فرز النفايات الصحية المنزلية

رمي الأدوية مع القمامة خطر على الصحة والبيئة

رمي الأدوية مع القمامة خطر على الصحة والبيئة
  • القراءات: 1565
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعت الصيدلانية إكرام جرمون، إلى ضرورة تحسيس المواطنين حيال كيفية التعامل مع الدواء المتبقي في البيت، بعد الانتهاء من استعماله، وكذا الأدوية منتهية الصلاحية، مشيرة إلى أن هذا الأمر لابد أن يدخل في ثقافة الفرز والانتقاء، لأن مصير الدواء لا يجب أن يكون القمامة، ولا بقاءه في رفوف البيت، بل يجب معرفة التعامل مع بقاياه، فبقاؤه قد يهدد صحة أفراد العائلة عند استعماله بالخطأ.

قالت المختصة في المواد الصيدلانية إكرام جرمون: "شهد المجتمع خلال السنتين الماضيتين، العديد من التغيرات في المجال الصحي، بسبب الأزمة الصحية وانتشار فيروس "كورونا"، مما دفع إلى الاستهلاك المفرط للدواء"، مشيرة في نفس السياق، إلى أن "الكثير من المواطنين اقتنوا أدوية، سواء بعد استشارة الطبيب أو دونه، مما أدى إلى تراكم كميات كبيرة من الأدوية، بعد شفائهم، لا يحتاجونها فيها بعد". مضيفة أن "مصير تلك الأدوية غالبا ما يكون بقائها في رفوف صيدلية البيت إلى حين انتهاء صلاحيتها، وترمى بعدها في القمامة، وهنا لابد أن يدرك الفرد كيفية التعامل مع الدواء، بعد الانتهاء من استعماله، لاسيما الأدوية التي لا يمكن إعادة استهلاكها إلا بوصفة طبية، مع ضرورة احترام الجرعة المحددة من عند الطبيب. شددت الصيدلانية على أنه من خلال تحسيس المجتمع وتوعيته، يمكن معرفة كيفية التعامل مع الدواء، سواء غير المستعمل أو منتهي الصلاحية، لضمان سلامة أفراد العائلة، لاسيما إذا كان لديها أطفال، فضلا على الصحة العمومية، فإلقاء الأدوية الكيماوية في النفايات أمر  خطير وبعيد عن الواعي.

أضافت المتحدثة، أن الكثير من الأدوية سريعة التلف، لاسيما الأنواع السائلة، مثل المحاليل، ليست مستقرة كالصلبة، مثل الأقراص، والحبيبات، والكبسولات، بالتالي فإن الأدوية التي يتم تحضيرها عن طريق إضافة مذيب، مثل المضادات الحيوية، للاستخدام عن طريق الفم، حساسة ولابد من معرفة طرق حفظها عند استعمالها، لتثبيط نمو الميكروبات وعدم نموها. عن مصير الأدوية، قالت إكرام جرمون: "لابد من جمعها وإعادتها إلى الصيدلية، فهناك بعض الصيدليات (غالبيتها)، تجمع تلك الأدوية ليتم فرزها، فالأنواع الصالحة للاستعمال وغير منتهية الصلاحية تحتفظ بها الصيدليات، لتقديمها مجانا لزبائن معوزين هم بحاجة إليها، أو تقديمها لجمعيات تهتم بالمرضى مجانا، بعد الترخيص لها بذلك، في حين أن الأدوية منتهية الصلاحية، يتم إتلافها وفق بروتوكول خاص تحت وصاية الوزارة الوصية، وبذلك يكون اتلافها آمنا لا يشكل خطرا على الصحة العمومية".

لا ترموا الأدوية في المراحيض

كما نبهت المتحدثة إلى ضرورة الابتعاد عن الطريقة الكلاسيكية، التي يعتمدها البعض في التخلص من الأدوية، بإلقائها داخل المرحاض، فيمكن لهذه الأدوية أن تتسرب إلى الأرض، ومن ثمة إلى المياه الجوفية، أو تظل باقية في مياه الصرف الصحي حتى بعد معالجتها، وتصل إلى الأنهار والبحيرات، لتعود من جديد إلى المنازل عبر مياه الحنفيات. كما أضافت الصيدلانية، أن التعامل مع بعض الوسائل الطبية، على غرار الحقن المستعملة، والضمادات وغيرها من المستلزمات الطبية التي لامست سوائل جسم المريض، فهناك أيضا قواعد لابد من احترامها، إذ أن إلقاءها في النفايات لا يعني أنه تم التخلص منها، وهذا النوع من المخلفات يحتاج إلى عناية خاصة، نظرا لأضراره الصحية والبيئية المحتملة.

تشمل النفايات الطبية، أي نوع من النفايات قد يحمل خطر نشر العدوى، مثل النفايات الملوثة بالدم، كالضمادات والشاش، والأدوات الحادة كالحقن، فأكبر خطر تحمله النفايات الطبية، تقول الصيدلانية، هو انتقال العدوى، والتعرض لهذه النفايات يعني احتمالية الإصابة بأكثر الأمراض المعدية خطورة، مثل "الآيدز"، وفيروسات الكبد، وعن طريقة التخلص من هذه النفايات، تشدد المتحدثة على أهمية الاستعانة بصندوق بلاستيكي، أو كارتون وإلقاء تلك الفضلات داخلها، ووضعها داخل كيس بلاستيكي، مع حكم غلقه، حتى لا يصل إليه أي شخص، لاسيما أعوان النظافة الذين يتعرضون أكثر للإصابة جراء تلك النفايات الخطيرة.