بسبب غلاء لوازم صنع الحلويات

"الزوالية" يلجؤون لحلويات الأسواق الشعبية

"الزوالية" يلجؤون لحلويات الأسواق الشعبية
  • القراءات: 430
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

يشتكي المواطن تزامنا مع حلول عيد الفطر المبارك، من غلاء لوازم صنع الحلويات، ما يضطره إلى اللجوء إلى باعة الحلوى الجاهزة المنخفضة الثمن بالأسواق الشعبية والتي تعرف رواجا في هذه الفترة في بعض أسواق بلديات العاصمة وتحديدا الأسواق الشعبية، حيث تمتد طوابير طويلة للزبائن أمام محلات بيع الحلويات ذات الأسعار المنخفضة، أضحت ملاذا لشريحة واسعة من الجزائريين الذين يبحثون عما يتناسب مع قدرتهم الشرائية.

حلويات عيد الفطر، لا يمكن التخلي عنها، ويعتبرها الأطفال قبل الكبار جزءا لا يتجزأ من فرحة العيد، فمن دونها لا يعتبر العيد عيدا.. غير أن غلاء لوازمها وارتفاع أسعارها لدى المخابز ومحلات بيع الحلويات، وكذا عجز بعض الأمهات عن صنعها بالبيوت، دفع فئة ممن يتقنون صنع حلوى العيد إلى التفكير في خدمة "الزوالية" وسد حاجياتهم في العيد من خلال عرضها بأسعار تتناسب مع جيوبهم.

حلوى بـ20 دينارا للقطعة بباش جراح

الزائر لبلدية باش جراح التي تعد قبلة للمواطنين من مختلف البلديات، يجد مجموعة من الشباب يبيعون حلويات بأسعار زهيدة تتناسب مع "الزوالية"، منها "البقلاوة" و"التشاراك" وحلويات أخرى محشوة بالفول السوداني "كاوكاو"، كـ"الدزيريات" و"العرايش" والتي لا يتجاوز سعرها 20 دج للقطعة الواحدة، وأخرى محشوة باللوز لا يتعدى سعرها 50 دج، والجودة والذوق والرائحة تختلف من محل إلى آخر.

لم يستطع بعض الزبائن الذين جاؤوا لأول مرة، تصديق ما كان يعرض أمامهم وبأسعار بعيدة جدا عن تلك الأسعار المنتشرة في سوق الحلويات، حيث تبيع بعض المحلات في العاصمة حبة الحلوى بـ200 دج.

دخلتا لأحد المحلات المعنية، فقال لنا صاحبه، إن الحلويات متوفرة حتى يوم العيد، وأنه يحاول الحفاظ على ذوقها وسعرها الذي لا يتعدى 20 دج، حيث بدأت الطلبات بكميات كبيرة تتهاطل عليه مع اقتراب العيد.

ووجد بعض الباعة الفوضويين، في أسعار حلويات "الزوالية"، فرصة لشراء كميات وعرضها على الأرصفة، بأسعار في متناول الجميع مع هامش فائدة ضئيل رضي الجميع.

وقال أحد الباعة، إن التهافت على الحلويات بدأ مع اقتراب العيد، حيث يتم شراء كميات كبيرة، وكل ما يصنع ينفذ قبل الزوال، حيث يتم الاستمرار في صناعة كميات أخرى لبيعها قبل الإفطار، واعتبر أن هذه السنة استثنائية ومختلفة عن السنوات الماضية، بالنظر إلى الإقبال المنقطع النظير عليها.

"مارشي12" ببلكور قبلة "الزوالية"

ببلدية بلوزداد، وبالتحديد أمام محل قريب من سوق "مارشي 12" ببلكور مقابل نافورة الماء، أصبح الموقع قبلة لأصحاب الدخل المحدود، الذين يتوافدون عليه لشراء حلويات العيد، حيث تلاحظ تجمع الزبائن المشكلين لطابورين واحد للنساء وآخر للرجال، وكأن هؤلاء لم يصدقوا أن مثل هذه الأسعار، تبقى ثابتة حتى عشية عيد الفطر.

وأكدت إحدى النساء، أنها متعودة على شراء الحلويات من هذا المحل، بالنظر لنوعيتها الجيدة، "وبأسعار لا تصدق"، حيث تشتري علبا مملوءة من كل الأنواع، لها ولجيرانها، مؤكدة بأنها تأتي من باب الزوار إلى هذا المحل كل سنة لتقتني حلويات العيد. وعن أنواع الحلويات، التي تعرض بهذا المحل، تلك التي تعرف بالحلويات الجافة كـ"الصابلي" وحلويات "الطابع"، والأخرى المعسلة والمحشوة بالمكسرات، حيث تتراوح أسعارها بين 25 و30 دج للقطعة الواحدة.

في محل آخر وسط سوق "مارشي 12"، أفرغت الرفوف التي كانت مملوءة بالحلويات قبل منتصف النهار، حسب ما وقفت عليه "المساء" خلال جولتها الميدانية.

وعن الأسعار المتداولة، فهي معقولة بالنسبة لجميع أنواع الحلويات، حيث تباع المحشوة بالفول السوداني، بـ15 دج، وفيما يخص "التشاراك المسكر"، والحلويات التي تحتاج لـ"العسيلة" فإنها تباع بـ 25 دج.

ويرى بعض الزبائن الذين تعوّدوا على شراء الحلويات من هذه المحلات، أنها جيدة وذوقها مقبول، كما أنها حديثة الصنع بالنظر إلى نفادها قبل نهاية اليوم، وهذا رغم أن حجم الحبة من الحلوى يقل نوعا ما عن الحجم العادي للحلويات التي تباع بأسعار مرتفعة في بعض المحلات.

وتبين من خلال جولتنا الاستطلاعية إلى هذه المحلات، أن هناك زبائن ميسوري الحال، وجدوا في مثل هذه الأسعار فرصة لشراء كميات كبيرة من الحلويات، بالنظر لذوقها وسعرها المعقول، حيث يمكن بالنسبة للكثير من هؤلاء التصدق بها لبعض الجمعيات والفقراء.