فيما حذرت الدراسات من تبعاته

التدخين عامل إصابة بالقصور الكلوي

التدخين عامل إصابة بالقصور الكلوي
  • القراءات: 456
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذرت الدكتورة ابتسام عرباوي، الأمينة العامة للجمعية الجزائرية لأمراض وتصفية وزرع الكلى، مؤخرا، على هامش شهر التحسيس بأمراض الكلى، من التدخين الذي يعد أحد المسببات التي تضعف وظائف هذا الجهاز، وتؤثر عليه بشكل كبير، مشددة على أن التدخين لا يضر القلب والرئة فحسب، بل يؤذي الكلى أيضا، مشيرة إلى أنه يمنعها من أداء وظيفتها بشكل سليم، في تنقية الدم والتخلص من السموم والمواد الضارة. قالت المتحدثة لـ"المساء"، إن الحديث عن الوقاية من أمراض الكلى اليوم، أمر في بالغ الأهمية، لعدم بلوغ مرحلة الفشل الكلوي، الذي تحول إلى مشكل ثقيل على المريض، الذي سيعاني من دورات تصفية الدم، ورحلته في سبيل البحث عن متبرع للقيام بزرع هذا العضو في الجسم.

أضافت الدكتورة المتخصصة في أمراض الكلى، أن التدخين واحد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بأمراض الكلى، لاسيما بالنسبة للذين يعانون أحد الأمراض المزمنة، خصوصا السكري وارتفاع ضغط الدم، إذ يمهد الطريق، حسبها، للإصابة بالفشل الكلوي، وهي المرحلة المتقدمة من إصابة هذا العضو الحيوي في جسم الإنسان، وذكرت  أيضا، أن وظيفة الكلى هي تصفية وتخليص الجسم من السموم والسوائل الزائدة وطرحها في البول، كما تعمل على المحافظة على المواد الكيميائية المهمة في الجسم، وإنتاج فيتامين "د"، وتنظيم الملح والبوتاسيوم والأحماض، والمساعدة على تنظيم ضغط الدم، إلا أن حدوث خلل في وظائفها يجعل هذه الأخيرة تفقد خاصية "التصفية"، وتصبح تلك السموم التي يمكن أن تتخللها حتى بعض المعادن التي لا يجب أن تكون في المجاري البولية، كالبروتينات، ويحدث هذا بسبب إحدى العوامل التي تفاقم الضرر على الكلى، كالتدخين، وأوضحت الطبيبة المختصة في أمراض الكلى، أنه في هذه الحالة، يعمل التدخين على تسارع وتيرة التغيرات المرضية التي تطرأ على الأوعية الدموية بالكلى، والتي يلحقها التلف بالفعل لدى مرضى السكري بشكل خاص.

تستند الجمعية، وفق نفس المصدر، إلى نتائج دراسات، أثبتت أن معدل إصابة مرضى السكري المدخنين باضطرابات سريان الدم في بعض الأعضاء من الجسم، يزداد بمقدار مرتين ونصف المرة تقريبا عن غيرهم من المرضى غير المدخنين، كما يرتفع إفراز البروتين في البول لدى مرضى السكري المدخنين، بمعدل يصل إلى 6 أضعاف تقريبا أكثر من غيرهم من المرضى غير المدخنين، مما يشير إلى وجود أضرار جسيمة في الكلى. أكدت عرباوي، أن ارتفاع نسب البروتين في البول قد يرجع أيضا إلى عدم انتظام معدلات السكر في الدم، مع العلم أن التدخين يتسبب أيضا في ارتفاع نسب الكوليسترول في الدم لدى مرضى السكري، وقالت إن كل هذه المعلومات على الفرد معرفتها لتبني نظام حياة سليم، والوقاية من مختلف العوامل التي قد تهدد بإصابة الكلى. شددت المختصة في الأخير، على أهمية الإكثار من شرب الماء المعدني، على الأقل 1.5 لتر في اليوم إلى ثلاثة لترات، حفاظا على وظائف الكلى ومساعدة هذا العضو على تأدية وظائفه بفعالية.