مع التأكيد على توافق وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وكان للرئيس تبون طيلة ثلاثة أيام برنامج مكثف، استهله بلقاء مع الجالية الوطنية المقيمة بتركيا، وهو التقليد الذي سنّه في زياراته إلى الخارج، حيث طمأن من خلاله أبناء الوطن بخصوص وضعية البلاد خاصة على الصعيد المالي. وحدثهم عن مبادرة لم الشمل التي أطلقها من أجل تكوين جبهة داخلية متماسكة. معلنا من أنقرة عن انعقاد لقاء شامل للأحزاب في غضون الأسابيع المقبلة.

وفي اليوم الثاني من الزيارة وبعد استقبال رسمي حار كانت للرئيس تبون محادثات مع أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الشقيقة محادثات وصفها ب«الثرية والعميقة وبالايجابية لفائدة البلدين والشعبين، والتي جاءت لتعزز علاقات ثنائية استراتيجية متجذرة في التاريخ، في الوقت الذي يحتفل فيه البلدان بالذكرى 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.وأظهرت المحادثات كذلك حسب السيد تبون تطابقا في وجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة الليبية والأوضاع في منطقة الساحل، وكرّست من جهة أخرى إرادة البلدين في رفع مستوى المبادلات التجارية والاستثمار المتبادل.

بدوره أعرب الرئيس أردوغان عن تقدير بلاده للدور الذي تلعبه الجزائر في شمال القارة الإفريقية ومنطقة الساحل. مبرزا أن المحادثات مع الرئيس تبون تطرّقت إلى التحرك المشترك على الصعيد الدولي وإلى سبل تطوير التعاون الثنائي الدبلوماسي والاقتصادي وفي شتى المجالات إلى أعلى المستويات. مؤكدا أن تركيا ستقف بجانب الجزائر فيما يخص مسعى تنويع الاقتصاد. وفي هذا السياق أعلن السيد أردوغان عن مشروع فتح مدرسة دولية تركية بالجزائر وعن فتح قنصلية لتركيا بولاية وهران. وكشاهد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين قدّم الرئيس التركي هدية رمزية للرئيس تبون تتمثل في صورة للأمير عبد القادر ورسالة بعث بها الأمير سنة 1841  للسلطان عبد المجيد هنأه فيها بمناسبة اعتلائه العرش.

وبالعاصمة أنقرة ترأس الرئيسان تبون وأردوغان أشغال الدورة الأولى للمجلس الأعلى للتعاون المشترك بين البلدين والتي توّجت بالتوقيع على الإعلان المشترك لاجتماع هذا المجلس.كما تم التوقيع على 16 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم ثنائية في قطاعات الطاقة ، المناجم، المالية، التجارة، الصناعة، الإعلام والاتصال، الأشغال العمومية، الصيد البحري، العلوم والتكنولوجيا، الابتكار والمؤسسات المصغرة، الخدمات الاجتماعية، التكوين المهني، الثقافة، التربية والتعليم، البيئة، وكذا مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

اعتراف بجهود الرئيس تبون في تعزيز التعاون الثنائي

من بين المحطات التيوقف عندها الرئيس تبون بالعاصمة التركية ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك والمتحف المخصص للوثائق والأغراض الشخصية للرئيس الراحل. وبمدينة اسطنبول التي كانت، أول أمس، آخر محطة من زيارته، تقلد الرئيس تبون درجة الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية من جامعة اسطنبول أكبر وأعرق الجامعات التركية التي تحتل المرتبة الثالثة في الوجهات العلمية التي يختارها الطلاب الجزائريون، وذلك تقديرا لجهوده في تعزيز التعاون الدولي وجهوده من أجل احترام قيم الديمقراطية وتعزيز العلاقات العريقة بين الجزائر وتركيا. وعبر رئيس الجمهورية عن امتنانه لهذا التكريم معربا عن أمله في أن يتعزز التعاون بين جامعات البلدين خاصة من خلال عمليات التوأمة. بالمناسبة حيا نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي "التطوّر الملحوظ جدا" الذي عرفته العلاقات الجزائرية والتركية مؤخرا بفضل الدور البارز للرئيس تبون. معتبرا في سياق آخر أن العلاقات الثنائية تمر بمرحلة جديدة بفضل المجهودات المبذولة من الطرفين لتعزيز التعاون في كل المجالات في إطار الشراكة الاستراتيجية المستمرة.

وبعد لقاء جمعه برجال أعمال جزائريين وأتراك أشرف الرئيس تبون بإسطنبول على انطلاق أشغال منتدى الأعمال والاستثمار الجزائري- التركي الذي سجل مشاركة 300 متعامل اقتصادي من البلدين. حيث دعا رجال الأعمال الأتراك إلى المزيد من الاستثمار في الجزائر خاصة وأن الاتفاقيات الموقعة، أول أمس، تعد "إضافة وركيزة صلبة" لدفع التعاون الاقتصادي الى جانب المصادقة قريبا على قانون الاستثمار الذي سيكون، وفقا لرئيس الجمهورية، مواتيا للمستثمرين ويفتح الأفاق ويوفر الحماية لهم. وعاد الرئيس تبون إلى أرض الوطن، مساء أمس، حيث كان في استقباله بمطار هواري بومدين الدولي كل من الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة ومدير ديوان رئاسة الجمهورية عبد العزيز خلف.