في تظاهرة علمية بقلعة الجزائر

دعوة إلى جرد التراث غير الماديّ لترقيته وحمايته

دعوة إلى جرد التراث غير الماديّ لترقيته وحمايته
  • القراءات: 1171
دليلة مالك دليلة مالك

عاد عدد من الأساتذة والباحثين إلى التذكير بأهمية حماية التراث غير المادي في الجزائر، ضمن تظاهرة اختتام شهر التراث، التي احتضنها، أول أمس، الموقع الأثري العريق قلعة الجزائر. وجرى الحديث عن ضرورة حماية هذه الهوية، من الأخطاء التاريخية التي قد تشوبها، والعمل على الترويج لمعالمها المادية والمعنوية. وأشرف على النشاط عبد الكريم عزوق أستاذ بمعهد الآثار في جامعة الجزائر، الذي شدد في كلمته الافتتاحية، على ترقية التراث، والعمل على تثمينه والمحافظة عليه، وإن كانت كل منطقة من مناطق الجزائر تسطع بتراث غني ومتنوع في شقّيه المادي وغير المادي، مشيرا إلى إدراك السلطات المشرفة على قطاع التراث الأثري، لما للتراث من قيمة وأهمية في حياة الأمم والشعوب. وهذه التظاهرة العلمية بمناسبة اختتام شهر التراث، تأتي بهدف استفادة الباحثين من بعضهم.

وقال الأستاذ عزوق الذي استخلف المدير العام للديوان الوطني للتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية في افتتاح النشاط، إن التراث كما يعلم أهل الاختصاص من المهندسين المعماريين والمؤرخين والأثريين، ينقسم إلى تراث مادي وآخر غير مادي. وبالنظر إلى أهميته وجب على الجميع ترقيته. ويعتقد الأستاذ أن الأولوية في شأن التراث غير المادي، يتطلب من مخابر البحث على مستوى الجامعات، إحصاء هذا التراث، وجرده، حتى نتمكن من المحافظة عليه، ونقله للأجيال اللاحقة، خوفا عليه من الضياع والاندثار بدون أن نستفيد منه، والتمتع بالحق في المعرفة التراثية والتاريخية.

وبالنسبة للتراث المادي، يرى المتحدث أن المهندس المعماري والأثري المختص في ترميم المعالم والتحف الفنية، يدرك جيدا قيمته، على أساس أنها شواهد وبراهين ملموسة على مختلف الحضارات التي مرت بها الجزائر، وبذلك هذا الجانب من التراث يتطلب حماية وتثمينا، ورد الاعتبار له، ثم تمكينه في مجال السياحة، الذي يُعد قيمة مضافة للاقتصاد الوطني في المستقبل. وافتتح الجلسة أربعة أساتذة، تداول عليها كل من الأستاذ محمد الطيب عقال بمداخلة عنوانها "تاريخ قصبة الجزائر"، ثم تناولت الدكتورة نعيمة موهوب، موضوع أقسام التراث غير المادي. وقدّمت الدكتورة منى دحمون محاضرتها عن "ركب سيدي الشيخ". وفي الأخير تحدّث الدكتور عبد الحكيم صاحبي حامق، عن "الترميم الأثري من خلال مسجد الداي الجديد لقلعة الجزائر".