عوضت غياب الدراما

العلامة الكاملة للسهرات التلفزيونية

العلامة الكاملة للسهرات التلفزيونية
  • القراءات: 586
مريم . ن مريم . ن

حققت السهرات الفنية التلفزيونية في رمضان 2022، قفزة نوعية، وانتشارا ملحوظا بين العائلات، وتثمينا معتبرا على مواقع التواصل الاجتماعي، فإذا كانت الدراما أخفقت في شد المشاهد، فإن الحال كان عكسه بالنسبة لهذه الجلسات الفنية، التي جمعت كل الفنون والمعارف. حرصت القنوات التلفزيونية الجزائرية، العمومية منها والخاصة، على تخصيص سهراتها المنوعة للطرب والتراث وشتى أنواع الفنون والمعارف، في قالب جذاب، وبتنشيط راق ومتجدد، حقق الطفرة.

ومن السهرات التلفزيونية التي لبست ثوبا جديدا خلال هذا رمضان، سهرة "قهوة ولاتاي" للفنان سيد علي دريس، على القناة العمومية الثالثة، والتي خصصت أعدادها لهذا الشهر، تكريما لشيوخ الشعبي، واستهلت عددها الأول بالحاج الهاشمي قروابي، حيث أدى جوق الحصة بعض أغانيه التي رددها سيد علي دريس، منها "البارح كان في عمري عشرين". كما تم انتقاء مقتطفات أرشيفية من أعمال الراحل، منها أدواره المسرحية والسينمائية، بعضها بث لأول مرة، مثل أدائه لدور عامل بريد مع الفنان سيد أحمد أقومي في فيلم "الغريب" سنة 1964، كما تناولت الحصة حياة الفنان العائلية وطباعه وعلاقته بأصدقائه، علما أن الضيف القار في الحصة، هو الأستاذ عبد القادر دعماش الذي أعطى الكثير من المعلومات عن الراحل. كما خصص العدد الثاني من "قهوة ولاتاي" للراحل الحاج العنقيس، بحضور ابنه الفنان حكيم، الذي أدى بعض أغاني والده، وحكى عن تفاصيل من حياته، منها علاقة القرابة التي تربط العنقيس بالحاج العنقى. كما حضر اللقاء الفنان الشعبي مهدي طماش الذي غاب عن الشاشة لسنوات، مؤديا بعض القصائد، ناهيك عن بن دعماش الذي ربطته علاقة متينة مع الراحل منذ نهاية الستينيات، بالتالي كان اللقاء فرصة للحديث عن الشعبي وتاريخه، مع حضور المادة الأرشيفية القيمة التي تقدم.

من السهرات التي لاقت الإقبال من طرف العائلات الجزائرية، وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذا الشهر، حصة سهرانين على قناة البلاد، وفيها اجتمعت كل الفنون والوجوه، حتى تلك التي غابت من سنين، منها تلك الآتية من مناطق مختلفة من الوطن، ناهيك عن نجوم التمثيل والغناء الجزائري وكذا المواهب الشابة والمغمورة. ما يميز هذه الحصة، هو حميميتها ولغتها البسيطة والراقية في نفس الوقت، مع إثارتها لقيم اجتماعية راسخة في مجتمعنا، وعلى رأسها الأمومة، حيث أبكى هذا الموضوع العديد من الضيوف وبحرقة، ناهيك عن التقدير لتضحية الأمهات، حيث أكد بعض الضيوف، أن أمهاتهم كن عاملات نظافة وشقين من أجل لقمة العيش، كذلك بعض الفنانات، منهن الممثلة حبيبة التي بكت وقالت، إنها عملت منظفة في مؤسسة ببومرداس من أجل عائلتها، وتحدت الظروف وواصلت دراستها وحققت النجاح. يحضر في هذه الحصة الكتاب، للترويج للمقروئية، وكان من ألمع الحضور في هذا المجال، الفنانة ليلى بورصالي، القارئة النهمة التي تقرأ في هذا رمضان كتابا من التراث عن لغة الطير، تحضيرا لعمل فني، حضرت أيضا الفنون التشكيلية وغيرها من الفنون الأخرى، كالشعر والتاريخ والعادات والتقاليد .

من الحصص المشهورة التي تحضر في كل سهرات رمضان، منذ سنوات؛ سهرة "قعدتنا جزايرية" التي تجمع بين التراث والحرف والتقاليد والشعر واللباس والطبخ والموسيقى والبوقالات، وتستضيف في ديكورها التقليدي "وسط الدار" ألمع النجوم، وتنقسم الحصة إلى جزأين، لكل جزء ضيوفه، ولها طبعا، إضافة إلى المنشطة المتألقة منال غربي، ضيوف قارون، منهم الشاعر شرشار الذي يمتع الجمهور في كل ليلة بقصيدة، وهناك شيخ المحروسة المختص في التراث، ودخلت هذه السنة السيدة نعيمة لتروي في كل سهرة، حكاية من التراث الشعبي بأداء مسرحي رائع، كما تحرص الحصة على حضور الضيوف والطبوع والممثلين من كل أرجاء الجزائر، لذلك نجد الطبع القبائلي والعاصمي والشاوي والصحراوي والوهراني، ناهيك عن الحوزي والشعبي والأندلسي، التي ترافق منال ضيوفها في أدائه، كما رافقت مثلا الفنانة قارة تركي، واستمتع الجمهور أيضا بوجوه غابت عن الشاشة، منهم محمد لعراف وحسناوي أمشطوح اللذين قدما روائع من التراث الجزائري. برنامج آخر قار على التلفزيون الجزائري، مختص في التراث الموسيقي الأندلسي في الجزائر، وهو "جاركا" للفنانة ليلى بورصالي، الذي يواصل خلال هذا الشهر، تقديم كنوز التراث الجزائري، الذي يتابع أيضا خارج الوطن، مركزا أكثر على المديح، واستطاعت الفنانة لأول مرة أن تستضيف أحد شيوخ الأندلسي العمالقة، وهو خزناجي، الذي رغم تقدم سنه، لا زال صوته يصدح ويحفظ الكثير من النصوص.