الكور العنّابي

جمع بين الأصالة وعبق الشاي

جمع بين الأصالة وعبق الشاي
  • 629
سميرة عوام سميرة عوام

لاتزال ساحة الثورة "الكور العنابي" بوسط مدينة عنابة، مقصد الصائمين بعد الإفطار مباشرة، لارتشاف الشاي المجمر، أو كما يطلق عليه لعنانبة "تاي ميزون" المصحوب بـ "المقيرط" العنابي، حيث ذاع صيت هذه المنطقة بالشاي والعصير الطبيعي، بالإضافة إلى مجموعة من الحلويات التقليدية المنكّهة بماء الورد، وهو ما يفتح شهية الزوار، الذين يتلذذون بعبق خاص لهذا الشاي، والذي يزيد من جمال الكور العنابي.

هذا المكان الجميل تقصده العائلات طول أيام الأسبوع، خاصة خلال سهرات رمضان وفي فصل الصيف، حيث يتمتعون بالنسمات الجميلة التي تأتي من جبال إيدوغ الأشم. وتكمن روعة "الكور" في قربه من الميناء، وكذلك المدينة القديمة "بلاص دارم"، وهنا يكتشف الزائر أن المكان له حضور قوي من الجانب السياحي والروحي، فسكان بونة تجدهم يحملون قصصا جميلة تجمعهم بالأصدقاء والأهل، وكذلك العشاق، بالإضافة إلى أن "الكور" هو النقطة الفاعلة لنشاط الباعة وأصحاب الأكشاك، والذين خلقوا صداقات كثيرة مع السياح الأجانب، والوطنيين. «شاي برابح".. من لا يعرف صاحب هذا المحل العتيق، الذي يتوسط الكور العنابي. وتميز أهل المكان بـ "الكريبوني" الممزوج بـ "الليم"، أي الليمون، ناهيك عن الاستقبال الحسن للضيوف والوافدين من كل مكان، حيث أخذ "الكور" شهرة كبيرة بفضل المعاملة الحسنة المرفقة باللكنة العنابية الجميلة.

وفي سياق آخر، برمجت مديرية الثقافة ودار الثقافة سهرات رمضانية تقام بساحة الثورة باعتبارها مكانا مميزا بالمدينة، حيث سيتم تنصيب خيمة كبيرة، تستقبل أطيافا من الناس للتعرف على الطبوع الغنائية الجميلة، منها المالوف العنابي الأندلسي، وغيره، حتى المسرح الجهوي عز الدين مجوبي أخذ مكانة كبيرة وسط العائلات العنابية، فهو يبعد ببعض الأمتار عن ساحة الثورة، وكل سهراته الرمضانية المبرمجة يتم إخراجها إلى الشارع، وبالضبط إلى ساحة الثورة، حتى بعض العروض المسرحية تقدم بـ "الكور"، لأنه يحتوي على ديكور رائع يزيد من جمالية السينوغرافيا، ناهيك عن صوت الأذان، الذي تصدح به مأذنة جامع أبي مروان الشريف. وتتحول ساحة الثورة مع حلول شهر رمضان، إلى فضاء للّعب من طرف الصغار والأطفال، الذين هم في عطلة، إلى جانب أخذ صور تذكارية جميلة، تبقى حاضرة لدى المواطنين الباحثين عن تراث بونة الأنيقة.