أسواق قسنطينة في أواخر رمضان

عدوى التهاب الأسعار تنتقل لألبسة الأطفال

عدوى التهاب الأسعار تنتقل لألبسة الأطفال
  • القراءات: 854
زبير. ز زبير. ز

عرفت أسعار ألبسة الأطفال في أسواق قسنطينة، خلال الأيام الأخيرة، ارتفاعا رهيبا، حرم عديد العائلات من اقتناء كسوة العيد، خاصة الأسر التي لديها أكثر من ثلاث أطفال، فيما اشتكى مواطنون آخرون من فرض تجار مادة السميد لمنطقهم، غير مبالين بتعليمات مديرية التجارة وترقية الصادرات، بشأن تقنين سعر بيع هذه المادة الأساسية. وصف بعض المواطنين سعر السميد عبر عدد من محلات قسنطينة، سواء بالمقاطعة الإدارية علي منجلي أو بلديات أخرى، بالأسعار المبالغ فيها، بعدما وصل سعر الكيس الواحد من فئة 25 كلغ إلى 1800 دج، رغم أن القانون يمنع بيعه بأكثر من 1000 دج للكيس.

"المساء" رصدت بعض الأسعار، عبر بعض المحلات، حيث وقفت على بيع كيس السميد من فئة 25 كلغ من نوع "الباي"، المنتج من مطاحن "سيدي راشد" التابعة للقطاع العمومي، بمبلغ 1450 دج، في منطقة الرتبة ببلدية ديدوش مراد، وهو الذي كان يباع في نقاط البيع التابعة لمطاحن "سيدي راشد" بسعر لا يتعدى 1000 دج. أكد عدد من المستهلكين، أنهم اقتنوا السميد من محلات مختلفة عبر عدة مناطق بقسنطينة، على غرار محلات وادي الحد (الإخوة عباس)، المشهورة بمحلات الجملة ومحلات التجزئة، التي تنافس في أسعارها محلات الجملة، بسعر تجاوز 1500 دج للكيس الواحد، أي بزيادة تبلغ حدود 50 %، وأكثر من ذلك إذا كان كيس السميد من النوعية الممتازة. الزيادة في الأسعار شملت أيضا مادة الزبت، حيث وفرت بعض المحلات قارورات زيت من حجم 2 لتر، وتم بيعها بسعر 280 دج، وهي التي لا يتعدى سعرها 250 دج في الأيام العادية، في حين تم بيعها في محلات أخرى بسعر 320 دج، بعيدا عن السعر المقنن الذي فرضته الدولة، بخصوص المواد الأساسية المدعمة.

فيما حاولت "المساء" الاتصال بالرقم الأخضر 1020، الذي روجت له كثيرا مديرية التجارة وترقية الصادرات، والخاص بتقديم الشكاوى  في حالة تسجيل تجاوزات، أكد عدد من المواطنين أن الرقم لا يعمل، وبالفعل كان الرد الآلي بأن المتصل لا يستطيع إجراء هذه المكالمة، ليبقى المواطن في حيرة من أمره. كما أن الاتصال بمديرية التجارة، عشية يوم الأربعاء، قبل الساعة الخامسة من أجل رفع شكاوى المواطنين والتبليغ بخصوص هذه الزيادات غير المقننة، التي فرضها تجار لا ضمير لهم، همهم الوحيد تحقيق الأرباح على ظهر المواطن البسيط، في شهر كان من المفروض أن يكون للرحمة، باء بالفشل.

اتصلت "المساء" بدورها عبر الخط الثابت لمديرية التجارة، من أجل الاستفسار، لكن لم تجد الجواب الشافي، لأنه كان في استقبال المكالمة عون حراسة، اعتذر عن الإجابة وطالب بالاتصال مرة أخرى، لأن الأعوان غادروا المديرية ولا توجد مناوبة، رغم أن المديرية سبق لها أن أكدت تسخير عدد معتبر لمراقبة السوق، وضاعفت من فرق المناوبة التي كان من المفروض أن يمتد عملها إلى خارج الأوقات الرسمية المعتادة، وإلى الفترات الليلية.

عدوى لهيب أسعار المواد الغذائية بعاصمة الشرق، امتدت لتشمل ملابس الأطفال، التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف العائلات لاقتناء كسوة أبنائهم، بمناسبة عيد الفطر، حيث تفاجأ العديد من الأولياء بأسعارها الخيالية، ولم يكونوا يتصوروها كذلك، وأكد عدد من قاصدي محلات بيع الألبسة، سواء بالخروب أو في المدينة الجديدة علي منجلي، أن تكلفة كسوة طفلة بين عامين و5 سنوات تتعدى عتبة المليون سنتيم، بما أن الفستان من نوعية مقبولة، بات في حدود 8 آلاف دج، كما تعدت أطقم الذكور 4500 دج للطاقم الواحد.