أتركه يعمل..أتركه يمرّ ويغيّر!

  • القراءات: 858
بلسان: جمال لعلامي بلسان: جمال لعلامي

تكريم العمال الجزائريين ومن خلالهم كلّ فئات المجتمع برجاله ونسائه، في اليوم العالمي للعمال، بإعلان رئيس الجمهورية، عن زيادات جديدة في الأجور ومنحة البطالة بداية من السنة القادمة، وفي ذلك عربون متجدّد على النوايا الصادقة لبناء جزائر جديدة بتعميق التغيير وتكريس الإصلاحات الشاملة والوفاء بالالتزامات. لقد قالها الرئيس تبون، بالفم المليان: "قراراتي من صميم التزاماتي مع الشعب"، والواقع أنه لا يختلف اثنان حول قرارات تاريخية ومفتاحية ومفصلية كانت طوال السنتين الماضيتين، بالجملة والتجزئة من أجل إعادة تشييد دولة واقفة بالعدل والإنصاف واحترام القانون، وبالاستجابة لانشغالات "فخامة الشعب" وتطلعاته.

يتفق الخبراء، على أن رفع الأجور ومعاشات المتقاعدين وإقرار منحة بطالة لأول مرّة، هو قرار شجاع انطلاقا من واقع مالي تفرضه أزمة اقتصادية عالمية على البلدان الكبرى والقوية قبل الدول النامية، وهذا إن دلّ فإنّما يدلّ على ثبات الدولة الجزائرية من خلال رؤية رئيس الجمهورية، على الطابع الاجتماعي المستنبط من بيان الفاتح نوفمبر، القائم على حماية الفئات الهشّة وخدمة الطبقة الشغيلة. رغم المنتظر تحقيقه من طموحات وتسوية المزيد من الانشغالات، لا ينكر ما تحقّق من مكاسب إلاّ جاحد أو ناكر جميل، في وقت مازالت فيه "فلول" الاصطياد في المياه العكرة، وتسليط الأضواء على الجزء الفارغ من الكأس بإثارة الضوضاء و"الحسّ"، تحاول وهي "المتعوّدة دايما" التقليل من كلّ شيئ جميل، وكلّ ما يُمكنه تبديد الهواجس واليأس ويعزّز الأمل والتفاؤل بغد أفضل.

أن يتمّ التعتيم على ما يستحيل حجب حقيقته بغربال التأويل والتهويل، هو مسعى بائس ومحاولة يائسة لوضع العصي في عجلة التغيير والإصلاحات الشاملة المستمرّة بسواعد الخيّرين والشرفاء، وطبعا فإن هذا لا يعني بأيّ حال من الأحوال غلق الأبواب أمام النّقد البنّاء والانتقاد الهادف والمؤسّس الذي لا يكون بمثابة معول لتخريب كلّ ما يتمّ إعادة بنائه، ومن دون شك فإن من اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر والله لا يضيّع أجر المجتهدين والمثابرين.

حزمة القرارات والتدابير "الثورية" المعلنة، على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمهنية تستحقّ المرافقة والدعم والإثراء، وكذلك التطبيق الفوري من طرف الإدارات ومختلف المصالح المعنية بذلك، بدل أن تتعرّض للهجمات والتشكيك والتثبيط ومحاولات الإفشال بالعرقلة والبيروقراطية، وممارسات العهد البائد المرعوبة من التغيير والتطوير، وأول هذه الوثبة هي ضرورة وحتمية تغيير الذهنيات والعقليات التي فعلت المنكرات بالبلاد والعباد لسنوات طويلة يحسبها النزهاء من الماضي. من المفيد لهؤلاء وأولئك، وضع اليد على الجرح، لكن النافع أيضا والأصلح أن لا يتم رفض العلاج وتتفيه الدواء من طرف الميئّسين بعد تشخيص المرض بدقة من طرف الأطباء، وإلاّ لاستمرّ الداء وقد يتحوّل والعياذ بالله إلى وباء، فرجاء لا تقفوا في طريق الحلول والبدائل، أو على الأقل هاتوا حلولكم وبدائلكم القابلة للتجسيد وذلك أضعف الإيمان.