الحرب الأوكرانية تأخذ أبعادا هجومية

مساع أمريكية لإنهاك الجيش الروسي

مساع أمريكية لإنهاك الجيش الروسي
  • القراءات: 588
ي. س ي. س

أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، فعل المستحيل من أجل تمكين الجيش الأوكراني من قلب معادلة المعارك الدائرة رحاها في مختلف مناطق البلاد وربح الحرب ضد روسيا، ضمن مقاربة تصعيدية لأزمة هزت منظومة الأمن العالمية وأعادت النظر في كثير من المفاهيم التي حكمت العلاقات الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ودافع كاتب الدفاع الأمريكي، لويد أوستن عن فكرته في ألمانيا حيث التقى بنظرائه الأوروبيين، الذين أكد لهم خلال لقاء أداره في قاعدة، رامستاين الجوية الأمريكية "أن أوكرانيا مقتنعة أنه بإمكانها ربح الحرب وهي نفس قناعتنا جميعا". وتم عقد لقاء قادة جيوش الدول الأوروبية بهدف تسريع وتيرة إيصال أسلحة متطوّرة التي ما انفك الرئيس الأوكراني فولودومير زيلنسكي يلح من أجل الحصول عليها  بهدف تغيير كفة الحرب وهزم القوات الروسية.

وأضاف أوستن أننا سنعمل كل ما في وسعنا من أجل تلبية هذه الرغبة حاثا نظراءه على ضرورة التحرك وتقديم مزيد من المساعدات العسكرية للجيش الأوكراني شهرين بعد اندلاع حرب مدمرة في هذا البلد. وجاء دعوة كاتب الدفاع الأمريكي، بعد الزيارة التي قام بها رفقة كاتب الخارجية، أنطوني بلينكن إلى العاصمة الأوكرانية حيث التقوا بالرئيس الأوكراني الذي يكون قد الح على هذه المسألة بالنظر إلى اقتناعه بأنه قادر على تغيير مجريات الحرب باتجاه تحقيق نصر تاريخي على القوات الروسية حتى وإن طال أمد هذه الحرب. والمفارقة أن دعوة وزير الدفاع الأمريكي جاءت في نفس اليوم الذي دعا فيه الأمين العام الاممي، انطونيو غوتيريس خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعاصمة موسكو، بضرورة تغليب لغة الحوار بين طرفي الحرب لوضع حد لها وتجنيب الشعب الأوكراني مزيدا من المآسي والمعاناة.

وتندرج دعوة المسؤول العسكري الأمريكي في سياق إحداث نقلة نوعية في الحرب من مجرد الدفاع والتصدي لزحف القوات الروسية إلى تمكين وحدات الجيش الأوكراني من أسلحة هجومية قادرة على وقف زحف القوات الروسية في مرحلة أولى ونقل المعركة إلى داخل الأراضي الروسية في مرحلة ثانية. والمؤكد أن رغبة الرئيس الأوكراني لم تأت من فراغ، حيث غيرت الولايات المتحدة ومعها دول أوروبية مواقفها لصالح فكرة مد الجيش الأوكراني بأسلحة هجومية وهي التي عارضتها في بداية الحرب واكتفت بتقديم مساعدات عسكرية دفاعية ضمن منطق سيدفع بالوضع إلى مرحلة التعفن وإطالة أمد الحرب وتصعيدها أكثر، خاصة وأن روسيا سوف لن تبقى مكتوفة الأيدي في حال عرفت المواجهة منحى آخر بسبب الدعم الغربي للقوات الأوكرانية. وهو ما يفسر تأكيد السلطات الروسية مؤخرا تمكنها من إسقاط طائرتين موجهتين دخلتا مجالها الجوي انطلاقا من الأراضي الأوكرانية.

ولم يخف أوستن هذه الحقيقة عندما أشار خلال الاجتماع أمس أننا على المدى الطويل نريد إضعاف القوات الروسية والحيلولة دون مواصلتها حربها الهجومية، من خلال تمكين القوات الأوكرانية من أسلحة تمكنها من صد الهجومات الروسية وبالتالي تأخير زحفها وحتى إرغامها على التراجع واحتلال مواقعها بشكل تدريجي ضمن عملية إنهاك عسكري قد تستمر على مدى سنوات. وهو ما يؤكد تصريح كاتب الدفاع الأمريكي الذي أكد على عقد اجتماعات شهرية لوزراء دفاع حوالي 40 دولة من أجل بحث آليات تدعيم القوات الأوكرانية بمزيد من الأسلحة  ممن سماها بالدول صاحبة النوايا الحسنة لتكثيف الجهود وتنسيقها والتركيز على فكرة ربح الحرب.

وبهدف تصعيد الحرب ذهب كاتب الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن من جهته إلى التشكيك في نية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الهدف من المفاوضات الجارية مع الجانب  الأوكراني، وهي طريقة ذكية لتعزيز الدعوة إلى تصعيد الحرب من خلال مد القوات الأوكرانية  بأسلحة هجومية. وبرر وزير الخراجية الأمريكي حكمه بعدم وجود أي جدية من طرف الجانب الروسي خلال المفاوضات الجراية مع الطرف الأوكراني  التي جرت في روسيا البيضاء وتركيا.